محتويات |
---|
موقع مدينة ماري الجغرافي |
وصف الموقع الأثري لمدينة ماري |
اكتشاف ماري: من الصدفة إلى الاكتشاف |
اكتشافات مدينة ماري العظيمة |
موقع مدينة ماري الجغرافي
تقع مدينة ماري الأثرية في الجمهورية العربية السورية، تحديداً في تل الحريري على الضفة اليمنى لنهر الفرات. يبعد هذا الموقع حوالي 12 كيلومتراً عن مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، و125 كيلومتراً عن مدينة دير الزور. يقع الموقع ضمن منطقة زراعية خصبة، يصب فيها نهر الفرات من الشرق على بعد ثلاثة كيلومترات.
وصف الموقع الأثري لمدينة ماري
يتخذ الموقع الأثري لمدينة ماري شكلاً بيضاوياً. تتوزع في جنوب غرب الموقع عدة أودية صغيرة. يبلغ طول الجانب الشمالي كيلومتراً واحداً تقريباً، وتنتشر فيه تلال صغيرة تضمّ مباني المدينة. يقع الأكروبول في أعلى تلّ مركزي يرتفع حوالي 15 متراً عن المناطق المحيطة. يحيط بمدينة ماري سور دفاعي، بالإضافة إلى حماية نهر الفرات من جهتها الشمالية الشرقية، الذي لعب دوراً اقتصادياً و دفاعياً هاماً في حياة المدينة.
اكتشاف ماري: من الصدفة إلى الاكتشاف
لم يتم اكتشاف مدينة ماري إلاّ في القرن العشرين، وتحديداً في آب عام 1933 خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا. حدث الاكتشاف بالصدفة، عندما حاول بعض السكان دفن أحد موتاهم فوق التلّ، وعثروا أثناء البحث عن شاهد قبر على تمثال كبير مفقود الرأس. أبلغ أحدهم الضابط الفرنسي كابان، الذي بدوره أبلغ السلطات، مما أدى إلى بدء عمليات التنقيب.
أدى هذا الاكتشاف الصدفي إلى تشكيل بعثة أثرية بقيادة أندريه بارو من متحف اللوفر، وكشف عن أهمية الموقع وبدء أعمال التنقيب المكثفة.
اكتشافات مدينة ماري العظيمة
كشفت الحفريات في مدينة ماري عن العديد من الآثار والتماثيل التي تحمل كتابات مسمارية. من أهم الاكتشافات: تمثال يحمل اسم “لامجي-ماري”، ومعبد عشتار الذي يعود لعصر حمورابي، والقصر الملكي الذي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر من أهمّ نماذج العمارة الشرقية القديمة.
كما عثر على رسوم جدارية أثرت فهم حياة سكان ماري، طقوسهم الدينية، ومعتقداتهم. من أهمّ القطع الأثرية المكتشفة، تمثال “ربّة الينبوع” الذي تمّ تجميع أجزائه، وهو يرمز إلى نهر الفرات. كذلك تمّ اكتشاف معابد أخرى كمعبد نينيزازا ومعبد شمش، بالإضافة إلى أكثر من 25 ألف لوح مسماري يحكي عن تاريخ هذه المملكة العظيمة.
يُظهر هذا الاكتشاف مدى غنى التاريخ السوري، وأنّ العديد من المواقع الأثرية لا تزال تنتظر الكشف عنها، مما يؤكد على أهمية الاستمرار في البحث والتنقيب.