تحليل قصيدة سلوا قلبي لأحمد شوقي

تحليل مفصل لقصيدة سلوا قلبي لأمير الشعراء أحمد شوقي، يشمل المقاطع الأربعة الأولى مع شرح للأوزان والقوافي.

مقدمة عن القصيدة

تُعتبر قصيدة “سلوا قلبي” تحفة فنية لأمير الشعراء أحمد شوقي، نظمها في مدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مُعددًا خصاله الحميدة ومآثره. القصيدة مبنية على بحر الوافر، وهو بحر شعري يتميز بتفعيلاته الموسيقية العذبة. سنقوم بتحليل الأبيات العشرين الأولى من القصيدة، مع التركيز على الجانب العروضي والمعاني البلاغية.

تفسير المقطع الأول

يستهل أحمد شوقي قصيدته بهذه الأبيات التي تعبر عن لوعة الفراق وحنين القلب:

قال أحمد شوقي:

سَلو قَلبي غّداة سَلا وثابا
العَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

– – -/ ب – ب ب -/ ب – -// ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – –

وَيُسأَلُ في الحوادث ذو صَوابٍ
فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

– ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – –

وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً
تولّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

– ب ب -/ ب – – -/ ب – – // ب – – -/ ب – – -/ ب – –

وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحْمٌ
هُما الواهِي الَّذي ثكل الشَبابا

– – -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – – -/ ب – ب ب -/ ب – –

تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى
وَصَفَّق في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا

– ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – –

في هذه الأبيات، يتحدث الشاعر عن قلبه الذي سلا وعاد، ويسأل هل بقي للجمال فيه أثر. ثم يصف كيف أن الدمع يجيب عن تساؤلاته، وأن قلبه يحمل وهنًا أفقده شبابه.

توضيح المقطع الثاني

يستمر الشاعر في وصف معاناته وتجاربه في الحياة في المقطع الثاني:

قال أحمد شوقي:

وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ
لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا

– ب ب -/ ب – – -/ ب – -// ب – ب ب -/ب – ب ب -/ ب – –

وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سٌلافًا
وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا

– – -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – – -/ ب – – -/ ب – –

ونّادمْنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ
مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَراباب

– – -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – – -/ ب – ب ب -/ ب – –

وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى
وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

– ب ب -/ ب – – -/ ب – – // ب – – -/ ب – ب ب -/ ب – –

كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ
إذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذاباب

– – -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – – -/ ب – – -/ ب – –

يشير هنا إلى أن قلبه تحمل عذابًا يفوق طاقة قلوب من حديد، ويتذكر أحبابه الذين سقاهم سلافًا، ويصف كيف أن كل متعة في الحياة زائلة.

شرح المقطع الثالث

في هذا المقطع، يتأمل الشاعر طبيعة الدنيا وتقلباتها:

قال أحمد شوقي:

وَلا يُنبيكَ عن خلُق اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحاباب

– – -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – –

أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى
تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهاباب

– – -/ ب – – -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – –

وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ
وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تاباب

– – -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – –

وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها
وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعاباب

– ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – – -/ ب – ب ب -/ ب – –

فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي
لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِياباب

– – -/ ب – – -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – –

يصف الدنيا بالأفعى التي تبدل جلدها، ويحذر من الاغترار بها، مؤكدًا أنه قد خبرها وأبلى فيها ثيابه.

تحليل المقطع الرابع

يختتم الشاعر قصيدته ببعض الحكم والمواعظ:

قال أحمد شوقي:

لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ
وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى

ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – –

جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً
وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصاباب

ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – –

فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً
وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ باباب

ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – – -/ ب – –

وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا
صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُباباب

– – -/ ب – – -/ ب – – // ب – – -/ ب – ب ب -/ ب – –

وَلا كَرَّمتُ إِلّا وَجهَ حُرٍّ
يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغاباب

– – -/ ب – – -/ ب – – // ب – ب ب -/ ب – ب ب -/ ب – –

يشير إلى أن الدنيا تضحك على الغبي، بينما يضحك اللبيب عندما يتغابى. ويؤكد أنه لم ير حكمًا غير حكم الله، ولم يعظم إلا العلم الصحيح والأدب الرفيع، ولم يكرم إلا وجه الحر الذي يقلد قومه المنن الرغائب.

المصادر

  • أحمد شوقي، كتاب ديوان أحمد شوقي، صفحة 58 – 61. بتصرّف.
  • “سلو قلبي غداة سلا وثابا”، الديوان.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تأويلات رؤية اللحم في الأحلام

المقال التالي

تقلا شمعون: لمحة عن مسيرتها الفنية وإنجازاتها

مقالات مشابهة