القروض في الفقه الإسلامي
تندرج أحكام القروض ضمن أحكام الهبات والتبرعات في الفقه الإسلامي، كونها صورة من صور العون والتكافل بين المسلمين. وقد حثّ النبي ﷺ على فضل القرض بقوله: (ما مِن مُسلِمٍ يُقرِضُ مسلمًا قرضًا مرَّتينِ إلَّا كانَ كصدقتِها مرَّةً).[١][٢]
ومع تنوع استخدام القروض واختلاف الظروف، ظهرت أشكال متعددة للقروض، بعضها جائز وبعضها محرم. يختلف تصنيف القروض باختلاف المعيار المعتمد، وسنتناول هنا أهم هذه التصنيفات.
تصنيف القروض حسب الحكم الشرعي
تنقسم القروض من حيث الحكم الشرعي إلى نوعين رئيسيين:
- القرض الجائز (القرض الحسن): هو القرض الذي يُعطى على سبيل المساعدة، و يُردّ كما هو بدون زيادة أو نقصان.
- القرض المحرم: وهو القرض الذي يتضمن ربا، إما ربا الفضل (زيادة في المبلغ المُردود) أو ربا النسيئة (زيادة بسبب تأجيل السداد). الفرق الجوهري بين القرض الحسن والقرض المحرم يكمن في النية؛ فنية القرض الحسن هي الإرفاق والإحسان، بينما نية القرض الربوي هي الربح والتكسب. كما يُعدّ محرماً ايضاً القرض الذي يُشترط فيه منفعة مادية للدائن.
تصنيف القروض حسب وقت الاستحقاق
تُصنّف القروض بحسب وقت السداد إلى:
- قروض محددة الأجل: يُحدد فيها وقت محدد لسداد الدين.
- قروض غير محددة الأجل: لا يُحدد فيها موعد محدد للسداد.
تصنيف القروض حسب التوثيق
تُقسم القروض من حيث التوثيق إلى:
- قروض موثقة: يُوثق فيها الدين برهن أو بكفيل لضمان السداد.
- قروض غير موثقة: لا يوجد فيها أي توثيق.
تصنيف القروض حسب ضمان السداد
تُصنف القروض بناءً على مدى ضمان السداد إلى:
- قروض مرجوة السداد: يُرجح المقرض سداد الدين من قبل المقترض في الوقت المحدد.
- قروض غير مرجوة السداد: يُرجح المقرض عدم سداد الدين بسبب عجز المقترض أو امتناعه.
يوجد أيضاً أنواع أخرى من القروض، مثل القروض الاستثمارية أو الاستهلاكية، بحسب الغرض منها. كما توجد أنواع أخرى كثيرة للقروض، كالقروض المصرفية على سبيل المثال، ولكن هذا ليس مجال شرحها هنا.
قد تتداخل هذه التصنيفات، فالقرض الحسن قد يكون محدد الأجل وموثقاً ومرجو السداد، ولكل منها أحكامها الخاصة في الزكاة والإعسار وغيرها. وينصح بكتابة الدين كما أمر الله تعالى في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).[٧]
المراجع
- رواه ابن ماجه ، في صحيح ابن ماجة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2430، حسن.
- علي العدوي،حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني، صفحة 164. بتصرّف.
- المصدر الثالث (تم تعديل المرجع ليتناسب مع السياق)
- المصدر الرابع (تم تعديل المرجع ليتناسب مع السياق)
- المصدر الخامس (تم تعديل المرجع ليتناسب مع السياق)
- المصدر السادس (تم تعديل المرجع ليتناسب مع السياق)
- سورة البقرة، آية:282