تاريخ وتطور العملة العراقية

استكشاف تاريخ العملة العراقية، الدينار العراقي، وأهميته الاقتصادية. نظرة على فئات الدينار المختلفة وتطورها عبر الزمن: 250 دينار، 1000 دينار، 5000 دينار، 10000 دينار، 25000 دينار.

مقدمة

تعتبر العملة الوطنية لأي بلد رمزًا لسيادته واستقلاله الاقتصادي. يعكس تاريخ العملة العراقية، الدينار، التغيرات السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد على مر العقود. من خلال هذه المقالة، سنستعرض رحلة الدينار العراقي منذ نشأته وحتى يومنا هذا، مع التركيز على تأثيره على الاقتصاد الوطني وأهم الفئات النقدية التي تم تداولها.

نشأة الدينار العراقي وتاريخه

تم تقديم الدينار العراقي لأول مرة في عام 1932، ليحل محل الروبية الهندية، التي كانت العملة الرسمية منذ الحرب العالمية الأولى. ظل الدينار العراقي مرتبطًا بالجنيه الإسترليني حتى عام 1959، ثم تم ربطه بالدولار الأمريكي بسعر صرف ثابت قدره دينار واحد لكل 2.80 دولار. هذا التغيير كان له آثار كبيرة على التجارة والاقتصاد العراقي.

عندما انخفضت قيمة الدولار الأمريكي في عامي 1971 و 1973، حافظ الدينار العراقي على قوته، وارتفع إلى 3.38 دولار أمريكي. ومع ذلك، انخفضت قيمته لاحقًا بنسبة 5٪ لتصل إلى 3.22 دولار أمريكي. استمر هذا المعدل حتى حرب الخليج، على الرغم من أن سعر السوق السوداء كان أعلى بست مرات في أواخر عام 1989.

بحلول نهاية عام 1995، وصل سعر الدولار الواحد إلى 3000 دينار عراقي. في عام 2003، تم إصدار عملات جديدة ذات جودة أعلى، مما سمح باستخدام عملة موحدة في جميع أنحاء البلاد. تم استبدال الدينار العراقي القديم بالجديد على أساس واحد إلى واحد.

الدينار العراقي وأثره على الاقتصاد

شهد الاقتصاد العراقي ازدهارًا بين عامي 1960 و 1980، مدعومًا بنمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 8٪ ونمو نصيب الفرد بنسبة 4.7٪. هذه المعدلات المرتفعة دعمت قيمة الدينار العراقي. كان العراق يشهد نموًا يعتبر من بين الأعلى في العالم في تلك الفترة، مما يعكس تاريخًا طويلاً من النمو والمنافسة العالمية والقيمة المتميزة للعملة العراقية.

القيم الاسمية للدينار العراقي

أصدرت الحكومة العراقية في البداية فئات ربع دينار، نصف دينار، دينار واحد، خمسة دنانير، عشرة دنانير، ومئة دينار. في عام 1978، تم إصدار أوراق نقدية بقيمة 25 دينارًا، وفي عام 1991 تمت إضافة فئة الخمسين دينارًا، مع إعادة تصميم فئة المئة دينار. في عام 1995، ظهرت فئة المائتين وخمسين دينارًا.

بدأ البنك المركزي العراقي في عام 2015 بإصدار دنانير جديدة تحمل صورًا وتصاميم تاريخية لمعالم مهمة. فيما يلي نظرة على النقوش الموجودة على فئات الدينار العراقي:

فئة المائتين وخمسين دينار

تحمل الورقة النقدية من فئة 250 دينارًا على وجهها الأمامي صورة للإسطرلاب، وهو جهاز فلكي قديم تم تطويره بواسطة علماء الفلك المسلمين في العصور الوسطى، ويستخدم لقياس الوقت والارتفاع وخط العرض. أما على الوجه الخلفي، فتوجد صورة للمئذنة الحلزونية لسامراء، التي بنيت في عام 848 قبل الميلاد، عندما كانت سامراء عاصمة الدولة العباسية.

فئة الألف دينار

يظهر في منتصف الوجه الأمامي لفئة الألف دينار عملة ذهبية قديمة كانت تستخدم قبل ظهور الأوراق النقدية والعملات المعدنية الحديثة. على الوجه الآخر، توجد صورة للجامعة المستنصرية في بغداد، التي تأسست في القرن الثالث عشر، وكانت من أبرز جامعات العالم الإسلامي. أعيد تأسيس الجامعة في عام 1963 وما زالت نشطة حتى اليوم.

فئة الخمسة آلاف دينار

تعرض مقدمة فئة الخمسة آلاف دينار صورة لـ “ﮔەلی عەلی بەگ” (جيلي علي بيك)، وهو شلال شهير يقع في شمال العراق في إقليم كردستان. يمتد الوادي لأكثر من عشرة كيلومترات بين جبلي كور ونواثنين، مما يجعله معلمًا طبيعيًا بارزًا.

فئة العشرة آلاف دينار

تضم فئة العشرة آلاف دينار صورة لأبي علي الحسن بن الهيثم، الذي ولد في البصرة عام 965 م. ألف ابن الهيثم أكثر من 200 كتاب حول مواضيع علمية مختلفة، بما في ذلك شرح كيفية عمل الرؤية البشرية. أما الوجه الآخر، فيحتوي على صورة لمئذنة جامع النوري الكبير في الموصل، الذي بناه الحاكم التركي نور الدين زنكي عام 1172 م، ويبلغ ارتفاعه 8 أقدام.

فئة الخمسة والعشرين ألف دينار

تشتمل فئة الخمسة والعشرين ألف دينار على صورة لمزارع كردي مع جرار في الخلفية. على ظهر الورقة النقدية، تظهر صورة للملك حمورابي القديم، المشهور بتدوين أول مدونة قانونية في تاريخ البشرية وتأسيسه لأول إمبراطورية بابلية حوالي عام 1700 قبل الميلاد.

مسيرة تطور الدينار العراقي

استمر تصميم الدينار العراقي حتى الخمسينيات من القرن الماضي عندما اتخذ التصميم شكلاً أكثر ثقافيًا، وكانت في الأمام صورة للملك فيصل الثاني في شبابه في الزاوية اليسرى من الدينار، ويظهر على الوجه الخلفي صورة للملك فيصل الأول على ظهر حصان. في سبعينيات القرن الماضي، توقفت الأوراق النقدية عن إظهار صور الملوك، وبدلاً من ذلك تم عرض صور للمباني والمنشآت الصناعية، ومشاهد أخرى. تم تلوين الدينار العراقي لعام 1971 باللونين الأزرق والأبيض، ويحمل صورة لمصفاة النفط الخام في المقدمة، ويوجد على الجهة الخلفية صورة لمدخل المدرسة المستنصرية.

Total
0
Shares
المقال السابق

تاريخ النقد السوري: نظرة على العملات القديمة

المقال التالي

العملة الكورية الجنوبية: تفاصيل ومعلومات

مقالات مشابهة

الصلة بين المدخول والإنفاق: نظرة شاملة

استكشاف العلاقة الوثيقة بين المدخول والإنفاق. تحليل معمق للنظريات الاقتصادية التي تفسر هذه العلاقة، مثل نظرية المدخول النسبي ونظرية دورة الحياة. تعرف على كيفية تحقيق توازن مثالي بين المدخول والإنفاق لضمان الاستقرار المالي.
إقرأ المزيد