جدول المحتويات
مقدمة عن سورة القارعة
تتناول سورة القارعة ثلاثة محاور رئيسية وهامة، تشمل الحديث عن أهوال يوم القيامة، وبيان مصير كل من المؤمنين المتقين، والكافرين الجاحدين. فيما يلي تفصيل وشرح للمفاهيم الأساسية التي تتضمنها هذه السورة العظيمة.
تصوير مشاهد يوم القيامة المروعة
تبدأ السورة المباركة بذكر اسم من أسماء يوم القيامة، وهي “القارعة”، وتعني الضربة الشديدة أو الهزة العظيمة. وقد سمي يوم القيامة بهذا الاسم لأن أحداثه تقرع القلوب بشدتها وعظم هولها، وتصيب الكفار وأعداء الله بالخزي والعذاب. ثم تأتي الآيات الكريمة بصيغة الاستفهام عن “القارعة”، وهذا الاستفهام يأتي لغرض التهويل والتنبيه إلى حقيقة هذا اليوم العظيم، وحث الإنسان على الاستعداد له.
من بين أهوال يوم القيامة تشبيه الناس بالفراش المنتشر المتطاير حول النار، وهذا التشبيه يدل على كثرة أعداد الناس في ذلك اليوم واضطرابهم الشديد، وسعيهم نحو أرض المحشر. أما الجبال، فتكون قد تفتت وتهدمت، وتتحول إلى ما يشبه الصوف المتناثر والمنفوش. وقد وصف الله تعالى ذلك بقوله:
الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ* يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ
[القارعة: 1-5].
نيل المتقين الفوز والنعيم
تنتقل الآيات الكريمة بعد ذلك للحديث عن مصائر الناس في يوم القيامة، وذلك بناءً على وزن أعمالهم الصالحة. فأما من أحسن العمل، وكانت كفة حسناته راجحة، فجزاؤه الفوز والسعادة الأبدية في جنات النعيم، حيث الخلود والراحة. وقد بين الله تعالى ذلك بقوله:
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
[القارعة: 6-7].
مآل من خفت موازينهم يوم الحساب
بعد بيان ثواب من ثقلت موازينه، تنتقل الآيات للحديث عن الفئة الأخرى من الناس، وهم من خفت موازينهم من العمل الصالح. فمأواهم ومصيرهم في يوم القيامة هو نار جهنم. وقد عظمت الآيات من شأن نار جهنم، وذلك بالسؤال عنها، وهذا للتحذير من عذاب النار، ليكون ذلك دافعًا للناس ليكونوا ممن ثقلت موازينهم بالإيمان والعمل الصالح. وقد قال الله تعالى في ذلك:
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ
[القارعة: 8-11].
أهداف ومرامي سورة القارعة
يمكن تلخيص بعض الأهداف والمقاصد لسورة القارعة فيما يلي:
- تصوير مشاهد يوم القيامة، ووصف حال الناس فيها، وكذلك وصف بعض مظاهر الأرض، مثل حالة الجبال بعد تدميرها وتفريقها.
- التهويل من شأن يوم القيامة لتخويف الناس، وحثهم على الاستعداد لهذا اليوم العظيم.
- بيان حال الصنف الأول من الناس في يوم القيامة، وهم الذين اتعظوا وأكثروا من العمل الصالح في الدنيا، فجزاؤهم النعيم المقيم في الجنة.
- بيان حال الصنف الثاني من الناس في يوم القيامة، وهم الذين أنكروا وكذبوا، فمصيرهم العذاب في نار جهنم خالدين فيها.
- استخدام أسلوبي الترهيب والترغيب، فالترهيب يظهر في التعظيم من شأن يوم القيامة والتخويف منه والحديث عن أهواله، والترغيب يظهر في الحديث عن نعيم المؤمنين في يوم القيامة.