نشأة الدواوين
ظهرت الدواوين في بداية التاريخ الإسلامي استجابةً للحاجة الملحة لتنظيم شؤون الدولة الإسلامية، والتي شملت الجوانب الإدارية والعسكرية والمالية. كانت هذه الدواوين في البداية بسيطة ومحدودة في نطاقها، لكنها نمت وتطورت بسرعة مع مرور الوقت، متأثرةً بالظروف التي مرت بها الدولة الإسلامية.
كلمة “ديوان” ذات أصل فارسي، وتعني السجل أو الدفتر، حيث كانت تُستخدم لِتسجيل أسماء الجنود وأصحاب العطاء. ويرجع البعض أصل كلمة “ديوان” إلى العربية من الفعل “دوّن”. تم اقتباس هذه النظم من قبل العرب من الفرس والروم لتنظيم شؤون الدولة في جميع المجالات.
لم تنشأ الدواوين دفعة واحدة، بل تطورت بشكل تدريجي حسب الحاجة، فبعضها زال بسبب زوال السبب الذي أنشأ من أجله، بينما بقيت بعض الدواوين ثابتة.
الدواوين في العصر الأموي
أول من وضع الدواوين في الإسلام هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ساعد عقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم، وهما من ذوي البصيرة من قريش، في تسجيلها.
أهم الدواوين التي أنشأها عمر بن الخطاب:
* **ديوان الإنشاء (الرسائل):** لِتدوين الرسائل الرسمية.
* **ديوان العطاء (الأموال):** لِتوزيع الأموال على المستحقين.
* **ديوان الجباية (الخراج أو الجزية):** لِجمع الضرائب.
اهتم خلفاء بني أمية بالنظام الإداري بشكل كبير، خاصةً بعد نقل مركز الحكم من المدينة المنورة إلى دمشق. زاد عدد الدواوين خلال هذه الفترة، لتلبية متطلبات الإدارة المتزايدة. استحدث معاوية بن أبي سفيان بعض الدواوين الجديدة، مثل:
* **ديوان الخاتم:** لِإدارة شؤون الخاتم الملكي.
* **ديوان البريد:** لِتسيير البريد الرسمي.
* **ديوان الصدقات:** لِإدارة شؤون الصدقات.
* **ديوان الطراز:** لِتحديد أسعار السلع والمنتجات.
في عهد عبد الملك بن مروان، تم تعريب الدواوين في العديد من المناطق مثل الشام والعراق ومصر، مما سهل عملية التواصل وإدارة شؤون الدولة.
الدواوين في العصر العباسي
شهد العصر العباسي تطوراً ملحوظاً في النظم الإدارية، إذ اتبع الخلفاء العباسيون في البداية نهج الأمويين، مستخدمين رجالات ذوي كفاءة في الإدارة. حصلت الدواوين على دفاتر خاصة، مما ساهم في تسجيل جميع شؤون الدولة، بما في ذلك الدخل والمصروفات.
أُنشئ بيت مال المظالم في عهد المنصور، لِتخزين أموال العمال عند عزلهم، مما منع اختلاسها.
كانت هناك دواوين خاصة بكل ولاية، لِإدارة شؤونها. قام المعتضد بتوحيد هذه الدواوين في ديوان واحد يُسمى “ديوان الدار”، والذي كان له ثلاثة فروع:
* **ديوان المشرق**
* **ديوان المغرب**
* **ديوان العراق**
استحدث العباسيون دواوين جديدة لم تكن موجودة في العصر الأموي، مثل:
* **ديوان الضياع:** لِإدارة شؤون الأراضي المهجورة.
* **ديوان المصادرة:** لِإدارة شؤون الممتلكات المصادرة.
* **ديوان الأزمة:** لِإدارة شؤون الطوارئ والكوارث.
* **ديوان الأحشام:** لِإدارة شؤون الخدمة والخدمة المنزلية.
المراجع
- أبتعبد الستار نصيف جاسم العامري (2018-2-6)،”الدواوين : نشأتها وانواعها”،uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-6. بتصرّف.
- عتيق زينب (2011)،تطور الدواوين عبر العصور الإسلامية، الجزائر: مكتبة اللغة والادب العربي، صفحة 16. بتصرّف.
- “السياسة الشرعية”،shamela، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-6. بتصرّف.
- أبعتيق زينب (2011)،تطور الدواوين عبر العصور الاسلامية، الجزائر: مكتبة اللغة والادب العربي، صفحة 40-42. بتصرّف.
- أبعتيق زينب (2011)،تطور الدواوين عبر العصور الاسلامية، الجزائر: مكتبة اللغة والادب العربي، صفحة 52-55. بتصرّف.