تاريخ وحضارة الدولة العثمانية

نظرة متعمقة في تاريخ الدولة العثمانية، جوانبها الحضارية، أهم سلاطينها، قوانينها، وسقوطها.

فهرس المحتويات

نشأة الدولة العثمانية
الإرث الحضاري للعثمانيين
التعليم في العصر العثماني
الرعاية الصحية في الدولة العثمانية
النظام القضائي العثماني
أبرز سلاطين الدولة العثمانية
القوانين والدستور العثماني
أسباب سقوط الدولة العثمانية

بزوغ نجم الدولة العثمانية

امتدتّ الخلافة العثمانية لقرون عدة، بدأت رحلتها عام 699 هـ، لكنّها لم تبلغ أوج قوتها إلاّ بعد تسليم الخليفة العباسيّ لها مقاليد الحكم في القاهرة عام 923 هـ. استمرّت هذه الخلافة العظيمة حتى عام 1342 هـ، لتُعدّ من أقوى وأعظم الدول في تاريخها. وقد سيطرت على أراضٍ شاسعة من العالم الإسلامي، مُعتمدةً القسطنطينية عاصمةً لها، تلك المدينة التي بشّر النبيّ صلى الله عليه وسلم بفتحها قائلاً: (لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش).[٢]

إسهامات الدولة العثمانية في الحضارة

التعليم: بناء العقول

أولت الدولة العثمانية اهتمامًا بالغًا بالتعليم، خاصةً تعليم القرآن الكريم واللغة العربية. بدأت دروس العلم تُعطى في المساجد، ثم انتقلت مع السلطان أورخان بن عثمان إلى المدارس، حيث افتُتحت أول مدرسة في مدينة إزميد، وكان أوّل مُدرّس فيها هوداود القيصري. شملت مناهجها كتب التفسير، مثل “تفسير الكشاف” للزمخشري و”تفسير البيضاوي”، وكتب الحديث النبوي الشريف، كالصحيحين (البخاري ومسلم) وكتب السنن (الترمذي، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجة)، بالإضافة إلى الفقه، العقيدة، والنّحو، مع كتبٍ مثل “المغني” في الفقه، وكتاب “القاضي الإيجي” في العقيدة، و”ألفية ابن مالك” في النحو. برز العديد من العلماء العثمانيين الذين ساهموا في إثراء المكتبة العربية، أمثال حاجي خليفة وطاشكو برى زاده، والكوراني وغيرهم.

الرعاية الصحية: العناية بالجسد

أولَت الدولة العثمانية اهتمامًا كبيرًا بالصحة العامة، فأقامت المستشفيات ومدارس الطبّ التي تُدرّس الطبّ نظريًا وعمليًا، مع تدريب الطلبة في المستشفيات. شملت مناهجها كتبًا مثل “القانون” لابن سينا و”ابن عباس المقوس”. عمل في هذه المدارس العديد من الأطباء والعلماء من البلاد العربية، إيران، وتركستان، منهم قطب الدين العجمي، شكر الله الشرواني، وإلياس القراماني.

العدل والقضاء في الدولة العثمانية

تميّز النظام القضائيّ العثمانيّ بتنظيمه، حيث كان رئيس الهيئة القضائية يُسمّى “القاضي عسكر”، وهو منصب أسسه السلطان مراد الأول. ومع اتساع رقعة الدولة، أضاف السلطان محمد الفاتح وسليم الأول قاضياً لأوروبا وقاضياً لإفريقيا. تضمنت مهامّهم الشؤون العسكرية والمدنية، وتعيين القضاة والموظفين القضائيين، وتشكيل محكمة الاستئناف العليا. تلاهم في الترتيب القضاة الكبار في العاصمة والولايات، ثمّ القضاة الذين يُعنون بالشؤون الثانوية.

أعلام سلالة عثمان

حكم الدولة العثمانية العديد من السلاطين الذين تركوا بصماتهم على مرّ العصور، ومن أبرزهم:

  • السلطان عثمان بن أرطغرل: مؤسس الدولة العثمانية، حكم في عصر يُعرف بعصر السلاطين الأقوياء.
  • السلطان بايزيد الأول بن مراد: السلطان الرابع، شهد عهده اتساعًا للجهاد، إلاّ أنّه واجه هزيمة أمام تيمورلنك.
  • السلطان محمد الثاني (الفاتح): السلطان السابع، فتح القسطنطينية، وضمّها إلى الحكم الإسلاميّ.
  • السلطان سليم الأول بن بايزيد: السلطان التاسع، وحّد الأمة الإسلامية تحت النفوذ العثماني، وانتصر على الدولة الصفوية والمماليك في مصر، وتنازل له الخليفة العباسي عن الحكم.
  • السلطان سليمان (القانوني) بن سليم: شهد عهده اتساعًا كبيرًا للدولة، ووصلت حدودها إلى فيينا وبولندا. يُعرف هذا العصر بعصر القوة والخلافة.
  • السلطان عبد الحميد الثاني بن عبد المجيد: السلطان الأخير، عُزل بعد مواجهة مع قوى أوروبية.

تشريعات الدولة العثمانية

تألّف دستور الدولة العثمانية من 119 مادة، مقسمة إلى أقسام، منها: القسم الأول الذي يتناول ممالك الدولة العثمانية، مؤكداً على أنّها دولة الخلافة الإسلامية وأنّ السلطان هو حامي دين الإسلام، والقسم الثامن الذي ينظم عمل المحاكم، والقسم العاشر الذي يتناول الأمور المالية للدولة.

انحسار نجم الإمبراطورية

سقطت الدولة العثمانية عام 1923م، بعد عزل السلطان عبد الحميد الثاني، وسيطرة حزب الاتحاد والترقي، وإعلان الجمهورية التركية. يرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها: ضعف نظام الحكم، اتساع مساحة الدولة وصعوبة السيطرة عليها، ظهور الحركات القومية، سيطرة العقليّة العسكرية، ومؤامرات دول خارجية.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة متعمقة في مفهوم الدولة

المقال التالي

فهم مفهوم الدولة المدنية

مقالات مشابهة