تطور نشأة علم الأنسجة

نظرة على تطور علم الأنسجة عبر القرون، بدءًا من بداياته في القرن الثامن عشر وصولًا إلى التطورات الهامة في القرن التاسع عشر وأهمية دراسة الأنسجة.

مقدمة

يعتبر علم الأنسجة أحد الفروع الهامة في علم الأحياء، وقد شهد تطورًا ملحوظًا عبر التاريخ. المصطلح نفسه ظهر في القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1819 على يد الطبيب كارل ماير، ويعود أصله إلى الكلمة اليونانية “هيستوس” التي تعني نسيج. ومع ذلك، فإن دراسة أنسجة الجسم بدأت قبل ذلك بكثير، ولكن لم يتم الاعتراف بها كعلم مستقل في القرن السابع عشر.

بدأت التجارب الأولى على يد العالم الإيطالي مارسيلو مالبيغي، الذي قام بدراسة الحشرات والنباتات والأجنة، مع التركيز على دودة القز. كما تمكن من وصف عملية التنفس في الضفادع باستخدام العدسة المكبرة فقط.

علم الأنسجة في القرن الثامن عشر

في القرن الثامن عشر، كان فهم تكون الأعضاء من الأنسجة الحيوية محدودًا. اقترح العالم ماري كزافييه، المتخصص في علم الأمراض، بعد فحصه للجثث، أنه يمكن أن يتعرض النسيج للتلف دون أن يفقد العضو وظيفته. اعتمد في ذلك على الاختبارات الكيميائية والملاحظة بالعين المجردة، نظرًا لضعف أدوات المجهر في ذلك الوقت.

علم الأنسجة في القرن التاسع عشر

في القرن التاسع عشر، برزت ألمانيا كمركز للأبحاث في علم الأحياء والأنسجة، وذلك بفضل مساهمات العديد من العلماء، من بينهم:

  • يوهانس مولر: درس الطب في جامعة بون، وتخصص في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء. قام بتدريس هذه المواد في الجامعة، وساهم في دراسة سوائل الجسم وإيجاد تشابه بين الخلايا النباتية والحيوانية. كما درس الأسماك واللافقاريات وساهم في تصنيفها.
  • ألبرت كوليكر: درس العلوم الطبية بعد دراسة مجالات مختلفة من العلوم، وعُيّن كأستاذ لعلم التشريح المقارن. نشر عدة مجلدات طبية حول علم الأنسجة البشرية والتشريح المجهري لجسم الإنسان عند إصابته بالأمراض، وقارنها بالأنسجة السليمة.
  • جان بوركيني: درس الطب بعد دراسة الفلسفة، وعمل كأستاذ لعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء. استخدم المجهر المركب مع طلبته لدراسة تشريح أنسجة الحيوانات بشكل تفصيلي، وتمكن من وصف الخلايا العصبية وطريقة انتقال السيالات العصبية.

ماهية علم الأنسجة

علم الأنسجة (Histology) هو فرع من فروع علم الأحياء يختص بدراسة الخلايا المتخصصة في الأعضاء الحيوية للإنسان والحيوان والخلايا النباتية.

يتعاون علم الأنسجة مع علم التشريح لوصف وظيفة الأنسجة المتخصصة، وذلك من خلال وصف الخلايا والمواد الموجودة بينها، بالإضافة إلى طريقة ترتيبها في كل عضو من أعضاء الجسم. يعتمد المختصون في دراسة علم الأنسجة على أخذ عينة صغيرة من النسيج وتقطيعها إلى شرائح لتحليلها تحت المجهر باستخدام أدوات خاصة.

أهمية تحليل الأنسجة

تساعد عملية تقطيع الأنسجة إلى شرائح رقيقة على مرور الضوء من خلالها عند فحصها تحت المجهر بعد تثبيتها على شرائح زجاجية وصبغها ضمن خطوات متتالية تعرف بالتحضير المجهري. يتم وضع قطع صغيرة من الأنسجة في محاليل خاصة للحفاظ على تركيبها وحمايتها من التلف.

تكمن أهمية دراسة علم الأنسجة في الكشف عن الخلايا غير الطبيعية عند الإصابة بالأورام السرطانية أو الأمراض الأخرى، واكتشاف طرق علاجها.

المراجع

  1. Alexander Goldberg (18/12/2018),”A Brief History of Histology”,LABTAG, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  2. “A history of the development of histology up to the end of the nineteenth century”,labome, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  3. “histology”,Britannica, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  4. “Histology & Its Methods of Study”,Access Medicine, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  5. David H. Nguyen (22/5/2019),”Why Is the Study of Histology Important in Your Overall Understanding of Anatomy & Physiology?”,sciencing, Retrieved 31/1/2022. Edited.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نشأة وتطور الاستعمار وآثاره

المقال التالي

النشأة التاريخية لراية البرتغال

مقالات مشابهة