فهرس المحتويات |
---|
مقدمة |
الترابط بين الجسم والعقل |
طرق الحفاظ على سلامة العقل |
نمط الحياة المعاصر والصحة |
المراجع |
مقدمة
تعتبر المقولة الشهيرة “العقل السليم في الجسم السليم” حكمة خالدة تعكس فهمًا عميقًا للعلاقة المتبادلة بين صحة الإنسان الجسدية والعقلية. هذه العبارة، التي ترجع جذورها إلى الأدب اللاتيني مع الشاعر جوفينال، تعبر عن فكرة أساسية وهي أن صحة الجسم تؤثر بشكل مباشر على قدرات العقل ووظائفه. غالباً ما يغفل الكثيرون الأهمية الحقيقية لهذه المقولة في حياتهم اليومية، فالعقل هو المحرك الأساسي للعمليات الذهنية مثل التعلم، الذاكرة، الاستيعاب، والإدراك، وبالتالي فإن سلامته أمر حيوي للغاية.
الترابط بين الجسم والعقل
العلاقة بين الجسد والعقل علاقة تكاملية وتفاعلية. يتأثر الجسد بالمؤثرات التي يتعرض لها العقل بشكل أكبر مما يتأثر العقل بما يقع على الجسد. مثال على ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية ولكن عقولهم تظل نشطة وقادرة على التفكير والإدراك والتعلم. في المقابل، هناك آخرون يتمتعون بأجسام سليمة ولكنهم فقدوا قدرتهم العقلية، وبالتالي لم يستفيدوا من صحتهم الجسدية. أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية مزمنة تزداد لديهم احتمالية الإصابة بأمراض عقلية بمعدل يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف. كما تبين أن 28% من الأشخاص الذين يعانون من أمراض حادة تطورت لديهم أعراض اضطرابات نفسية، بالإضافة إلى أن 41% منهم يعانون من القلق والاكتئاب.
طرق الحفاظ على سلامة العقل
لا شك أن سلامة الجسد تؤثر بشكل كبير على سلامة العقل. لذلك، يجب على الإنسان أن يحرص على الحفاظ على جسده سليماً معافى بقدر حرصه على الحفاظ على عقله سليماً. يمكن تحقيق ذلك من خلال عدة أمور، منها:
- التغذية السليمة: التغذية السليمة تساعد على إبقاء الجسم في حالة صحية جيدة، مما يؤدي بالضرورة إلى التفكير السليم والإدراك العقلي المتين. توفر التغذية السليمة للجسم ما يحتاجه من الفيتامينات الضرورية بشكل عادل ومتوازن. يحتاج الجسم، على سبيل المثال، إلى فيتامين د، وفيتامين ب 12، والحديد، والفسفور، والزنك. هذه الفيتامينات والمعادن تساهم في زيادة تركيز الإنسان ونشاطه الذهني، وتساعد على تسهيل إدراكه وتعلمه. يُنصح أيضاً بتناول الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة والمفيدة للعقل مثل الفراولة، الزبيب، توت العليق، السبانخ، الشمندر، الفجل، والملفوف.
- اتباع نظام غذائي متوازن دون إفراط أو تفريط: يجب على الإنسان أن يحرص على تناول كميات معينة من الطعام دون زيادة حتى لا يتسبب الطعام في مشاكل صحية مثل السمنة أو انسداد الشرايين. تناول كميات زائدة من الطعام يسبب الرغبة في النوم والكسل، بالإضافة إلى انخفاض النشاط الذهني والبدني. يجب أيضاً الابتعاد عن الدهون الضارة، من خلال التقليل من الزيوت المشبعة واللحوم الحمراء واستبدالها باللحوم البيضاء، والتقليل من النشويات لأن الإكثار منها يؤدي إلى تراكمها في الجسم على شكل شحوم. يجب التقليل من تناول الأملاح لأن الاستهلاك الزائد منها يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
- شرب الماء والسوائل: يشكل الماء حوالي 75% من جسم الإنسان، و85% من الدم، و75% من العقل، و70% من العضلات. تحتاج كل خلية في جسم الإنسان إلى الماء لتعمل بشكل صحيح. يساعد الماء على التخفيف من التعب، وتحسين المزاج، وعلاج الصداع وداء الشقيقة، كما يساعد على الهضم، ويمنع الإمساك، ويخلص الجسم من السموم، بالإضافة إلى أنه يساهم في خسارة الوزن، والمحافظة على توازن درجة حرارة الجسم.
- ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة يومياً تزيد من سعادة الإنسان، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، وسرطان الثدي، والقولون، والرئة. تساهم ممارسة الرياضة بشكل يومي في إيصال الأكسجين إلى الخلايا بشكل أسرع وأكثر فعالية، وتساعد على ضبط السكر في الدم، وتقلل ضغط الدم، وتساعد على النوم بشكل أفضل، بالإضافة إلى أنها تساهم في تقوية الذاكرة، وزيادة القوة والمرونة، وزيادة الثقة بالنفس. تشير الدراسات إلى أن ممارسة رياضة الركض بشكل دائم تحفز المنطقة الموجودة في الدماغ والتي تتحكم في ذاكرة الإنسان وقدرته على التعلم.
- الحفاظ على نشاط العقل: وجد العلماء أن ممارسة الألعاب العقلية التي تساعد على تدريب الدماغ كحل الألغاز، مثل الكلمات المتقاطعة، وغيرها تساعد على إبقاء العقل نشيطاً، وتجنب تعرض الدماغ للخرف. الحرص على التعلم والقراءة يسهم بشكل كبير في تفعيل مهارات التفكير لدى الإنسان. يتشكل العقل من جميع الخبرات والآراء والأفكار التي يتعرض لها إلى حد ما. زيادة الفضول الفكري يساعد على بقاء العقل أكثر صحة من حيث التفكير بتركيز أكبر، واكتشاف أفكار جديدة كل يوم، وربط أفكار غير مترابطة مع أخرى جديدة بطريقة مفيدة وإبداعية.
- بناء علاقات اجتماعية جديدة: وجدت الدراسات أن بناء علاقات اجتماعية قوية يرتبط بانخفاض ضغط الدم، وبالتالي العيش بصحة أفضل.
نمط الحياة المعاصر والصحة
نمط الحياة السريع الذي يمارسه الأشخاص في العصر الحالي، ووجود العديد من المهام اللازم إنجازها خلال اليوم لا يترك خيارات كثيرة للإنسان. كثيرون لا يتبعون نظاماً صحياً جيداً، ونتيجة لذلك تتأثر الصحة الجسدية والعقلية مع هذا النظام. يجب عدم نسيان أن الصحة ثروة. إذا كان الإنسان لا يحافظ على صحته الجسدية، فصحته العقلية سوف تتأثر تلقائياً. لذلك يجب تناول الطعام في الوقت المحدد، وأخذ استراحات قصيرة خلال اليوم، وكذلك ممارسة الهوايات المفضلة يومياً لتحقيق التوازن بين الجسم والعقل. بالإضافة إلى الحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم يتراوح ما بين 6-8 ساعات يومياً لضمان الحفاظ على صحة كل من الجسم والعقل.
المراجع
- Richard Bailey (2014-7-2),”Healthy Body and a Sound Mind?”،Psychology Today
- “Healthy mind, healthy body”,briefing, 2009, Issue 179, Page 1.
- George Kljajic (2011),The Art and Wisdom of Healthy Living I, USA: Author House, Page 168.
- Bobbi Zemo (2014),Change Your Mind. Change Your Body. Change Your Life., Page 39.
- Myechia Minter, Irene Davis, Zolt Arany (2014),Healthy Mind, Healthy Body Benefits of exercise, Page 6.
- “العقل السليم في الجسم السليم”،النهار، 2016-2-12
- Homewood Health Group,Mental Fitness Keeps Our Minds Strong, Page 5.
- Mental Health America Staff,”Connect with Others”،Mental Health America
- “العقل السليم في الجسم السليم”،الرأي، 2016-8-30