تحاليل ما قبل الاقتران: دليل شامل

تحاليل ما قبل الاقتران: نظرة شاملة على الاختبارات الضرورية للأزواج، بما في ذلك فحص الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا، وتقييم القدرة على الإنجاب، والكشف عن الأمراض الجنسية.

أهمية التحاليل قبل الاقتران

توصي العديد من وزارات الصحة، بالتعاون مع المحاكم الشرعية، بإجراء فحوصات ما قبل الاقتران، وعلى رأسها فحص الثلاسيميا، وذلك بهدف تفادي ارتباط شخصين يحملان هذا المرض، مما قد يعرضهما لخطر إنجاب أطفال مصابين به. هذا الإجراء يمثل خطوة استباقية تساهم في تقليل حالات الإصابة بالمرض، وتخفيف الأعباء النفسية والمادية على العائلات ووزارات الصحة على حد سواء. تهدف هذه الفحوصات إلى توفير معلومات ضرورية لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الزواج والتخطيط للإنجاب.

الكشف عن الأمراض الوراثية

تعتبر الفحوصات الوراثية جزءًا هامًا من تحاليل ما قبل الاقتران، حيث تهدف إلى تحديد احتمالية انتقال أمراض وراثية معينة إلى الأطفال.

نظرة مفصلة عن الثلاسيميا

الثلاسيميا هو أحد الأمراض الوراثية البارزة التي يتم فحصها قبل الاقتران. يتم إجراء فحص دم لأحد الطرفين المقبلين على الزواج، لتقييم مستوى الهيموجلوبين وحجم خلايا الدم الحمراء. إذا كانت النتائج ضمن المعدل الطبيعي، يُعتبر الشخص غير حامل للمرض. في حالة وجود أي خلل، يتم إجراء فحوصات إضافية لتأكيد ما إذا كان الشخص حاملاً للمرض. إذا كانت النتيجة إيجابية، يُطلب من الطرف الآخر إجراء الفحص. إذا كان الطرف الآخر سليماً، يمكن إتمام إجراءات الزواج. أما إذا كان كلا الطرفين حاملاً للثلاسيميا، فقد توجد قوانين تمنع إتمام الزواج.

إن زواج شخصين حاملين للثلاسيميا يزيد من احتمالية إصابة أطفالهم بالمرض بنسبة كبيرة. المصاب بالثلاسيميا يعاني من تكسر خلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع من الطبيعي، ويكون الهيموجلوبين لديه أضعف من أن يؤدي وظيفته بشكل كامل. هذا يتطلب عمليات نقل دم منتظمة للمريض، مما يزيد من تراكم الحديد في أعضاء الجسم المختلفة، مثل الكبد والطحال والقلب، وقد يؤدي إلى فشل هذه الأعضاء والوفاة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تداووا عباد الله فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا الهرم”.

قال تعالى في سورة البقرة: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.

تقييم القدرة على الإنجاب

على الرغم من أن هذا الفحص ليس إلزاميًا من الناحية القانونية، إلا أنه يحظى بأهمية كبيرة لتقييم قدرة الزوجين على الإنجاب. نظرًا لأهمية الإنجاب في مجتمعاتنا، يتيح هذا الفحص للزوجين معرفة المزيد عن فرصهم في تحقيق هذه الرغبة. يشمل الفحص تحليل السائل المنوي للرجل لتقييم عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها، بالإضافة إلى فحص هرمون FSH للمرأة في اليوم الثالث من الدورة الشهرية، وفحوصات سريرية أخرى.

الكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا

تعتبر هذه الفحوصات إلزامية في بعض الدول، خاصة الغربية، وتمثل حقًا أساسيًا للطرفين المقبلين على الزواج. تهدف إلى التأكد من خلو الشريك من الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل التهاب الكبد الوبائي بنوعيه B و C، والزهري والسيلان والإيدز.

فيديو توضيحي حول فحوصات ما قبل الزواج

لمزيد من التفاصيل حول الفحوصات التي يخضع لها الزوجان قبل الزواج، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي: (سيتم إضافة رابط الفيديو هنا).

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

اعتزاز الفرد بذاته وقوة حضوره

المقال التالي

تأويلات متنوعة لرؤية الجليد في الأحلام

مقالات مشابهة