تحويل الفعل الناقص: دراسة شاملة

مقدمة حول الأفعال الناقصة

تنقسم الأفعال في اللغة العربية إلى ثلاثة أنواع رئيسية من حيث الزمن: الفعل الماضي، والفعل المضارع، وفعل الأمر. أغلب هذه الأفعال تتصف بالتصريف التام، إلا أن هناك بعض الأفعال التي تقتصر على صيغتي الماضي والمضارع فقط، مثل أفعال الاستمرار التي تُعتبر محدودة التصريف. وهناك أيضًا أفعال تلتزم بصيغة واحدة، وهي الأفعال الجامدة.

يُعرف الفعل الناقص بأنه ذلك الفعل الذي يدخل على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ والخبر، فيرفع المبتدأ ويجعله اسمًا له، وينصب الخبر ويجعله خبرًا له. وقد أُطلق عليه هذا الاسم لأنه لا يكتفي بمرفوعه لإتمام معناه، بل لا بد من ذكر الخبر ليتم المعنى، حيث إن وجود الخبر المنصوب ضروري وأساسي في الجملة.

الفعل الناقص، إذًا، هو الذي لا يعطي معنى كاملاً بمفرده، بل يحتاج إلى خبر لتصبح الجملة مفيدة وتعطي معنى تامًا. من أمثلة الأفعال الناقصة: كان وأخواتها، وكاد وأخواتها. سميت هذه الأفعال بالأفعال الناقصة لأن معناها لا يكتمل إلا بوجود خبر يوضح المعنى، فهي تحتاج إلى اسم مرفوع وخبر منصوب، ولا يكتمل المعنى بالاسم المرفوع وحده، بل يجب وجود الخبر المنصوب لإتمام المعنى. هذه الأفعال تدخل على المبتدأ فترفعه ويسمى اسمها، وتدخل على الخبر فتنصبه ويسمى خبرها.

بشكل عام، تصنف الأفعال الناقصة إلى مجموعتين رئيسيتين: كان وأخواتها، وكاد وأخواتها، والتي تعرف أيضًا بأفعال المقاربة.

تغيير شكل كان وأخواتها

تُقسم كان وأخواتها إلى ثلاثة أقسام رئيسية. القسم الأول يشمل: أصبح، أضحى، أمسى، ظلّ، بات، صار، وكان. هذه المجموعة من الأفعال الناقصة تتصرف تصرفًا كاملاً، أي يمكن أن تأتي في صيغ الماضي والمضارع والأمر.

أما القسم الثاني فيتضمن: ما انفكّ، ما برح، ما زال، ما فتئ. هذه الأفعال تتصرف تصرفًا ناقصًا، أي أنها لا تأتي في جميع الصيغ، بل تقتصر على الماضي والمضارع غالبًا.

القسم الثالث يضم: ما دام، ليس. هذه الأفعال لا تتصرف على الإطلاق، بل تظل ثابتة على صيغة واحدة.

عند إضافة مصدر الفعل الناقص إلى الضمير أو إلى أي كلمة مبنية أخرى، فإنه يأخذ موقعين إعرابيين: موقع بعيد وهو الرفع باعتباره اسمًا للمصدر الناقص، وموقع قريب وهو الجر والإضافة.

تغيير شكل كاد وأخواتها

تصنف كاد وأخواتها إلى ثلاثة أقسام متميزة. القسم الأول يضم: كَرَبَ، أوشَكَ، كادَ، وتُعرف هذه الأفعال بأفعال المقاربة، حيث تدل على قرب وقوع الفعل.

أما القسم الثاني فهو أفعال الرجاء، ويشمل: عسى، اخلولق، حَرى، وتدل على تمني وقوع الفعل.

القسم الثالث هو أفعال الشروع، ويتضمن: أخذ، ابتدأ، انبرى، أقبل، أنشأ، شرع، جعل، طفق، علق، قام، هب. هذه الأفعال تشير إلى البدء في الفعل.

جميع هذه الأفعال بأقسامها الثلاثة تعتبر أفعال جامدة، حيث تقتصر على صيغة الماضي فقط، باستثناء الفعلين: أوشك وكاد، اللذين يمكن أن يشتق منهما اسم فاعل وفعل مضارع.

مرجع مرئي: إسناد الأفعال إلى الضمائر

لمزيد من الفهم، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي الذي يشرح بالتفصيل كيفية إسناد الأفعال إلى الضمائر المختلفة:

المصادر

• سعيد الأفغاني (2003)، الموجز في قواعد اللغة العربية (الطبعة الأولى)، بيروت _ لبنان: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 13. بتصرّف.
• مصطفى الغلاييني (1993)، جامع الدروس العربية (الطبعة الثامنة والعشرون)، بيروت – صيدا: المكتبة العصرية، صفحة 271، 272، 273، 274، 275، جزء الثاني. بتصرّف.
• أنطوان الدحداح (1991)، معجم تصريف الأفعال العربية، بيروت، لبنان: مكتبة لبنان، صفحة 4،5. بتصرّف.