تحديد شخصية ذي القرنين: آراء متنوعة

دراسة لآراء العلماء حول شخصية ذي القرنين، تشمل مناقشة إمكانية كونه نبياً، واستعراض فتوحاته وإنجازاته.

الآراء المختلفة حول هوية ذي القرنين

ذكر القرآن الكريم شخصية بارزة باسم ذي القرنين، وصفته بالعبد الصالح والمؤمن بالله والمطيع له. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا﴾. وقد تعددت الروايات حول هويته الحقيقية.

أحد الآراء يرى أنه كان من أهل مصر، واسمه مرزبان بن مرديه اليوناني، ويعرف أيضاً بالإسكندر، لأنه المؤسس لمدينة الإسكندرية الشهيرة في مصر، والتي سميت نسبة إليه.

بينما يرى البعض الآخر أن القصة المنتشرة حول كونه الإسكندر المقدوني غير دقيقة، وتفتقر إلى الأدلة التاريخية الموثقة. فالإسكندر المقدوني كان يونانياً يعتنق الوثنية، بينما الشخصية القرآنية المذكورة كانت تؤمن باليوم الآخر والحساب.

كما قيل أيضاً أنه كان أحد ملوك مملكة حمير القديمة في اليمن، حيث كان ملوكهم يلقبون بـ “ذي”، مثل ذي يزن وذي النواس، واسمه أبا بكر بن أفريقيش.

هل كان ذو القرنين نبياً؟

لا يوجد اتفاق قاطع حول ما إذا كان ذو القرنين نبياً أم لا. لقد منحه الله تعالى القدرة والقوة التي مكنته من فتح البلدان والانتصار على الأعداء. وصل بفتوحاته إلى أقصى الشرق والغرب، وتمكن من إخضاع العديد من الممالك بفضل القوة التي وهبه الله إياها.

ويُقال أيضاً إنه قورش الأخميني، الذي عُرف بسيرته الحسنة ومعاملته الطيبة مع الشعوب والمدن التي حكمها. وقد أنعم الله عليه بالقوة والنفوذ في الأرض، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾.

وهناك من يرى أنه كورش الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، والذي عُثر له على تمثال في إيران يظهر بجناحين وقرنين. امتدت فتوحاته شرقاً حتى صحراء بلخ، وغرباً حتى بحر إيجة، وشمالاً أيضاً.

كما قيل إن “ذا القرنين” هو لقب أطلقه العرب على ملوك اليمن، أو أنه ملك يوناني رومي غزا بلاد فارس وقتل ملكها، وكان صديقاً للفيلسوف أرسطو، وأحد تلاميذه.

ويرى البعض الآخر أنه عاصر النبي إبراهيم -عليه السلام-، وأنه ملك قديم اسمه الصعب بن الرائش، الذي مكّنه الله في الأرض. وقد لجأ إليه قوم يشكون من أفعال يأجوج ومأجوج، فقام ببناء سد لحجزهم ومنعهم من إحداث الفساد في الأرض.

التوسعات والغزوات التي قام بها ذو القرنين

قاد ذو القرنين جيشه العظيم نحو سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومر بالعديد من المدن، مثل تونس ومراكش. ويُقال إنه بنى مدينة إفريقيا، التي سُميت القارة الأفريقية تيمناً بها. وقد لقب بذي القرنين بسبب اتساع فتوحاته التي وصلت إلى أقصى الشرق وأقصى الغرب، أي قرني الشمس.

المراجع والمصادر

  1. سورة الكهف، آية: 83
  2. محمد عمارة، شبهات حول القرآن، صفحة 10. (بتصرف)
  3. أبوسعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 3220. (بتصرف)
  4. محمد حسان، الدار الآخرة، صفحة 7-8. (بتصرف)
  5. سورة الكهف، آية: 84
  6. مصطفى مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي، صفحة 310. (بتصرف)
  7. سعيد حوا، الاساس في التفسير، صفحة 3233. (بتصرف)
  8. أحمد حسن الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 34. (بتصرف)
  9. سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 3220. (بتصرف)
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الخل و دوره في العناية بالشعر

المقال التالي

الخلايا الجذعية وعلاج داء السكري

مقالات مشابهة