تاريخ مدينة تربة وموقعها الجغرافي

فهرس المحتويات

رحلة عبر الزمن: تاريخ مدينة تربة

تُعرف مدينة تربة بتاريخها العريق الذي يمتدّ إلى عصور سحيقة قبل الميلاد. تشير المخطوطات والمراجع التاريخية القديمة إلى وجودها في منطقة الجزيرة العربية ضمن أراضي المملكة العربية السعودية، وذُكرت في بعضها في عهد العماليق كما ورد في العهد القديم. تقع على ضفاف وادي تربة، أحد أكبر أودية الجزيرة العربية.

شهدت المدينة على مرّ العصور استيطان العديد من القبائل، بدءًا من قبيلة هوزان التي تعتبر من أوائل القبائل التي سكنتها، والتي منها تتفرّع قبائل بني هلال، وبني كلاب، والضباب، وقبيلة خفاجة من بني عامر. وقد سكنتها قبيلة البقوم لفترة قبل الإسلام وبعده.

لطالما حظيت تربة بمكانة استراتيجية، حيثُ لقبت بـ “بوابة نجد ومفتاح الحجاز”. وذلك لما يتمتع به وادي تربة من امتداد واسع، يصل طوله إلى 400 كيلومتر، ممتدًا من جبال السراة في أعلاه إلى الجنوب الغربي لصحراء نجد في أسفله.

الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمدينة تربة

يتميز موقع مدينة تربة بمزايا عديدة ساهمت في ازدهارها واستمرار عمرانها حتى يومنا هذا. فموقعها القريب من منطقة الحجاز يسهل التواصل معها، كما أن قربها من صحراء نجد يوفر سهولة الرعي للمواشي. إضافة إلى ذلك، يتميز مناخها المعتدل بكونه ملائماً للسكن، كما أن وفرة المياه وخصوبة التربة ساهمت في ازدهار الزراعة وتنوع المحاصيل الزراعية. كذلك، تُعرف تربة بوفرة المراعي والمساحات الخضراء.

معالم تاريخية وأثرية تُزيّن مدينة تربة

تضم مدينة تربة العديد من المعالم التاريخية والأثرية التي تعكس تاريخها العريق، منها بقايا منازل قديمة محفورة في أعالي الجبال والتلال. كما تشتهر بوجود حصون تاريخية، أهمها حصن كراء الشهير، بالإضافة إلى العديد من النقوش والكتابات القديمة، والطرق التاريخية، والآبار والسدود القديمة التي تعكس براعة الإنسان القديم.

ومن أهم معالمها السياحية: قلعة شنقل المبنية على منحدر جبلي، وقصر منيف الذي شهد معركة تربة الشهيرة، وسوق رمادان الذي أعيد بناؤه من الطين بعد حريق هائل، بالإضافة إلى آثار جبال البغيثاء وأبو مراس التي تعود إلى قبائل البقوم.