مقدمة عن الظاهرة
تُعد ظاهرة شمس منتصف الليل من الظواهر الطبيعية الفريدة التي تشهدها المناطق القطبية. يشير مصطلح “شمس منتصف الليل” إلى رؤية الشمس لمدة 24 ساعة متواصلة خلال اليوم الواحد في تلك المناطق. في القطب الشمالي، تستمر هذه الظاهرة لمدة ستة أشهر تقريبًا، تبدأ من 20 مارس وتنتهي في 23 سبتمبر. وبالمثل، يشهد القطب الجنوبي هذه الظاهرة بين 23 سبتمبر و 20 مارس. وتقل مدة الإشراق كلما ابتعدنا عن القطبين.
عند الدائرة القطبية الشمالية، تظهر الشمس في منتصف الليل لبضعة أيام حول الحادي والعشرين من يونيو. أما في الدائرة القطبية الجنوبية، فيستمر ظهورها ليوم أو يومين في الحادي والعشرين من ديسمبر. هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول أسباب حدوثها، خاصة وأن المناطق المدارية تشهد تغيراً طفيفاً في ساعات النهار على مدار العام.
شرح أسباب ظهور شمس منتصف الليل
يرجع سبب ظهور الشمس في منتصف الليل في المناطق القطبية إلى العلاقة بين حركة الأرض حول الشمس والميل المحوري للأرض. يميل محور الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة أثناء دورانها السنوي حول الشمس. هذا الميل يجعل القطب الشمالي مائلاً نحو الشمس خلال فصل الصيف، بينما يحدث العكس في فصل الشتاء.
نتيجة لهذا الميل المحوري، لا تغرب الشمس نهائياً في الدائرة القطبية الشمالية في يوم معين من السنة، وهو عادةً الحادي والعشرين من يونيو. في المقابل، لا تشرق الشمس أبداً فوق الأفق في الحادي والعشرين من ديسمبر، على الرغم من وجود ضوء خافت يشبه الفجر. كلما اتجهنا شمالاً فوق الدائرة القطبية، تطول الليالي التي تبقى فيها الشمس مشرقة في فصل الصيف، وتزداد الأيام التي لا تشهد شروقاً للشمس في فصل الشتاء. أما في القطبين، فتتساوى فترة النهار والليل، حيث يستمر كل منهما لمدة ستة أشهر.
تأثير الظاهرة على نوم سكان القطب
في الماضي، كان الناس ينامون في فصل الشتاء ضعف المدة التي ينامونها في فصل الصيف. مع تطور نمط الحياة، أصبح الكثيرون ينامون نفس عدد الساعات تقريباً في كلا الفصلين. ومع ذلك، فإن ساعات النهار الطويلة في فصل الصيف تزيد من نشاط وحيوية سكان القطب الشمالي.
يلجأ بعض الأشخاص إلى تغطية نوافذ غرفهم لمنع دخول أشعة الشمس خلال فصل الصيف، لأن التعرض المستمر للضوء أو الظلام يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية. هذا الإجراء يساعدهم على تنظيم أوقات نومهم وتجنب الشعور بالكآبة والقلق والتوتر.