مقدمة حول كتاب مطرقة الساحرات
يعتبر كتاب “مطرقة الساحرات” وثيقة قانونية لاهوتية مفصلة ظهرت في عام 1486. كان الهدف من هذا الكتاب أن يكون بمثابة مرجع أساسي للكشف عن السحر والقضاء عليه. استمر العمل بهذا الكتاب حتى القرن الثامن عشر، مما أدى إلى حالة من الهستيريا الجماعية في أوروبا، والتي أسفرت عن مطاردة الساحرات لمدة تقارب قرنين من الزمان.
تم تأليف “مطرقة الساحرات” بواسطة يوهان سبرينجر وهاينريش كرامر، وذلك بعد أن أعرب البابا إنوسنت الثامن عن استيائه من انتشار السحر في ألمانيا. وقد منح البابا هذين الشخصين الإذن باستئصال السحر.
عرض موجز لأهم ما جاء في كتاب مطرقة الساحرات
تم تقسيم الأفكار الواردة في كتاب “مطرقة الساحرات” إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي كالتالي:
البرهنة على وجود السحر
يسعى الجزء الأول من كتاب “مطرقة الساحرات” إلى إثبات وجود السحر والشعوذة بشكل قاطع. يشرح الكتاب بالتفصيل كيف يقوم الشيطان وأتباعه بممارسة الشعوذة والأعمال الشريرة (بإذن الله تعالى). وعلى غرار ما كانت تقوله السلطات الكنسية في ذلك الوقت بأن هذا الأمر هو نوع من العقاب، ادعى مؤلفا الكتاب أن الله يسمح بوقوع هذه الأفعال حتى لا يكتسب الشيطان قوة مطلقة تدمر العالم.
يزعم المؤلفان أيضًا أن النساء هن الأكثر عرضة لإغواء الشيطان، وذلك لاعتقادهما بأن طبيعتهن ضعيفة وعقولهن أدنى من عقول الرجال. ويذكر الكاتبان أن كلمة “امرأة” (femina) مشتقة من كلمتي (fe + minus)، وقد فسراها على أنها تعني “غير مؤمنة”.
أشار الكتاب إلى أن الله عز وجل سمح أيضًا بوجود السحر بهدف ألا يفتقر العالم إلى سبب الكثير من الخير، بالإضافة إلى إظهار صبر الشهداء من اضطهاد الطغاة وإثبات إيمان البار.
كما قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].
أشكال السحر الحقيقية
يُصنف الجزء الثاني من كتاب “مطرقة الساحرات” الأشكال الحقيقية للسحر. يشرح الكتاب بالتفصيل كيف يقوم السحرة بإلقاء التعاويذ، وكيفية منع سحرهم وعلاج التعاويذ التي يلقونها. ويؤكد الكاتبان على حقيقة مزعومة مفادها أن الساحرات موجودات بالفعل. جمع سبرينجر وكريمر معظم تقاريرهم حول التعاويذ والتضحيات وأعمال السحر من خلال محاكم التفتيش التي قاما بها.
يكشف كتاب “مطرقة الساحرات” القوى المتنوعة التي يمتلكها السحرة، ويلقي باللوم بشكل مباشر على النساء المخادعات اللاتي يعملن على تضليل النساء الطيبات. يمكن العثور على بعض الجرائم المروعة التي يرتكبها هؤلاء الأشرار، مثل التسبب بالعجز، والتضحية بالأطفال، وسرقة الرجال، وإيذاء الماشية.
أساليب الكشف عن الساحرات
يفصل الجزء الثالث من كتاب “مطرقة الساحرات” الطرق المتبعة للكشف عن الساحرات، وكيفية محاكمتهن وإبادتهن. أكد المؤلفان على أن التعذيب للكشف عن الساحرات هو أمر طبيعي جدًا إذا لم تعترف الساحرة المشتبه بها بالذنب، وذلك بهدف تحفيزها على الاعتراف.
على الرغم من تأكيدهما على أهمية الشهود والقضاء على الاتهامات الكاذبة، إلا أنهما ذكرا أنه يمكن الاعتماد على الشائعات العامة لتقديم المشتبه بها للمحاكمة، وأن الدفاع القوي عن الذات هو دليل على أن المشتبه بها مسحورة. وضع الكاتبان أيضًا قواعد لكيفية تعامل السلطات مع السحر، وأقرا بأن المحققين محصنون من السحر لأنهم يمثلون الله.
الأفكار الرئيسية التي طرحها الكتاب
يهدف كتاب “مطرقة الساحرات” إلى إيصال مجموعة من الأفكار إلى القارئ. فيما يلي أهم هذه الأفكار:
جوهر الاتهامات
يشير كتاب “مطرقة الساحرات” إلى أن كل من يؤمن بالكاثوليكية الأرثوذكسية يجب أن يؤمن بالسحر وأخطاره. وإذا لم يؤمن الشخص بذلك، فهو مهرطق – زنديق. يشير الكتاب أيضًا إلى أن السحر هو أبشع البدع التي ظهرت في العالم. يذكر الكتاب أن الساحرات يمكنهن إلحاق الأذى بالآخرين بمساعدة الشيطان، وذلك بسبب اتفاق مسبق بين الساحرة والشيطان.
الإجراءات القضائية
أشار كتاب “مطرقة الساحرات” إلى أن العديد من الجرائم المزعومة ضد السحرة كانت حقيقية. ينص الكتاب على أن السحر هو خطيئة كبيرة لأنه يعتبر خيانة مباشرة لله، ويجب محاكمة الساحرات بسبب ذلك. على الرغم من أن الشيطان هو المتسبب في الضرر، إلا أن الساحرة هي المستفيدة من السحر. أشار الكتاب أيضًا إلى أن الرحمة لهؤلاء الساحرات تكمن في إعدامهن، وذلك لإنقاذ المجتمع من شرورهن.
النظرة إلى المرأة
يتضح من خلال كتاب “مطرقة الساحرات” وجود عداء واضح تجاه النساء. يتجلى ذلك من خلال إشارة الكتاب إلى أن السحرة كانوا من الإناث بشكل طبيعي. روج الكتاب لتعزيز الكراهية ضد النساء، وقد نجح في تحقيق ذلك في نهاية المطاف. الجدير بالذكر أن الكتاب نجح في إثارة الكراهية ضد النساء بسبب الخوف وسوء الفهم المتجذرين قديمًا في الوعي الذكوري.
كانت التفسيرات والأسباب المزعومة والمذكورة في الكتاب هي التي ساهمت في إقناع الناس في ذلك الوقت بوجود الساحرات وبذنوبهن، مما ساهم في نشر المحاكمات ضد المشتبه بهن لمدة 200 عام.
المراجع
- Malleus maleficarum”,britannica
- “MALLEUS MALEFICARUM”,faust
- “Malleus Maleficarum”,newworldencyclopedia
- Arran Birks (24/1/2020),”The ‘Hammer of Witches’: An Earthquake in the Early Witch Craze”,projects.history.qmul