جدول المحتويات:
مفهوم دور رعاية المسنين
تعتبر دور رعاية المسنين أماكن مخصصة لتلبية احتياجات كبار السن، وتوفير بيئة داعمة وشاملة لهم. هذه الدور تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المصممة خصيصًا لتلبية المتطلبات الفردية للمقيمين. تشمل هذه الخدمات المساعدة في توفير الوجبات الغذائية المتوازنة، وتقديم الرعاية الشخصية، وتلبية الاحتياجات الاجتماعية والنفسية.
يحتاج كبار السن إلى دعم خاص في مختلف جوانب حياتهم اليومية، بدءًا من الأنشطة الروتينية وصولًا إلى الرعاية الصحية المتخصصة. تهدف دور رعاية المسنين إلى توفير هذا الدعم الشامل، مع الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين المقيمين. تختلف طبيعة الرعاية المقدمة تبعًا لعدة عوامل، بما في ذلك السياسات واللوائح المحلية، والموارد المتاحة، وفلسفة الرعاية المتبعة في كل دار.
الرعاية المتكاملة والتقييم الشامل
تعتمد دور رعاية المسنين على نهج متكامل يجمع بين الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الدور خدمات أخرى مثل الإسكان المناسب، والرعاية المنزلية، وبرامج التنشئة الاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز تفاعل المقيمين مع المجتمع.
يعد التقييم الشامل من العناصر الأساسية في عملية الرعاية. يتضمن هذا التقييم جمع معلومات تفصيلية حول المقيم، بدءًا من البيانات الديموغرافية والتاريخ الصحي، وصولًا إلى الجوانب الاجتماعية والقانونية والمالية. كما يتم إجراء تقييمات متخصصة لتقييم المخاطر المحتملة، وسلامة المقيم، والتغذية، والاكتئاب، ومستوى الألم، والقدرة على الحركة.
تشمل التقييمات الشاملة أيضًا قياس العلامات الحيوية مثل درجة الحرارة، والنبض، والتنفس، وضغط الدم، ومستوى تشبع الأكسجين. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء فحوصات للقلب والرئة والجهاز الهضمي والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز البولي التناسلي.
قال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].
وفي الحديث الشريف: “من عال جاريتين أو ثلاث بنات حتى يَبِنَّ أو يَمُتْنَ كُنْتُ أنا وهو كهاتين، وأشار بأصبعيه السَّبَّابة والوُسْطى” [صحيح مسلم].
نظرة على دور المسنين في أمريكا
تخضع دور رعاية المسنين في الولايات المتحدة لقوانين ولوائح إدارية صارمة تهدف إلى ضمان جودة الرعاية المقدمة. تغطي هذه القوانين الجوانب الصحية والخدمات الإنسانية، وتضمن حصول المقيمين على رعاية شاملة ومناسبة.
يشكل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا نسبة كبيرة من السكان في الولايات المتحدة، حيث يمثلون حوالي 12.9٪ من إجمالي السكان. يستهلك هؤلاء المسنون نسبة كبيرة من الإنفاق الطبي وغير الطبي، مما يسلط الضوء على أهمية توفير رعاية فعالة ومستدامة لهم.
لمواجهة الزيادة المستمرة في عدد المسنين، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لتشجيع بقاء كبار السن في منازلهم من خلال توفير الرعاية المؤقتة. يسمح هذا النوع من الرعاية لكبار السن بالذهاب في عطلات أو رحلات عمل مع ضمان حصولهم على الرعاية اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، قامت العديد من الدور بتنفيذ برامج مبتكرة مثل زراعة المحاصيل في المستشفيات، بهدف تحسين نوعية حياة المقيمين.
واقع دور المسنين في أستراليا
تهدف سياسة رعاية المسنين في أستراليا إلى تمكين جميع الأستراليين من المشاركة في عملية الرعاية، سواء داخل دور المسنين أو خارجها. تعتمد هذه المشاركة على الدخل الفردي، وتشجع على تقديم الدعم والرعاية المناسبة لكبار السن.
تتميز دور رعاية المسنين في أستراليا بحقيقة أن 80٪ من الرعاية المقدمة هي رعاية غير رسمية تقدمها الأسر والعائلات الأسترالية. تنفق الحكومة الأسترالية أكثر من 11 مليار دولار أمريكي على رعاية المسنين في الدور، مما يؤكد التزامها بتوفير رعاية عالية الجودة.
من بين أبرز المشاكل التي يواجهها كبار السن في دور الرعاية الأسترالية التشرد والخرف. تتطلب هذه المشاكل حلولاً مبتكرة وشاملة لضمان حصول كبار السن على الدعم والرعاية التي يحتاجونها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا” [سنن الترمذي].
فيديو عن أم الأيتام
(مقطع فيديو عن امرأة كرست حياتها لرعاية الأيتام)