المحتويات
عرض لأحداث ثرثرة فوق النيل
تدور أحداث الرواية الشهيرة “ثرثرة فوق النيل” للكاتب الكبير نجيب محفوظ، داخل عوامة تطفو على سطح مياه النيل في قلب القاهرة. فيما يلي، نقدم تحليلًا لأحداث الرواية وتسلسلها:
تجمعات العوامة
تنطلق الأحداث في “ثرثرة فوق النيل” مع لقاء مجموعة من الأفراد الذين لا يجمعهم أي قاسم مشترك سوى الرغبة في الترفيه والابتعاد عن صخب الحياة. من بين الشخصيات المحورية “أنيس”، الموظف الحكومي في وزارة الصحة، والذي يمثل صوت الراوي للأحداث منذ البداية وحتى النهاية، على الرغم من ثقافته العالية، إلا أنه دائم التذمر والسخط.
أما عن حارس العوامة، فهو شخصية فريدة تمزج بين دورين متناقضين؛ ففي النهار يؤدي دور المؤذن في المسجد القريب، بينما يقضي الليل في خدمة رواد العوامة. وهناك شخصية “علي السيد”، الذي نشأ في بيئة أزهرية محافظة، إلا أنه يعيش حياة لاهية، متزوجًا من امرأة ريفية ولكنه يقيم علاقات أخرى في العوامة.
زوار العوامة الدائمين
تستقبل العوامة ليلًا زوارًا يعتبرونها ملجأ من ضغوط الحياة اليومية. من بينهم “أحمد نصر”، مدير الحسابات المتزوج والأب لابنة مراهقة، والذي يبدو في حياته العادية شخصًا محافظًا ومنغلقًا. كذلك، هناك “مصطفى راشد”، المحامي المتذمر الذي يعيش حياة زوجية خالية من الحب. بالإضافة إلى “رجب القاضي”، الذي لا يهتم سوى بالنساء.
توجد أيضًا امرأة بين هؤلاء الرواد تدعى “سمارة”، وهي صحفية طموحة تسعى لرصد سلوكيات هؤلاء المدمنين على اللهو، بهدف تجسيدهم في مسرحية تنوي كتابتها، لكن سرعان ما ينكشف أمرها.
حوارات العوامة
ينغمس هؤلاء المثقفون في نقاشات طويلة ومتشعبة داخل العوامة العائمة على صفحة النيل. يتناولون القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤرق المجتمع، بالإضافة إلى همومهم الشخصية. وفي نهاية كل ليلة، يعود كل منهم إلى منزله، باستثناء أنيس الذي يقيم في العوامة بشكل دائم.
كانوا يولون اهتمامًا كبيرًا بالأوضاع السياسية المحيطة بهم، فيناقشون أحوال كوبا وفيتنام، والحركة الاشتراكية، والرشاوى، ومشاكل الفلاحين والعمال، والجمعيات التعاونية، وغيرها من القضايا التي تمس الحياة العامة في مصر وخارجها. ولكن بمجرد مغادرتهم العوامة، يتجاهلون كل تلك النقاشات التي لا تؤثر في صناعة القرار الحقيقي.
على الرغم من اختلاف خلفياتهم الثقافية والاجتماعية، تبنى الجميع فكرة عبثية الحياة وعدم جدواها، بسبب الخوف من التعبير عن همومهم خارج العوامة. وقد أدى بهم هذا الخوف إلى اللامبالاة. ولم يتمكن أحد منهم من تغيير واقعه، بل إن الشخص الذي حاول ذلك، قُتل على أيديهم، مما أدخلهم في حالة من الحيرة والذهول تعكس ضياعهم وتشتتهم.
لمحة عن ثرثرة فوق النيل
صدرت رواية “ثرثرة فوق النيل” للمرة الأولى عام 1966، وهي من تأليف الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب. تقع الرواية في حوالي 201 صفحة، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم عام 1971. تتناول الرواية أفكار المثقفين في المجتمع المصري، وتقدم نماذج مختلفة للأيديولوجيات التي عاشها كل منهم قبل حرب 1967.
مقتطفات من ثرثرة فوق النيل
تعكس العبارات التالية أسلوب نجيب محفوظ في رواية ثرثرة فوق النيل:
عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضًا وتحلُّ بك سعادة جنونية غريبة المذاق، وتستطيع أن تضحك من قلبٍ لم يعد يعرف الخوف.
إن كل حي هو جادّ ويمارس حياته على أساس من الجدّية، وإن العبث يقتصر عادة على الأدمغة، وقد تجد قاتلاً بلا سبب في رواية مثل رواية الغريب.
وحب المرأة كالفن الهادف لا شك في سمو هدفه ولكن تحوط بنزاهته الريب.
إن عظمة الغزاة تقاس بمناعة الحصون التي يفتحونها.