تطور الأوزان والقوافي الشعرية في العصر العباسي الثاني

جدول المحتويات

• تغيرات البحور الشعرية في العصر العباسي الثاني
• البحور الشعرية الجديدة
• أنواع القوافي المبتكرة
• المراجع

تغيرات البحور الشعرية في العصر العباسي الثاني

شهد العصر العباسي الثاني تحولات كبيرة في الشعر العربي، حيث ابتعد الشعراء عن البحور التقليدية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي. وقد جاء هذا التغيير نتيجة للرغبة في التحرر من القيود الشعرية القديمة، ومواكبة التطورات الحضارية والاجتماعية التي شهدتها تلك الفترة. ومن بين البحور التي تم استحداثها:

البحر المستطيل

هذا البحر يعتبر تحويرًا للبحر الطويل عند الخليل، ووزنه الشعري هو: مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن / مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن. ومن الأمثلة عليه قول الشاعر:

لقد هاج اشتياقي غرير الطرف أحور
أدير الصدغ منه على مسك وعنبر

البحر الممتد

هذا البحر مأخوذ من البحر المديد عند الخليل، ووزنه: فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن / فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن. ومن الأمثلة عليه:

صاد قلبي غزال أحور ذو دلال
كلما زدت حبا زاد مني نفورا

البحر المتوافر

هذا البحر يعتبر تحويرًا للبحر الرمل، ووزنه: فاعلاتن فاعلاتن فاعلن / فاعلاتن فاعلاتن فاعلن. ومن الأمثلة عليه قول مالك بن المرحل:

ما وقوفُك بالركائب في الطلْل
ما سؤالكَ عن حبيبكَ قد رحلْ
يا فؤادي ما أصابك بعدَهم
أين صبرُك يا فؤادي ما فعلْ

البحر المتئد

هذا البحر مقلوب عن البحر المجتث، ووزنه: فاعلاتن فاعلاتن مستفع لن / فاعلاتن فاعلاتن مستفع لن. ومن الأمثلة عليه:

كن لأخلاق التصابي مستمريا
لأحوال الشباب مستحليا

البحر المنسرد

هذا البحر مقلوب عن البحر المضارع، ووزنه: مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن / مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن.

البحر المطرد

هذا البحر أيضًا مقلوب عن البحر المضارع، ووزنه: فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن / فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن.

البحور الشعرية الجديدة

لم يقتصر التجديد على تحوير البحور القديمة، بل ظهرت بحور جديدة تمامًا، منها:

السلسلة

وزنها: فعلن فعلاتن مفتعلن فعلاتان. ومن الأمثلة عليها:

السحر بعينيك ما تحرك أو جال
إلا ورماني من الغرام بأوجال

الدوبيت

هذا الوزن يعود أصله إلى الفرس، وله عدة أشكال، أشهرها: فعلن متفاعلن فعولن فعلن. ومن الأمثلة عليه قول ابن الفارض:

رُوحي لكَ يا زائرُ في اللّيْلِ فِدَا
يا مُؤْنِسَ وَحْشَتِي إذا اللّيْلُ هدى
إنْ كانَ فِرَاقُنا مع الصُبْحِ بَدَا
لا أسفَرَ بَعْدَ ذَاكَ صُبْحٌ أبدا

القوما

هذا البحر من ابتكار البغداديين، ووزنه: مستفعلن فعلان مستفعلن فعلان. ومن الأمثلة عليه قول صفي الدين الحلي:

من كان يهوى البدور
ووصل بيض الخدور

الموشحات

ظهرت الموشحات في الأندلس، ولها عدة أوزان، أشهرها: مستفعلن فاعلن فعيل مستفعلن / فاعلن فعيل. ومن الأمثلة عليها موشحة ابن سناء الملك:

كللي يا سحب تيجان الربا بالحلي
واجعلي سوارك منعطف الجدول

الزجل

اخترع هذا الفن الأندلسيون، ومن أشهر من نظم فيه ابن قزمان:

وعريش قام على دكان
بحال رواقو
أسد ابتلع ثعبان
في غلظ ساق

الكان كان

هذا الفن جاء به أهل بغداد، ويستخدم في الحكايات، وتكون قافيته مردوفة.

الموالي

ظهر هذا الفن بعد رثاء جارية لبني برمك، وهو من الفنون التي لا تراعي قواعد اللغة العربية بشكل صارم.

أنواع القوافي المبتكرة

لم يقتصر التجديد على البحور، بل شمل أيضًا القوافي، حيث ابتكر الشعراء عدة أشكال جديدة منها:

المزدوج

يكون بتغيير القافية بين الأبيات، وغالبًا ما يستخدم في نظم الأمثال والقصص.

المسمط

يتم بالإتيان ببيت شعري مصرّع يتبعه أربعة أقسام من قافية مختلفة، ثم يعاد قسم واحد من القافية الأصلية.

المخمس

يتم بالإتيان بخمسة أقسام من نفس الوزن والقافية، ثم يوحد القسم الخامس مع القسم الأول.

المراجع

• محمود مصطفى، “أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية”، صفحة 135.
• أحمد الهاشمي، “ميزان الذهب في صناعة شعر العرب”، صفحة 127.
• مالك بن المرحل، “ديوان مالك بن المرحل”، صفحة 70981.
• محمد بن حسن بن عثمان، “المرشد الوافي في علم العروض والقوافي”، صفحة 186-189.