نظرة عامة على الفرعون تحتمس الثالث
يعتبر الملك تحتمس الثالث من الشخصيات البارزة في تاريخ مصر القديمة، وهو الفرعون السادس في الأسرة الثامنة عشر. تولى مقاليد الحكم في سن مبكرة، ولكنه لم يحكم بمفرده في بداية فترة ولايته، بل كان تحت وصاية الملكة حتشبسوت، التي كانت زوجة أبيه. بعد وفاتها، تمكن من قيادة إمبراطورية واسعة، وبرز كواحد من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر القديمة.
قاد تحتمس الثالث سبع عشرة حملة عسكرية ناجحة على مدار عشرين عامًا، وقد تم توثيق تفاصيل هذه الحملات في سجلات تعتبر الأكثر تفصيلاً في مصر القديمة. لم تقتصر إنجازات تحتمس الثالث على الجانب العسكري فقط، بل امتدت لتشمل الجانب المعماري، حيث تم بناء العديد من المعابد في النوبة في عهده، بالإضافة إلى إجراء تجديدات وإضافات في معبد آمون في الكرنك.
حياته الأسرية وصلاته
تحتمس الثالث هو ابن الملك تحتمس الثاني، ووالدته هي (ISET)، وهي الزوجة الثانوية لتحتمس الثاني. وقد خلفه ابنه أمنحتب الثاني في حكم الدولة المصرية القديمة. وتختلف المصادر في تحديد زوجة تحتمس الثالث، ولكن بعضها يشير إلى أنه تزوج بثلاث زوجات من سوريا، مما يعكس توجه مصر في تلك الفترة نحو إقامة علاقات دولية مع دول الشرق الأدنى القديم.
وفاته ونهاية عهده
توفي تحتمس الثالث في عام 1426 قبل الميلاد، ودُفن في وادي الملوك في الضفة الغربية لطيبة. وقد اكتُشفت مومياؤه في عام 1889 مع مجموعة من مقتنياته الشخصية. شهدت السنوات الأخيرة من حكم تحتمس الثالث العديد من الإنجازات، بما في ذلك بناء المعبد المعروف باسم الدير البحري، بالإضافة إلى معبد حتشبسوت، ومحو آثار حتشبسوت من خلال إزالة ملكيتها وآثارها، وجعلها باسم كل من تحتمس الأول وتحتمس الثاني.
كما ورد في القرآن الكريم، تأكيداً على حكمة الله وقدرته في تداول الأيام بين الناس:
“قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (آل عمران: 26).
هذه الآية تذكرنا بأن الملك والسلطان هما منحة من الله، وأنه هو القادر على منحها وسلبها.
وفي الحديث النبوي الشريف، دلالة على أهمية العدل في الحكم:
“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” (صحيح البخاري).
وهذا يوضح المسؤولية العظيمة التي تقع على عاتق الحاكم تجاه شعبه.