المحتويات
مقدمة عن مدينة عمّان
تُعتبر عمّان، قلب المملكة الأردنية الهاشمية ومركزها الإداري، مدينة عريقة تحتضن تاريخاً طويلاً يمتد لآلاف السنين. تقع في وسط المملكة، وتتميز بتضاريسها الجبلية، مما يضفي عليها سحراً خاصاً. تعتبر عمّان المحور السياسي والاقتصادي للأردن، وهي الوجهة الأولى للزوار والسياح القادمين إلى البلاد. تتميز المدينة ببنيتها التحتية المتطورة ومعالمها السياحية المتنوعة، مما يجعلها نقطة جذب رئيسية للزائرين من مختلف أنحاء العالم.
لمحة تاريخية عن عمّان
تضرب جذور مدينة عمّان في أعماق التاريخ، حيث يعود تأسيسها إلى أكثر من تسعة آلاف عام. هذا العمق التاريخي يجعلها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. تشير الآثار المكتشفة في منطقة عين غزال إلى أن تاريخ المدينة يعود إلى العصور القديمة جداً.
شواهد تاريخية: معالم مدينة عمّان
تزخر عمّان بالمعالم الأثرية التي تشهد على تاريخها العريق. تركت الحضارات المتعاقبة بصماتها على المدينة، بدءاً من الحضارة العمّونية والرومانية والإغريقية والبيزنطية، وصولاً إلى العصور الإسلامية المختلفة. تتوزع هذه المعالم في أنحاء المدينة، ولكن يتركز معظمها في منطقة وسط البلد، حيث يقع المدرج الروماني وسبيل الحوريات وجبل القلعة الذي يطل على المنطقة المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة مواقع أثرية أخرى مثل الجسور العشرة وكهف أهل الكهف.
الحضارات التي تعاقبت على عمّان
توالت على مدينة عمّان حضارات عديدة، كل منها ترك بصمته الخاصة على المدينة. هذه الحضارات تشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ عمّان وهويتها الثقافية.
فترات ما قبل ظهور الإسلام
في العصور القديمة، سكنت مدينة عمّان شعوب مختلفة، مثل الحيثيين والهكسوس والعماليق. ثم جاء العمونيون الذين أطلقوا عليها اسم “ربة عمون”، أي عاصمة عمون. بعد فترة من الزمن، سيطر الآشوريون على المملكة العمونية، ولكن الملك الآشوري قرر لاحقاً منح العمونيين استقلالهم الذاتي.
بعد الآشوريين، استولى البابليون على المناطق التي كانت تحت سيطرة الآشوريين. ثم جاء كورش الفارسي الذي أنهى الحكم البابلي واستبدله بالحكم الفارسي. خلال العهد الفارسي، تمتعت مدينة عمّان بحكم ذاتي.
قبل الميلاد بثلاثة قرون تقريباً، قضى الإغريق على دولة الفرس، وبدأت الحضارة اليونانية في الازدهار. أصبحت ربة عمون خاضعة للإغريق البطالمة، الذين قاموا بتغيير اسمها إلى “فيلادلفيا” تخليداً للقائد فيلادلفيوس.
في الفترة التي سبقت الميلاد بحوالي ثلاثين عاماً، احتل الحاكم الروماني هيرودس المدينة، وأصبحت عمّان خاضعة للإمبراطورية الرومانية، ثم للإمبراطورية البيزنطية.
فترات ما بعد ظهور الإسلام
دخل المسلمون عمّان في عهد الخلافة الراشدة عام 635 ميلادية، وأنهوا بذلك الوجود البيزنطي في المدينة، الذي كان يتمثل في دولة الغساسنة التي سيطرت على منطقة البلقاء في الأردن.
بعد الخلافة الراشدة، أصبحت عمّان تحت حكم الأمويين، الذين أولوا المدينة اهتماماً كبيراً. ثم جاء العباسيون، واستمرت أهمية عمّان في عهدهم. بعد ذلك، حكم الفاطميون والأيوبيون والمماليك العثمانيون المدينة، وظلت تحت السيطرة العثمانية حتى اندلاع الثورة العربية الكبرى في أوائل القرن العشرين.
عمّان في العصر الراهن
في نهاية القرن التاسع عشر، وصلت قبائل الشركس إلى المدينة بعد أن كانت مهملة ومنسية في زمن الدولة العثمانية. استقر الشركس في بعض المناطق التي تعتبر اليوم مناطق تاريخية في المدينة. بعد الشركس، وصل الأكراد والأرمن والشوام والشيشان والحجازيون والمقدسيون وغيرهم، مما جعل عمّان مدينة فسيفسائية متنوعة وغنية بالثقافات المختلفة. بسبب هذه الهجرات المتتالية، اكتسبت عمّان أهمية كبيرة لدى الدولة العثمانية، خاصة وأنها كانت تقع على الطريق الواصل بين دمشق والمدينة المنورة، وهو طريق حيوي يجب تأمينه.
بعد تأسيس إمارة شرق الأردن في أوائل القرن العشرين، أصبحت مدينة عمّان العاصمة. وبعد تحول الإمارة إلى مملكة، أصبحت عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية.