فهرس المحتويات
نظرة المصريين القدماء إلى العالم الآخر
تخيل المصريون القدماء الحياة بعد الموت كمكان يسوده النعيم الخالد، عالمًا يخلو من الأمراض والأسقام. تصوروا هذا العالم مشابهًا لعالمنا الذي نعيش فيه، بسماواته الزرقاء، وسهوله الخضراء، وأنهاره الجارية، بالإضافة إلى وجود الآلهة التي كانوا يعبدونها. اعتقدوا أن المتوفى سيحصل على قطعة أرض يجب عليه الاعتناء بها وزراعتها، سواء بنفسه أو بمساعدة العمال المعروفين بالشبتي، وهي تماثيل جنائزية صغيرة تمتلك قوة سحرية لتحويلها إلى خدم يساعدون المتوفى في الحياة الأخرى، وفقًا لمعتقداتهم.
رحلة الروح بعد الموت في المعتقدات الفرعونية
وفقًا لمعتقدات الفراعنة، يمر المتوفى بسلسلة من الأحداث بعد الموت، يمكن تلخيصها فيما يلي:
- عند الوفاة، تنطلق روح المتوفى إلى العالم السفلي، حيث يقوم أنوبيس، إله الموت عند الفراعنة، بتوجيه الأرواح إلى قاعة الحقيقة، حيث يتم اختبار قلب المتوفى.
- تقوم ماعت – وهي آلهة الوئام والتوازن والعدالة – بوضع قلب المتوفى على إحدى كفتي الميزان، وفي الكفة الأخرى توضع ريشة تمثلها. إذا كان القلب مساويًا للريشة أو أخف منها، فهذا يعني أن المتوفى عاش حياته وفقًا لتعاليمها. أما إذا كان القلب أثقل، فإنه يفشل في الاختبار ويتم التهامه من قبل آميت – آكلة الموتى – وبالتالي يخسر فرصته في الحياة الأخرى ويختفي من الوجود.
- تمر روح المتوفى أمام 42 قاضيًا إلهيًا، حيث يجب عليه أن ينكر ارتكاب أي فعل سيئ خلال حياته. فإذا استطاع اجتياز جميع الاختبارات، يستقبله أوزوريس ويأخذه إلى الحياة الأخرى.
أوزوريس هو إله الزرع عند المصريين القدماء، وهو المسؤول عن فيضان النيل، ويرتبط بالخصوبة والموت والبعث. كما أنه رئيس قضاة العالم السفلي. يعتقد المصريون القدماء أن قصة أوزوريس هي أنه كان فرعونًا قُتل على يد أخيه سيث، ثم بُعث للحياة وتحول إلى إله بعد موته.
كيفية تجهيز الموتى للحياة الأبدية عند الفراعنة
اهتم الفراعنة بشكل كبير بتجهيز موتاهم للحياة الأخرى، وذلك من خلال مجموعة من الطقوس والممارسات الجنائزية المعقدة.
اقتناء المستلزمات الجنائزية
كانت المستلزمات الجنائزية عبارة عن الأدوات والأشياء التي يعتقد أنها ضرورية للمتوفى في الحياة الأخرى، وكانت توضع في المقبرة معه. كانت هذه المستلزمات تباع في محلات متخصصة أو في المعابد، وتختلف حسب ثروة المتوفى. الأغنياء كانوا يضعون الجواهر والأثاث والتابوت والطعام والملابس، وغيرها من الأشياء التي يمكن أن يحتاجها المتوفى ليعيش حياة هنيئة. بالإضافة إلى ذلك، كانوا يضعون كتاب الموتى واللوحات التذكارية وتماثيل الشبتي السحرية والتمائم السحرية التي كان يعتقد أنها تحمي مرتديها وتساعد على شفاء الجروح وتجلب الحظ الجيد. وكانت تميمة جعران القلب من أهم التمائم، حيث كانت توضع على قلب الميت للحفاظ عليه والتأكد من وصوله سليمًا في الحياة الأخرى ليتم الحكم عليه.
تجهيز التابوت
كانت التوابيت من أهم المستلزمات الجنائزية، حيث كانت مهمتها حماية جسد المتوفى وحفظه حتى يستطيع العيش من جديد في الحياة الأخرى. كانت التوابيت تغطى من الداخل بالصلوات والتعاويذ الجنائزية، بالإضافة إلى رسومات مختلفة عن العالم السفلي ومشاهد الحياة الأخرى والآلهة هناك.
تشييد المقابر
اعتبر الفراعنة المقابر بيوت الخلود، وكانوا يولون بناءها اهتمامًا كبيرًا، حيث كانت هناك معايير معينة وترانيم وطقوس يمارسونها عند بناء المقبرة. ففي معتقدهم، إذا تم بناء المقبرة بشكل جيد، فإنها ستمتلك القوة لإعادة إحياء الميت ومنحه الخلود في الحياة الأخرى.
التحنيط: لماذا حافظ الفراعنة على أجساد موتاهم؟
اعتقد الفراعنة بوجوب الحفاظ على جسد المتوفى بعد الموت؛ لأنه سيبعث في الحياة الأخرى، وكانت تتخلل عملية التحنيط الطقوس والتراتيل المختلفة، ووضعت التمائم على مختلف أجزاء الجسم عند عملية التضميد، كما كان الكهنة يتلون الصلوات عند وضع تلك التمائم.
المراجع
- “The underworld and the afterlife in ancient Egypt”, australian museum, 21/11/2018, Retrieved 6/2/2022. Edited.
- JOHN JACK GEORGE (16/6/2020),”The Soul’s Journey Through the Ancient Egyptian Afterlife”,owlcation, Retrieved 6/2/2022. Edited.
- “Preparation for death in ancient Egypt”, australian museum, 11/9/2020, Retrieved 6/2/2022. Edited.