تداخل علم الاجتماع والاقتصاد: دراسة وتحليل

مقدمة

يعتبر علم الاجتماع والاقتصاد من العلوم الاجتماعية الهامة التي تسعى إلى فهم وتحليل جوانب مختلفة من حياة الإنسان والمجتمع. بينما يركز علم الاقتصاد بشكل أساسي على دراسة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك للموارد، يهتم علم الاجتماع بدراسة العلاقات الاجتماعية والتفاعلات بين الأفراد والجماعات. ومع ذلك، فإن هذين العلمين ليسا منفصلين تمامًا، بل يتداخلان ويتكاملان في العديد من الجوانب، مما يؤدي إلى فهم أعمق وأشمل للظواهر الاجتماعية والاقتصادية.

تعريفات أساسية

لتوضيح العلاقة بين علم الاجتماع والاقتصاد، من الضروري تقديم تعريف موجز لكل منهما:

علم الاجتماع: هو العلم الذي يدرس المجتمع، والعلاقات الاجتماعية، والتفاعلات بين الأفراد والجماعات، بالإضافة إلى دراسة المؤسسات الاجتماعية والثقافة والقيم والمعتقدات. يسعى علم الاجتماع إلى فهم أسباب الظواهر الاجتماعية وتأثيرها على حياة الأفراد والمجتمعات.

كما عُرّف علم الاجتماع بأنه الدراسة المنهجية المنضبطة وتفسير العلاقات الاجتماعية المنتظمة، ومحاولة التعرف على أسبابها، والظروف المؤثرة فيها والنتائج المترتبة عليها.^[1]

علم الاقتصاد: هو العلم الذي يدرس كيفية استخدام الموارد النادرة لتلبية حاجات ورغبات الإنسان. يركز علم الاقتصاد على دراسة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك للموارد، بالإضافة إلى دراسة الأسعار والأسواق والتجارة والمال. ويهتم هذا العلم، بمفاهيم متنوعة مثل (رأس المال والعرض والطلب والنمو الاقتصادي والربح والدخل والاستثمار والتبادل والتكاليف والضريبة والثروة).^[2]

ويمكن تعريفه بأنه العلم الذي يدرس نُظم الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، ويعرفه آدم سميث؛ على أنه العلم الذي يدرس طبيعة ثروة الأمم ومظاهرها الخارجية.

الأهداف المشتركة

يهدف علم الاجتماع والاقتصاد إلى فهم وتحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية، وتقديم حلول للمشاكل التي تواجه المجتمعات. يسعى كلا العلمين إلى تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال توفير المعرفة والأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة.

يسعى علم الاجتماع الاقتصادي، إلى تحليل الظاهرة الاقتصادية في سياقها الاجتماعي، وربط عالم المال والأعمال والشركات في علم الاجتماع والثقافة الاجتماعية، حيث ظهر هذا العلم مؤخرا بعد الستينات من القرن العشرين.^[3]

يشكل علم الاجتماع الاقتصادي، العلاقة بيّن علم الاجتماع العام والاقتصاد، إذ إنه يغطي دراسة الجوانب الاجتماعية للحياة الاقتصادية، ويمنح صورةً واضحة للعلاقات المتبادلة بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر فيها وترتبط معها في الفهم الخاص للحياة الاجتماعية.^[4]

المجالات الدراسية المترابطة

يتشارك علم الاجتماع والاقتصاد في دراسة العديد من المجالات، مما يعكس العلاقة الوثيقة بينهما. من بين هذه المجالات:

1. المصلحة:

   تناول عدد من عُلماء الاجتماع، مصطلح المصلحة، وعلى رأسهم باسكال وديفيد هيوم خلال القرن السابع عشر، وكذلك ماكس فيبر في القرن الثامن عشر، ورغم أن أصول هذا المصطلح اقتصادية، فقد ظهر في علم الاجتماع، وبعدة مسميات من مثل (جماعات المصالح الزراعية والصناعية والأراضي وأصحاب المال).

2. الدراسات المقارنة:

   ساهم عُلماء الاجتماع، في تقديم دراسات مقارنة للحالة الاقتصادية، بيّن النُظم بشتى أنواعها، كما هي الحالة عند مونتسكيو.

3. الثورة الصناعية:

   قد اشتق سان سيمون مصطلح الصناعية أوالثورة الصناعيةفي علم الاجتماع، مستنداً إلى دراساته التي اعتمدت على العمالة بشكلٍ رئيس.

4. تحليل الثقافة الاقتصادية:

   قد ساهم العالم ألكسيس دو توكفيل، في دراسة الثقافة الاقتصادية لدى المجتمع الأمريكي، في مؤلفه الشهير “الديمقراطية في أمريكا” والذي وضعه ما بين 1835-1840م.

5. الصراع الطبقي:

   قد وظف كارل ماركس، الإنتاج والعمالة، في وضع أساسيات نظريته الشيوعية في علم الاجتماع، والتي قدم من خلالها ماركس طروحات حول الطبقة العاملة “البروليتاريا” وأصحاب العمل “البرجوازية”.

6. مواضيع أخرى:
   • دور القيم في التأثير على فرص العمل.
   • تأثير العادات والتقاليد على الأسعار.
   • الانتماء الطبقي والدافعية لدى المدراء والقادة وانعكاس ذلك على الإنتاج.
   • البيروقراطية داخل المصانع وأثرها على الإنتاج.
   • حالة الفقر والغنى في الأرياف والحضر وعلاقتها بالنمط الثقافي السائد.

المراجع

1. محمد الجوهري،المدخل الى علم الاجتماع، صفحة 77. بتصرّف.
2. أبهديل العتوم (10/12/2020)،”علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد”،الباحثون المصريون، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2022. بتصرّف.^[2]
3. ريتشارد سويدبرغ،مبادئ علم الاجتماع الاقتصادي، صفحة 79. بتصرّف.^[3]
4. عصام منصور،المدخل الى علم الاجتماع، صفحة 32. بتصرّف.^[4]
5. ريتشارد سويدبرغ،مبادئ علم الاجتماع الاقتصادي، صفحة 23-111.^[5]