فهرس المحتويات
- تصنيف الفواصل بحسب التشابه الصوتي للحروف
- تقسيمات أخرى للفواصل القرآنية
- أنماط الفواصل من حيث موقعها في الآية
تصنيف الفواصل بحسب التشابه الصوتي للحروف
يُقسم علماء البلاغة القرآنية الفواصل بناءً على درجة تقارب الحروف فيها، إلى نوعين رئيسيين:
الفواصل المتماثلة
تتميز هذه الفواصل بتشابه الحروف الأخيرة، سواء كان التشابه في الحرف الأخير فقط، أو الحرفين الأخيرين، أو حتى ثلاثة أو أربعة أحرف. أمثلة على ذلك:
- “مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى” (طه: ٢)
- “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ” (الشرح: ١)
- “مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ” (القلم: ٢)
- “فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ” (الأعراف: ٢٠١)
لاحظ التماثل في الحروف الأخيرة في كل مثال. وقد وصف بعض العلماء هذه الفواصل بـ “المتجانسة” أو “ذات المناسبة التامة”. يُلاحظ أن معظم هذه الفواصل نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية.
الفواصل المتقاربة
تتميز هذه الفواصل بتقارب الحروف من حيث المخرج أو الصفات، مثل الذال والسين، أو الذال والجيم. أمثلة على ذلك:
- “الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ” (الفاتحة: ٢-٣)
- “ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ” (ق: ١)
يُلاحظ في المثال الأول تقارب النون والميم، وفي الثاني تقارب الدال والباء.
تقسيمات أخرى للفواصل القرآنية
بالإضافة إلى التصنيف السابق، يُقدم علماء آخرون تصنيفات أخرى للفواصل، منها:
الفواصل المتوازية
تتميز هذه الفواصل بالتوافق في الوزن الصرفي والحروف بين الجملتين المترابطتين، كقوله تعالى:
- “فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ” (النوح: ١٣-١٤)
وتُعتبر هذه الفواصل من أجمل وأرقى أنواع الفواصل.
الفواصل المطرفة
تتشابه هذه الفواصل في الحروف دون أن تتطابق في الوزن، كمثال قوله تعالى:
- “ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً* وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً” (الغاشية: ١٥-١٦)
يلاحظ هنا اختلاف الوزن بين الجملتين المترابطتين.
الفواصل المتوازنة
في هذا النوع، يُراعى الوزن فقط دون الالتزام بتشابه الحروف، كقوله تعالى:
- “وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ” (الصفّات: ١١٧-١١٨)
أنماط الفواصل من حيث موقعها في الآية
يُصنف بعض الباحثين الفواصل القرآنية بناءً على موقعها ووظيفتها في الآية، وهذه الأنواع:
الفواصل المتمكنة
هذه الفواصل تأتي في مكانها بشكل طبيعي وملائم، مرتبطة بمعنى الكلام بشكل وثيق، كقوله تعالى:
- “وَرَدَّ اللَّهُ الَّذينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً” (الأحزاب: ٢٥)
فواصل التصدير
تتميز هذه الفواصل بذكر لفظها في الآية نفسها، كقوله تعالى:
- “وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” (يونس: ١٩)
فواصل التوشيح
في هذا النوع، يُذكر معنى الفاصلة في بداية الآية، وهو قريب من التصدير لكنه يعتمد على المعنى لا اللفظ، كقوله تعالى:
- “وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ” (يس: ٣٧)
فواصل الإيغال
تضيف هذه الفواصل معنى جديداً بعد اكتمال معنى الآية، كقوله تعالى:
- “قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً” (الإسراء: ٨٨)
هنا، تضيف الفاصلة معنى التعاون بين الإنس والجن.