شهدت أرض الجزيرة العربية تحولات كبيرة أدت إلى قيام المملكة العربية السعودية. هذه التحولات تضمنت فترات من التأسيس والازدهار، تلتها فترات من التحديات والتفكك، قبل أن تستقر الأوضاع في النهاية مع توحيد البلاد تحت راية واحدة. دعونا نتعمق في هذا التسلسل الزمني لنفهم كيف وصلت المملكة إلى ما هي عليه اليوم.
الدولة السعودية الأولى: انطلاقة نحو الوحدة
بدأت قصة الدولة السعودية الأولى في الفترة ما بين عامي 1727م و 1818م. في تلك الحقبة، كانت الجزيرة العربية تعاني من انقسامات سياسية واجتماعية، مما استدعى الحاجة إلى قيادة حكيمة تسعى لتوحيد الصفوف. تجسدت هذه القيادة في التحالف التاريخي بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب.
في عام 1727م، أدرك الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب أهمية العمل المشترك من أجل إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية وتنشر العقيدة الصحيحة. وقد أثمر هذا الإدراك عن ما يعرف بـ “اتفاق الدرعية”، الذي وضع الأسس لقيام الدولة السعودية الأولى.
إلا أن هذه الدولة الوليدة واجهت تحديات كبيرة، أبرزها الحملات العثمانية التي أدت إلى سقوطها في عام 1818م.
الدولة السعودية الثانية: إعادة البناء
لم يضعف سقوط الدولة السعودية الأولى من عزيمة أهل المنطقة وولائهم لأسرة آل سعود. ففي عام 1824م، وبعد انتهاء الحملات العثمانية، قام الأمير تركي بن عبد الله بإعادة بناء الدولة السعودية، لتُعرف بالدولة السعودية الثانية. اتخذت الدولة الثانية من الرياض عاصمة لها، وسارت على نفس النهج الذي اتبعته الدولة الأولى في تطبيق الشريعة الإسلامية.
استمرت الدولة السعودية الثانية حتى عام 1891م. في ذلك العام، اضطر الأمير عبد الرحمن بن فيصل بن تركي إلى مغادرة الرياض بسبب خلافات داخل الأسرة الحاكمة. استغل محمد بن رشيد، حاكم حائل، هذا الوضع وسيطر على الرياض، مما أدى إلى نهاية الدولة السعودية الثانية.
الدولة السعودية الثالثة: عودة الأمجاد
في عام 1902م، سطع نجم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي تمكن مع أفراد عائلته من استعادة الرياض. كانت هذه الخطوة بمثابة إعلان عن قيام الدولة السعودية الثالثة. وبعد انسحاب القوات العثمانية في عام 1906م، بدأت الدولة الثالثة في التوسع وتعزيز نفوذها في المنطقة.
المملكة العربية السعودية: إعلان الوحدة
بعد أن استقرت الدولة السعودية الثالثة وتمكنت من ضم مناطق واسعة من الجزيرة العربية، بدأت مرحلة التمهيد لإعلان المملكة العربية السعودية. في التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م، صدر الإعلان التاريخي بتوحيد البلاد تحت اسم “المملكة العربية السعودية”. وتم تحديد يوم 23 سبتمبر من كل عام للاحتفال باليوم الوطني للمملكة.
يوم التأسيس: ذكرى البدايات
يوم التأسيس في المملكة العربية السعودية هو مناسبة للاحتفال بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727م. وقد أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز قرارًا بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام للاحتفال بهذه الذكرى. ويختلف يوم التأسيس عن اليوم الوطني للمملكة، الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام.
