تُعدّ قصيدة “إرادة الحياة” للشاعر أبي القاسم الشابي من أبرز قصائده، وتتكون من ثلاثة وستين بيتًا. سنقوم في هذا التحليل بدراسة خمسة أبيات منها، مع شرحٍ بيانيٍّ دقيق لكلّ بيت على حدة.
تحليل البيت الأول
إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ ** فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ[١]
في هذا البيت، “إذا” ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه، مضاف إلى “الشعب” وهو مبتدأ مرفوع بالضمة. “يومًا” ظرف زمان منصوب بالفتحة. “أرادَ” فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر “هو”. “الحياةَ” مفعول به منصوب بالفتحة. الجملة الفعلية “أرادَ الحياةَ” في محل رفع خبر المبتدأ. الجملة الاسمية في محل جر مضاف إليه. “فلا بدّ” جملة شرطية، “لا” نافية للجنس، “بدّ” اسمها مبني على الفتح. “أنْ يستجيبَ” مصدر مؤول منصوب، “القدر” فاعل مرفوع، منع من ظهور حركة الرفع للضرورة الشعرية. الجملة “لا بدّ أنْ يستجيبَ القدر” خبر “لا” وجواب الشرط.
تحليل البيت الثاني
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ** ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ[١]
يبدأ البيت بحرف العطف “واو”، ثمّ تأتي جملة شرطية مشابهة للبيت السابق. “لا بدّ” كما هو موضح، “الليل” اسم مجرور بالكسرة، “أنْ ينجلي” مصدر مؤول منصوب، خبر “لا”. الجملة “لا بدّ للَّيْلِ أنْ ينجلي” معطوفة. وبنفس البنية، “القيد” اسم مجرور، “أنْ ينكسر” مصدر مؤول منصوب، خبر “لا”، و الجملة معطوفة.
تحليل البيت الثالث
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ ** تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ[١]
الواو حرف استئناف. “من” اسم شرط جازم. “لم يعانقْ” فعل مضارع مجزوم، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. “شوقُ” فاعل مؤخر مرفوع، مضاف إلى “الحياةِ”. “تبخّرَ” فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر “هو”. “في” حرف جرّ، “جوِّها” اسم مجرور، “ها” ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه. “واندثر” فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر “هو”. الجملة الفعلية “اندثر” معطوفة. جملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر “من”.
تحليل البيت الرابع
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ ** من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ[١]
الفاء استئنافية. “ويلٌ” مبتدأ مرفوع، “لمن” جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ. “لمْ تشقْ” فعل مضارع مجزوم، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. “الحياةُ” فاعل مؤخر مرفوع. “من” حرف جرّ، “صفعةِ” اسم مجرور، مضاف إلى “العدمِ” مجرور، “المنتصر” نعت مجرور.
تحليل البيت الخامس
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ ** وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ[١]
“كذلك” في محل نصب مفعول به مقدّم. “قالتْ” فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة. “لي” جرّ بالإضافة. “الكائناتُ” فاعل مرفوع. “واو” حرف عطف. “حدّثَني” فعل ماض مبني على الفتح، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. “روحُها” فاعل مرفوع، الهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. “المستتر” نعت مرفوع، منع من ظهور الحركة للضرورة الشعرية.