لمحة عن النهضة العربية الكبرى
انطلقت شرارة النهضة العربية الكبرى في شهر يونيو عام 1916، حيث قادت الجيوش العربية، بقيادة الشريف حسين، حركة واسعة النطاق ضد سلطة الدولة العثمانية في مناطق الشام والحجاز. استمرت هذه الحركة حتى تحقق الهدف المنشود، وهو التخلص من السيطرة العثمانية في الحجاز. بعد ذلك، امتدت العمليات إلى بلاد الشام بهدف إخراج ما تبقى من القوات العثمانية، مما أدى في النهاية إلى تحرير سوريا والعراق وجميع أراضيهما من الحكم العثماني. كان الهدف الأساسي من النهضة العربية هو إقامة اتحاد بين الدول العربية، يشمل الجزيرة العربية ومنطقة سوريا الكبرى (بلاد الشام)، باستثناء منطقة أضنة والمناطق العراقية الواقعة بين بغداد وساحل الخليج.
الدوافع وراء النهضة العربية الكبرى
اندلعت النهضة العربية ضد الحكم التركي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك نتيجة لسياسات التتريك، التي كانت مجحفة وظالمة بحق العرب. ويمكن تلخيص هذه السياسات في النقاط التالية:
- منع التحدث باللغة العربية وإجبار السكان على استخدام اللغة التركية.
- تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفقر بين السكان العرب.
- عرقلة النهضة العربية التي بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
- فرض قوانين التجنيد الإجباري على العرب خلال الحرب العالمية الأولى.
- مجاعة عام 1915 التي أثرت بشكل كبير على السكان.
الآثار المترتبة على النهضة العربية الكبرى
أسفرت النهضة العربية الكبرى عن عدة نتائج مهمة، من بينها:
- إخراج العثمانيين من الجزيرة العربية وبلاد الشام، والشروع في تأسيس دولة عربية كبرى في تلك المناطق، وهو ما قوبل بمعارضة كبيرة من الحكومة البريطانية.
- تقسيم المناطق العربية إلى ثلاث مناطق خاضعة للحكم العسكري من قبل الحكومة البريطانية، وهي المنطقة الجنوبية تحت الحكم البريطاني، والمنطقة الشمالية تحت حكم الفيصل، والمنطقة الغربية تحت الحكم الفرنسي.
- الاحتلال الفرنسي للمناطق السورية وإنهاء الحكم العربي فيها، وبدء الانتداب الفرنسي على هذه المناطق.
- بدء الانتداب البريطاني على فلسطين والعراق والمناطق الشرقية من الأردن.
- إعلان عبد الله ابن الشريف حسين قيام إمارة شرق الأردن تحت حكمه وقيادته، بعد طرده من قبل القوات الفرنسية من سوريا.
