المحتويات
مقدمة عن فترة الشباب
تمثل فترة الشباب حقبة زمنية تبدأ تقريبا من الخامسة عشرة وتستمر حتى الواحد والعشرين عاما. تعتبر هذه الفترة من بين الفترات الأكثر تحديًا في حياة الفرد، حيث تتميز بالديناميكية والتغيرات المتعددة التي تطرأ على الجوانب الجسدية، الذهنية، العاطفية والاجتماعية. تمثل هذه المرحلة الاختبار الأول للفرد في مسيرة حياته، وتؤثر بشكل كبير على مستقبل المجتمعات والحضارات. تكتنف هذه المرحلة العديد من الصعاب التي يجب على الآباء التنبه إليها ومحاولة السيطرة عليها قدر الإمكان. في السطور القادمة، سنتناول أهم التحديات التي تواجه الشباب، والطرق الفعالة للتغلب عليها.
استكشاف التحديات في مرحلة الشباب
فترة الشباب تعتبر مرحلة انتقالية هامة ومليئة بالتحديات. خلال هذه الفترة، يمر الشاب بتغيرات كبيرة في هويته، علاقاته، وتوقعاته للمستقبل. هذه التغيرات قد تؤدي إلى بعض الصعوبات التي يجب التعامل معها بحكمة.
توسع الفجوة بين الشباب وأسرهم
مع نهاية مرحلة الطفولة وبداية فترة الشباب، تظهر فجوة بين الشاب وعائلته، كما أظهرت الدراسات. هذا يؤدي إلى صعوبة التواصل وحل المشكلات داخل المنزل، مما يدفع الشاب إلى العزلة والانطواء.
إن سوء الفهم بين الأجيال يمكن أن يتسبب في تفاقم المشاكل، حيث يجد الشباب صعوبة في التعبير عن أنفسهم بطريقة يفهمها الأهل. يجب على الأهل السعي لفهم وجهات نظر أبنائهم وتجنب الأحكام المسبقة.
تذبذب وتقلبات الشخصية في فترة الشباب
من أبرز المشاكل التي قد يتعرض لها الشباب، سواء ذكورًا أو إناثًا، في هذه الفترة هو اضطراب الشخصية. هذا قد يدفعهم إلى تكوين صداقات مع أشخاص خارج نطاق الأسرة، مما يؤدي إلى حالة من التخبط وعدم الاستقرار في تحديد هوية محددة خلال هذه المرحلة الحرجة.
الشباب في هذه المرحلة يحاولون اكتشاف ذواتهم وتحديد مكانهم في المجتمع. هذا البحث عن الهوية قد يتسبب في تقلبات مزاجية وتصرفات غير متوقعة. من المهم تقديم الدعم والتوجيه المناسب لهم لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة بسلام.
حدة الطبع والميل للعناد
يصبح الشاب في هذه المرحلة أكثر حساسية وعصبية وعنادًا دون سبب واضح. بالإضافة إلى ذلك، يرى أن كل ما يفعله هو الصواب، وأن الآخرين على خطأ.
هذه الحساسية المفرطة قد تكون ناتجة عن التغيرات الهرمونية والضغوط النفسية التي يواجهها الشاب. يجب على الأهل التحلي بالصبر والحكمة في التعامل مع هذه التصرفات، وتجنب المواجهات المباشرة التي قد تزيد الأمور تعقيدًا.
استراتيجيات لحماية الشباب في هذه المرحلة
لحماية الشباب ومساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، يمكن اتباع الاستراتيجيات التالية:
- الجلوس معهم كأصدقاء، وتجنب التصنع والمجاملة، والابتعاد عن التوبيخ والتسفيه.
- إعطاء الشاب مساحة لاكتشاف طريقه بنفسه، حتى لو كان هذا الطريق خاطئًا، فالخطأ قد يكون وسيلة لتعلم الصواب.
- مشاركة الشباب في حوارات علمية تتناول قضايا مماثلة لمشاكلهم، والتي تقدم حلولًا لها. هذا يساعد على تنمية الثقة بالنفس والتعبير بصراحة.
- اختيار الوقت المناسب للحوار معهم، وتجنب التحدث معهم وهم مشغولون أو لديهم التزامات.
- جعل الحوار الحقيقي أساسًا للنقاش بعيدًا عن التنافر والصراع، والحرص على فهم وجهة نظرهم ليشعروا بأن أمورهم معترف بها.
- تجنب الأسئلة ذات الإجابة المحددة بنعم أو لا، أو الأسئلة غير الواضحة، وفتح المجال لهم للتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.
- السماح لهم بالتعبير عن أفكارهم بحرية، وتوجيههم نحو البرامج التي تعزز مفاهيم التسامح والتعايش، وتقوية الدافع الديني لديهم من خلال الالتزام بالفرائض الدينية، ومصاحبة الصالحين.
- نشر المحبة، والعدل، والأمان، والاستقلالية في البيئة المحيطة بهم، حيث أن فقدان هذه الأمور يؤدي إلى تفكك الأسرة والفشل الدراسي، وتجنب لغة التهديد والعقاب، ومحاولة العدل بين الأبناء قدر الإمكان.
فيديو توضيحي حول قضايا الشباب
لمعرفة المزيد حول قضايا الشباب، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي:
قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” (متفق عليه).
