لمحات عن دمشق القديمة
تشير الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها في مناطق الشام ومصر إلى أن دمشق تعتبر واحدة من أقدم المدن التي استوطنها البشر في العالم. في مصر، تم العثور على آثار تحمل اسم “دمشقا” يعود تاريخها إلى حوالي 1500 عام قبل الميلاد. بالإضافة إلى ذلك، كشفت الحفريات التي أجريت في المسجد الأموي عن أدلة أثرية تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
لقد كان لموقع دمشق المتميز وأهميتها الاستراتيجية تأثير كبير على مسار تاريخها. على مر العصور، خاض العديد من الغزاة حروبًا للسيطرة عليها. سقطت المدينة في أيدي
الآشوريين في عام 732 قبل الميلاد، ثم تمكن الملك البابلي نبوخذ نصر من الاستيلاء عليها حوالي عام 600 قبل الميلاد. بعد ذلك، جاء الفرس، ثم الإسكندر الأكبر في عام 333 قبل الميلاد. وفي عام 21 قبل الميلاد، أصبحت دمشق جزءًا من مقاطعة سوريا الرومانية، حيث كانت بمثابة قاعدة عسكرية للجيوش التي تستعد لقتال الفرس.
دمشق في ظل الحكم الإسلامي
تم فتح دمشق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام 636 ميلادية. ومع تأسيس الدولة الأموية، أصبحت دمشق المدينة الأهم في الشرق، حيث كانت عاصمة الخلافة الجديدة التي امتدت من حدود إسبانيا في الغرب وحتى الهند في الشرق.
ومع سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، تم نقل العاصمة إلى مدينة بغداد التي أسسها الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور. ومنذ ذلك الحين، لم تعد دمشق إلى مجدها السابق، وبدأت تعاني من عدم الاستقرار الذي أصاب الخلافة العباسية، ووقعت تحت سيطرة الحكام المحليين مثل ابن طولون والإخشيديين والقرامطة.
دمشق تحت السيطرة العثمانية
أدى استيلاء العثمانيين على مدينة دمشق إلى فقدان المدينة لدورها السياسي بشكل كامل لصالح العاصمة العثمانية. ومع ذلك، لم تفقد دمشق أهميتها التجارية، حيث كانت مركزًا لتنظيم رحلات الحج القادمة من الأناضول، والتي رعاها السلاطنة العثمانيون بأنفسهم. وأصبح موسم الحج مصدر النشاط السنوي للمدينة، مما أدى إلى ازدهار في الأبنية والمساجد.
وفي القرن التاسع عشر، وبعد القضاء على محمد علي حاكم مصر الذي كان يسيطر على المدينة، تدخلت القوى الأوروبية في المنطقة بحجة وجود عنف ديني، ووقعت دمشق تحت الاحتلال الأوروبي.