فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أسباب قسوة القلب | أسباب قسوة القلب |
علاج قسوة القلب | علاج قسوة القلب |
المراجع | المراجع |
الجذور التي تُصيب القلب بالجمود
يُعرف القلب القاسي بأنه قلب جامد، يابس كالحجر، لا يتأثر بالإيمان ولا يستجيب للعلم. وهذا ما حذّر منه الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الزمر: 22]. فالقلب الرقيق هو أساس الاستجابة للدعوة الإيمانية.
من أبرز العوامل التي تُسهم في تجمد القلب وتصلبه:
- الكثرة من المعاصي: إنّ المعاصي المتكررة تضع غشاءً على القلب، يُحول دون وصول نور الإيمان إليه. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ المؤمِنَ إذا أَذنَبَ كانتْ نُكتةٌ سَوداءُ في قلْبِه، فإنْ تابَ ونَزَعَ واستَغفرَ؛ صُقِلَ قلْبُه، وإنْ زادَ زادَتْ، حتَّى يَعلوَ قلْبَه ذاكَ الرَّينُ الَّذي ذَكَر اللهُ -عزَّ وجلَّ- في القرآنِ: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14].
- الإهمال في ذكر الله وتدبر القرآن: يُعدّ ذكر الله سبحانه وتعالى علاجًا فعالاً لقسوة القلب، بينما الغفلة عنه تُؤدي إلى تجمد القلب. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]. كما أن تدبر آيات القرآن الكريم يُسهم في تنوير القلب وإزالة قسوته، فلو أنزل القرآن على جبلٍ لتفجر من خشية الله ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21].
- قلة الرحمة بالخلق: إنّ قسوة القلب تتجلى في قلة الرحمة بالناس، وعدم التعاطف معهم. وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ).
- طول الأمل والتمني: يُؤدي طول الأمل في التوبة والعمل الصالح إلى الغفلة عن الآخرة، مما يُزيد من قسوة القلب. فالتوبة النصوح هي مفتاح لين القلب، و ينبغي للعبد أن يتوب إلى الله دائماً و لا يأمن من فجاءة الموت.
طرق علاج قسوة القلب
يُمكن التخلّص من قسوة القلب باتباع العديد من الأساليب، أهمها:
- الإكثار من ذكر الله: يُزيل ذكر الله القلق، ويُدخل السرور إلى القلب، ويُشعر العبد بمراقبة الله له. قال تعالى: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. كما أن ذكر الله يُمحو السيئات ويرفع الدرجات.
- قراءة القرآن وتدبره: يُنير القرآن الكريم القلوب ويُلينها، ويُزيد الإيمان ويُنزل الرحمة على القلب.
- الاستغفار والتوبة: يُعدّ الاستغفار والتوبة من أهمّ وسائل علاج قسوة القلب، فبها يُمحى أثر الذنوب، ويُفتح باب الرجوع إلى الله. قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]. وقد ورد في الحديث القدسي: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أنَّ له رَباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أنَّ له رَباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ).
- الرحمة باليتامى والمساكين: إنّ إطعام المساكين ومسح رأس اليتيم من الوسائل الفعّالة لتنوير القلب. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنْ أردتَ أنْ يَلينَ قلبُكَ، فأطعِمْ المسكينَ، وامسحْ رأسَ اليتيمِ).
- ذكر الموت وزيارة القبور: يُذكّر ذكر الموت الإنسان بِحقيقة الحياة، ويُحفّزه على الإكثار من الطاعات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ).
المراجع
تم الاستعانة بمجموعة متنوعة من المصادر الإسلامية الموثوقة في كتابة هذا المقال، بما في ذلك كتب التفسير والحديث، والمؤلفات المعاصرة في الأخلاق الإسلامية.