تفسير معنى القرآن الكريم
القرآن لغةً مأخوذ من الفعل “قرأ”، ويدل الفعل قرأ على الجمع والضم. فالقراءة هي جمع الحروف والكلمات مع بعضها البعض عند التلاوة. كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: 17-18]. أي: قراءته.
وذكر بعض العلماء أن سبب تسمية هذا الكتاب بالقرآن يعود لكونه جامعاً لثمرة جميع الكتب السماوية، بل ولجمعه ثمرة جميع العلوم، كما بين ذلك الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ﴾ [النحل: 89].
ويرى بعض العلماء أن لفظ القرآن في الأصل غير مهموز، لأنه وُضع كاسم علم للكلام المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وليس مشتقاً من الفعل “قرأ”، أو ربما اشتق من “قرن” الشيء بالشيء إذا ضمه إليه، أو أخذ من القرائن لأن آياته متشابهة.
أما تعريف القرآن الكريم اصطلاحاً فهو كلام الله تعالى المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، وهو معجز بلفظه، نتعبد بتلاوته، ونُقل إلينا بالتواتر، ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وهو متحدى بأقصر سورة فيه.
التسلسل الحالي لسور القرآن الكريم
تم ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف الشريف بالتسلسل التالي:
- الفاتحة
- البقرة
- آل عمران
- النساء
- المائدة
- الأنعام
- الأعراف
- الأنفال
- التوبة
- يونس
- هود
- يوسف
- الرعد
- إبراهيم
- الحجر
- النحل
- الإسراء
- الكهف
- مريم
- طه
- الأنبياء
- الحجّ
- المؤمنون
- النور
- الفرقان
- الشعراء
- النمل
- القصص
- العنكبوت
- الروم
- لقمان
- السجدة
- الأحزاب
- سبأ
- فاطر
- يس
- الصافات
- ص
- الزمر
- غافر
- فصلت
- الشورى
- الزخرف
- الدخان
- الجاثية
- الأحقاف
- محمد
- الفتح
- الحجرات
- ق
- الذاريات
- الطور
- النجم
- القمر
- الرحمن
- الواقعة
- الحديد
- المجادلة
- الحشر
- الممتحنة
- الصف
- الجمعة
- المنافقون
- التغابن
- الطلاق
- التحريم
- الملك
- القلم
- الحاقة
- المعارج
- نوح
- الجنّ
- المزمل
- المدثر
- القيامة
- الإنسان
- المرسلات
- النبأ
- النازعات
- عبس
- التكوير
- الإنفطار
- المطفّفين
- الإنشقاق
- البروج
- الطارق
- الأعلى
- الغاشية
- الفجر
- البلد
- الشمس
- الليل
- الضحى
- الشرح
- التين
- العلق
- القدر
- البينة
- الزلزلة
- العاديات
- القارعة
- التكاثر
- العصر
- الهمزة
- الفيل
- قريش
- الماعون
- الكوثر
- الكافرون
- النَّصر
- المسد
- الإخلاص
- الفلق
- الناس
الرأي الشرعي في تسلسل السور القرآنية
كلمة “سورة” في اللغة تحمل عدة معاني، منها: ما طال وحسن من البناء، والعرق من عروق الحائط، والمنزلة الرفيعة، والفضل، والشرف، والعلامة. أما اصطلاحاً، فهي طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع. وقيل أنها مأخوذة من سور المدينة، لما فيها من وضع كلمة بجانب كلمة، وآية بجانب آية، كالسور الذي توضع كل لبنة فيه بجانب لبنة، ويقوم كل صف فيه على صف. وقيل سميت بذلك لما في السورة من معنى العلو والرفعة المعنوية الشبيهة بعلو السور ورفعته الحسية، وقيل لأنها حصن وحماية للنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من كتاب الله ودين الحق.
وقد اختلف العلماء في حكم ترتيب سور القرآن الكريم على ثلاثة أقوال:
- ذهب جمهور العلماء، ومنهم الإمام مالك والقاضي أبو بكر، إلى أن ترتيب سور القرآن بالشكل الذي هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم، وذلك لأن مصاحف الصحابة كانت مختلفة في الترتيب قبل جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. ولو كان ترتيب القرآن توقيفياً منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما اختلف الصحابة في ذلك.
- ذهب بعض العلماء إلى أن ترتيب سور القرآن توقيفي بتعليم من النبي صلى الله عليه وسلم، فلم توضع سورة في مكانها إلا بأمر منه صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الصحابة أجمعوا على مصحف عثمان رضي الله عنه، ولم يخالف منهم أحد. وإجماع الصحابة لا يتم إلا إذا كان الترتيب الذي أجمعوا عليه توقيفياً، لأنه لو كان عن اجتهاد لتمسك أصحاب المصاحف المخالفة بمخالفتهم، ولكنهم لم يتمسكوا بها، وإنما أحرقوها، ورجعوا إلى مصحف عثمان وترتيبه. وقد أيد هذا القول أبو جعفر النحاس.
- ذهب بعض العلماء إلى أن ترتيب بعض سور القرآن الكريم كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم. ولكنهم اختلفوا في السور التي جاء ترتيبها توقيفياً، والسور التي جاء ترتيبها باجتهاد الصحابة. وقال القاضي أبو محمد بن عطية إن كثيراً من سور القرآن قد عُلم ترتيبها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كالسبع الطوال، والحواميم، والمفصل، وأما ما سوى ذلك فيحتمل أن يكون قد فُوّض الأمر فيه إلى الأمة الإسلامية من بعده.
كيف أُطلِقت أسماء سور القرآن؟
تمت تسمية سور القرآن الكريم منذ القدم، وتحديداً مع بداية نزول القرآن الكريم في مكة. حيث روي عن الصحابة المكّيين أحاديث كثيرة تتضمن أسماء للسور، ومن ذلك حديث جعفر الطيار رضي الله عنه عندما قرأ على النجاشي سورة مريم. الهدف من التسمية هو تمييز السورة عن غيرها. وتنقسم تسميات سور القرآن الكريم من حيث المُسمِّي إلى ثلاثة أقسام:
- ما ثبتت تسميته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا كثير، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ﴿أُمُّ القُرْآنِ هي السَّبْعُ المَثانِي والقُرْآنُ العَظِيمُ﴾ [البخاري].
- ما ثبتت تسميته عن طريق الصحابة رضوان الله عليهم، كقول سعيد بن جبير، قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الحشر، قال: سورة بني النضير.
- تسمية من هم دون الصحابة إلى وقتنا الحالي، وغالب تسميتهم تأتي حكايةً لبداية السورة.