مقدمة حول رسم القلب الكهربائي
يُعتبر تخطيط كهربائية القلب، المعروف أيضًا بـ (Electrocardiogram) أو اختصارًا (ECG)، وسيلة لتقييم وتسجيل الإشارات الكهربائية الصادرة عن القلب.[1] هذا الفحص يتميز بكونه غير تدخلي وآمن، ولا يحمل معه أي مخاطر جديرة بالذكر. الجدير بالذكر أن النتيجة الطبيعية لرسم القلب تظهر نمطًا محددًا، وأي انحراف عن هذا النمط قد يشير إلى وجود مشكلة في القلب. غالبًا ما يوصي الأطباء بإجراء هذا الفحص للأفراد الأكثر عرضة لأمراض القلب أو الذين يعانون من أعراض معينة، مثل آلام الصدر، التي قد تدل على وجود مشكلة في القلب.[2]
أهمية فحص القلب الكهربائي
غالبًا ما يتم إجراء فحص القلب الكهربائي بجانب فحوصات أخرى لتشخيص ومتابعة الحالات التي قد تؤثر على صحة القلب. فيما يلي توضيح لأهمية هذا الفحص والمشاكل التي يمكن أن يكشف عنها:[2][3]
- يوصى به للأشخاص المعرضين للخطر: مثل الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب، أو المصابين بداء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو المدخنون.
- الكشف عن الأعراض: يساعد في الكشف عن الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة قلبية، مثل الشعور بألم في الصدر، وخفقان القلب، والدوخة، وضيق التنفس.
-
تشخيص أمراض القلب: يساعد في تشخيص والكشف عن أمراض القلب ومشاكله، مثل:
- أمراض القلب التاجية: وهي الأمراض المصحوبة بتوقف أو إعاقة تدفق الدم في القلب نتيجة تراكم الدهون.
- عدم انتظام ضربات القلب: حيث ينبض القلب بصورة غير طبيعية، إما ببطء شديد، أو بسرعة كبيرة، أو بشكل غير منتظم.
- النوبات القلبية: وفيها يتوقف الدم عن التدفق إلى القلب بشكل مفاجئ.
- اعتلال عضلة القلب: حيث تصبح جدران القلب متضخمة أو سميكة.
- تقييم الصحة العامة للقلب: يساعد في تقييم الصحة العامة للقلب قبل الخضوع لبعض الإجراءات، مثل الجراحة.[4]
- مراقبة جهاز تنظيم ضربات القلب: يساعد في مراقبة طريقة أداء جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع.[4]
- تحديد فعالية أدوية القلب: يساعد في تحديد مدى فعالية عمل بعض أدوية القلب التي يتناولها المريض.[4]
أنواع أجهزة رسم القلب
يُعد اختبار تخطيط القلب القياسي هو الأكثر شيوعًا لقياس الوظيفة الكهربائية للقلب، وغالبًا ما يتم إجراؤه عندما يكون المريض مستلقيًا.[5][6] ومع ذلك، في حال كانت الأعراض غير مستمرة بحيث تأتي وتزول، قد لا يتم التقاط هذه الأعراض أثناء تسجيل مخطط القلب القياسي. في هذه الحالة، قد يوصي الطبيب بمراقبة مخطط القلب بشكل مستمر وعن بعد. هناك أنواع مختلفة من الأجهزة تفي بهذا الغرض، ومنها:[7]
- جهاز هولتر (Holter Monitor): جهاز صغير يمكن ارتداؤه، ويعمل على تسجيل مخطط كهربية القلب بشكل مستمر لمدة تتراوح بين 24-48 ساعة.
- مراقب الأحداث (Event Monitor): جهاز محمول يشبه جهاز هولتر، ولكنه يعمل على تسجيل مخطط كهربية القلب في أوقات محددة ولبضع دقائق في كل مرة، بحيث يتم الضغط على الزر عند الشعور بالأعراض فقط. تستطيع بعض الأجهزة إجراء التسجيل التلقائي عند اكتشاف أي إيقاع غير طبيعي لضربات القلب، ويمكن ارتداؤه لمدة تصل إلى 30 يومًا.
- اختبار الجهد (Stress Test): يعرف أيضًا باختبار الإجهاد أو اختبار جهاز المشي، وفيه يسير المريض على جهاز المشي أو يركب دراجة ثابتة لمراقبة القلب أثناء ممارسة الجهد وتحت الضغط.
- مخطط كهربية القلب متوسط الإشارة (Signal-averaged Electrocardiogram): نوع أكثر تفصيلاً من مخطط كهربية القلب، وفيه يتم تتبع مخطط القلب المتعددة على مدى 20 دقيقة تقريبًا، وذلك من أجل التقاط نبضات القلب غير الطبيعية التي قد تحدث بشكل متقطع.[8]
- اختبار التمرين القلبي الرئوي (Cardiopulmonary Exercise Test): واختصارًا (CPET)، والذي يُستخدم للكشف عن الإصابة بأيّ أمراض قلبية أو رئوية.[8]
كيفية إجراء الفحص
لا يتطلب إجراء تخطيط القلب أي إجراءات أو فحوصات خاصة كاستعداد مسبق للفحص، ويمكن للشخص تناول الطعام وشرب السوائل قبل الاختبار.[9] يتضمن إجراء تخطيط القلب الخطوات التالية:[10]
- توصيل الأقطاب الكهربائية وتثبيتها برقع لاصقة على جلد الذراعين والصدر والساقين. قد يقوم الفني بحلق شعر الصدر للرجال للسماح باتصال أفضل.
- يستلقي الشخص الخاضع للفحص في حين يقوم الجهاز بتكوين صورة للنبضات الكهربائية التي ينتجها القلب على ورق رسم بياني، وهذا يسمى تخطيط القلب أثناء الراحة (Resting EKG). من الممكن أن يتم إجراء نفس الاختبار أثناء ممارسة الرياضة.
- يحتاج الإجراء حوالي 10 دقائق لوصل الأقطاب الكهربائية وإكمال الاختبار، ولكن التسجيل الفعلي للفحص يستغرق فقط بضع ثوانٍ.
- تتم قراءة نتيجة الفحص واتخاذ الإجراء الملائم بناءً عليها. يحتفظ الطبيب بنتيجة الفحص في الملف لمقارنتها بالاختبارات التي قد تجرى مستقبلًا.
فهم نتائج الفحص
يتطلب تعلم وإتقان قراءة مخطط كهربية القلب شهورًا من التدريب والممارسة. بشكل عام، قد يصف تقرير تخطيط القلب نمط الموجة، ولكن من غير المرجح أن يصف حالة القلب بالتحديد، لأن الطبيب يحتاج إلى أخذ التاريخ الطبي بعين الاعتبار عند تحديد احتمالية الإصابة بحالة قلبية. تتضمن قراءة تخطيط القلب معالجة الإشارات الكهربائية المتولدة من الأقطاب الكهربائية للحصول على النشاط الكهربائي للقلب من اثنتي عشرة زاوية مختلفة. تظهر كل زاوية تتبعًا منفصلاً، ويتكون التتبع من موجات متكررة لها شكل قياسي معين. تحتوي هذه الموجات على الموجة P، ومركب QRS، وقطعة ST، والموجة T. يوجد أيضًا فاصل زمني بين الموجة P ومركب QRS يسمى الفاصل الزمني PR، وفاصل زمني بين مركب QRS والموجة T يسمى فترة QT. تتم مراقبة التغييرات في طول وعرض وارتفاع هذه الموجات والفترات الزمنية الفاصلة بينهم. على سبيل المثال، عندما تكون فترة QT قصيرة، فقد يشكل ذلك علامة على ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.[9]
المخاطر المحتملة للفحص
يُعد إجراء تخطيط القلب الكهربائي آمنًا ولا يمكن أن ينتج عنه حدوث صدمة كهربائية أثناء الاختبار، لأن الأقطاب الكهربائية المستخدمة لا تُنتج الكهرباء، ولكنها فقط تعمل على تسجيل كهربائية القلب. قد يشعر البعض بعدم الارتياح وشعور شبيه بإزالة الضمادات أثناء إزالة الأقطاب الكهربائية، كما قد يصاب البعض بطفح جلدي بسيط في أماكن وضع الرقع.[7]
المراجع
- Electrocardiogram (ECG or EKG), www.heart.org
- ECG test, www.betterhealth.vic.gov.au
- Electrocardiogram (ECG), www.nhs.uk
- Electrocardiogram, www.hopkinsmedicine.org
- Electrocardiography, stanfordhealthcare.org
- Electrocardiography, emedicine.medscape.com
- Electrocardiogram (ECG or EKG), www.mayoclinic.org
- What Is an Electrocardiogram?, stanfordhealthcare.org
- What Is an Electrocardiogram (ECG)?, www.verywellhealth.com
- Heart Disease and Electrocardiograms, www.webmd.com