فهرس المحتويات
العقد اللمفاوية: حصون الجسم الدفاعية
تُعرف العقد اللمفاوية بأنها هياكل صغيرة، لينة، بحجم حبة البازلاء تقريبًا. وهي تنتشر في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك منطقة الرقبة، الإبطين، والخاصرتين. تحتوي هذه العقد على خلايا مناعية مهمة، مثل خلايا الدم البيضاء، وتعمل كجزء أساسي من جهاز المناعة، تحارب الالتهابات والعدوى المختلفة، سواء كانت بكتيرية، فيروسية، فطرية، أو طفيلية. ترتبط هذه العقد ببعضها البعض من خلال شبكة من القنوات تشبه الأوعية الدموية.
ما الذي يُسبب تضخم العقد اللمفاوية الرقبية؟
يُعد تضخم العقد اللمفاوية استجابةً طبيعية لوجود عدوى أو التهاب في الجسم. عندما يواجه الجسم عدوى، تنتفخ هذه العقد وتصبح طرية، مما يدل على نشاط جهاز المناعة في مكافحة العدوى. تظهر هذه العقد المتورمة في مناطق مختلفة من الرقبة، وتعود لحجمها الطبيعي تدريجياً بعد زوال العدوى (عادةً خلال أسبوع أو أسبوعين). بعض الأسباب الشائعة لتضخم العقد اللمفاوية الرقبية تشمل:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي (مثل نزلات البرد والإنفلونزا).
- التهابات الأسنان واللثة.
- التهاب الحلق واللوزتين.
- التهاب الأذن الوسطى.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الحصبة الألمانية (الحمى الغدية).
- جدري الماء.
- في حالات نادرة: اللوكيميا، السرطان، الأورام الليمفاوية، فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والسل.
- رد فعل تحسسي تجاه بعض الأدوية.
علامات تدل على وجود مشكلة
إلى جانب تضخم العقد اللمفاوية، قد تظهر بعض الأعراض الأخرى التي تدل على وجود مشكلة صحية تتطلب استشارة الطبيب، ومنها:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التعرق الليلي.
- فقدان الشهية.
- الضعف العام.
- الصداع.
- ألم عند لمس العقد اللمفاوية.
- ظهور طفح جلدي أو تغيرات في الجلد في المنطقة المصابة.
- تصلب أو ألم في الرقبة.
طرق العلاج والتدبير
يعتمد علاج تضخم العقد اللمفاوية على تحديد السبب الكامن وراءه. فالتورم نفسه ليس مرضاً بحد ذاته، بل هو عرض لمرض آخر. في حالة العدوى الفيروسية البسيطة، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للالتهابات لتخفيف الأعراض. أما في الحالات الأكثر خطورة، مثل السرطان أو اللوكيميا، فقد يتطلب الأمر علاجات أكثر تعقيدًا، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى الفحوصات الطبية المتخصصة. من المهم مراقبة العقد اللمفاوية المتضخمة لمدة أسابيع قليلة، ففي معظم الحالات، تختفي خلال ثلاثة أسابيع كحد أقصى. لكن استمرار التورم أو ازدياده يتطلب استشارة طبية فورية لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل فحص الدم، خزعة من العقدة اللمفاوية، والتصوير بالأشعة.
ملاحظة هامة: قد تستغرق العقد اللمفاوية وقتًا أطول للعودة إلى حجمها الطبيعي بعد اختفاء العدوى أو الالتهاب.