جدول المحتويات
- المديح في الشعر العباسي
- الوصف في الشعر العباسي
- الهجاء في الشعر العباسي
- الفخر في الشعر العباسي
- الرثاء في الشعر العباسي
- المراجع
المديح في الشعر العباسي
استمر شعراء المديح في العصر العباسي الثاني في اتباع التقاليد الشعرية القديمة، مثل الوقوف على الأطلال والبكاء على الآثار المندثرة في بداية القصائد. ومع ذلك، أضافوا قيمًا جديدة مثل العدل، حيث صوروا الممدوحين كحكام أمناء يسعون لتحقيق العدالة بين الرعية. ومن الأمثلة البارزة قصيدة البحتري في مدح المتوكل:
خَلَقَ اللَهُ جَعفَراً قَيِّمَ الدُنــيا سَدادَن وَقَيِّمَ الدينِ رُشدَا
أَكرَمُ الناسُ شيمَةً وَأَتَمُّ الناسِ خَلقاً وَأَكثَرُ الناسِ رِفدَا
الوصف في الشعر العباسي
أضاف الشعراء العباسيون عناصر جديدة إلى شعر الوصف، مستوحاة من بيئتهم الحضارية. فبالإضافة إلى وصف الرحلة والناقة والمعارك، تناولوا وصف القصور والمدن والأعياد، مما جعل شعرهم سجلاً تاريخياً لعصرهم. ومن أشهر الأمثلة قول البحتري:
فَاِشرَب عَلى زَهرِ الرِياضِ يَشوبُهُ زَهرُ الخُدودِ وَزَهرَةُ الصَهباءِ
مِن قَهوَةٍ تُنسي الهُمومَ وَتَبعَثُ الشَوقَ الَّذي قَد ضَلَّ في الأَحشاءِ
الهجاء في الشعر العباسي
وصل الهجاء في العصر العباسي إلى ذروته، حيث استخدم الشعراء لغة حادة للسخرية من الخلفاء والوزراء وغيرهم. ومن أبرز شعراء الهجاء ابن الرومي، الذي كان يمتلك مهارة فريدة في تصوير المهجوين بصورة مهينة. ومن قصائده في هجاء البخيل:
يُقتّر عيسى على نفسه وليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيع لتقتيره تَنفَّس من منخرٍ واحدِ
عذرناه أيام إعدامه فما عذرُ ذي بَخَلٍ واجِدِ
رَضِيتُ لتفريق أمواله يَدَي وارثٍ ليس بالحامدِ
الفخر في الشعر العباسي
على الرغم من أن الفخر كان من الموضوعات البارزة في الشعر الجاهلي، إلا أنه تراجع في العصر العباسي بسبب ضعف العصبية القبلية. ومع ذلك، ظهرت بعض القصائد التي تعبر عن الفخر السياسي، مثل قصيدة ابن المعتز التي يفخر فيها بالعباسيين:
لا أَشرَبُ الماءَ إِلّا وَهوَ مُنجَرِدٌ مِنَ القَذى وَلِغَيري الشَوبُ وَالرَنِقُ
عَزمي حُسامٌ وَقَلبي لا يُخالِفُهُ إِذا تَخاصَمَ عَزمُ المَرءِ وَالفَرَقُ
مَيتُ السَرائِرِ ضَحّاكٌ عَلى حَنَقٍ ما دامَ يَعجَزُ عَن أَعدائِيَ الحَنَقُ
الرثاء في الشعر العباسي
شهد الرثاء تطوراً كبيراً في العصر العباسي، حيث رثى الشعراء الخلفاء والقادة والوزراء برثاء عميق يعكس حتمية الموت. كما ظهرت موضوعات جديدة في الرثاء، مثل رثاء المدن والحيوانات الأليفة. ومن الأمثلة البارزة رثاء ابن الرومي لمدينة البصرة:
ذادَ عن مُقْلِتي لذيذَ المنامِ شُغلها عنهُ بالدموعِ السجامِ
أيُّ نومِ من بعد ما حل بالبصْـرةِ من تلكمُ الهناتِ العظام
أيُّ نومٍ من بعد ما انتهك الزّنْــجُ جهاراً محارمَ الإسلام
كما رثى ابن العلّاف هراً له بقصيدة مؤثرة:
يا هر فارقتنا ولم تعد وكنت منا بمنزل الولدِ
وكيف ننفك عن هواك وقد كنت لنا عدة من العدد
تمنع عنا الاذى وتحرسنا بالغيب من حية ومن جود
وتخرج الفأر من مكانها ما بين مفتوحها الى السدد
المراجع
- شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 203-204.
- “لي حبيبٌ قد لج في الهجر جداً”، الديوان.
- شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 205-206.
- “زعم الغراب منبئ الأنباء”، الديوان.
- “التجديد في الموضوعات القديمة”، المرجع الإلكتروني.
- “يقتر عيسى على نفسه”، الديوان.
- “التجديد في الموضوعات القديمة”، المرجع الإلكتروني.
- “ألست ترى موت العلا والمحامد”، الديوان.
- “ذاد عن مقلتي لذيذ المنام”، الديوان.
- “يا هر فارقتنا ولم تعد”، الديوان.