تاريخ مدينة إربد القديم: أسماؤها، موقعها، وعصورها التاريخية

تعرف على تاريخ مدينة إربد القديم، أسمائها السابقة، موقعها الجغرافي، وأهم العصور التاريخية التي مرت بها. اكتشف المواقع الأثرية والمتاحف التي تجسد تراث هذه المدينة العريقة.

جدول المحتويات

الأسماء القديمة لمدينة إربد

عُرفت مدينة إربد بعدة أسماء عبر التاريخ، حيث أطلق عليها الإغريق اسم “أرابيلا”، كما كانت تُعرف باسم “مدينة الأُقحوانة” بسبب انتشار زهر الأقحوان فيها. ومع دخول الإسلام إلى المنطقة، تغير اسمها إلى “إربد”، وهو اسم مشتق من كلمة “الرُّبدة” التي تشير إلى لون التربة الحمراء الممزوجة بالصخور البركانية السوداء. كما يُعتقد أن الاسم الحالي هو تحريف لاسم البلدة الرومانية القديمة “بيت إربل”.

نبذة عن مدينة إربد

تقع مدينة إربد في الجزء الشمالي من المملكة الأردنية الهاشمية، وتُلقب بـ”عروس الشمال”. تعتبر إربد واحدة من أقدم المدن الآرامية، حيث شهدت تعاقب العديد من الحضارات التي تركت وراءها إرثاً تاريخياً وأثرياً غنياً. اليوم، تُعد إربد ثاني أكبر مدينة في الأردن من حيث عدد السكان، وتتميز بموقعها الزراعي الخصب ووجود العديد من المصادر المائية مثل نهر اليرموك والينابيع الطبيعية.

موقع مدينة إربد الجغرافي

تقع إربد في شمال الأردن، على التلال الشمالية لجبال جلعاد، وتبعد حوالي 85 كيلومتراً عن العاصمة عمّان. من الناحية الفلكية، تقع المدينة على خط طول 35.85 وخط عرض 32.56، وترتفع حوالي 570 متراً فوق مستوى سطح البحر. هذا الموقع الاستراتيجي جعلها مركزاً مهماً للزراعة والتجارة عبر التاريخ.

تاريخ مدينة إربد عبر العصور

مرت إربد بالعديد من العصور التاريخية التي شكلت هويتها الحضارية. بدءاً من العصر البرونزي، مروراً بالعصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية، ووصولاً إلى العصور الإسلامية والعثمانية، كانت إربد مركزاً للعديد من الأحداث التاريخية المهمة.

أبرز العصور التاريخية في إربد

العصر البرونزي

تشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود مستوطنات بشرية في إربد تعود إلى العصر البرونزي (3000-1200 قبل الميلاد). ومع ذلك، فإن الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والحرائق أثرت على تطور المنطقة في ذلك الوقت.

العصر الهلنستي

في هذا العصر، تم دمج الثقافة اليونانية مع الثقافة الشرقية في إربد. قام الإسكندر الأكبر بترميم العديد من المدن على الطراز الإغريقي، مثل مدينة طبقة فحل وتل الفخار.

العصر الروماني

سيطر الرومان على إربد بعد ضعف الدولة السلوقية، وتركوا إرثاً معمارياً كبيراً مثل المسارح والمعابد. كما قاموا بحفر قنوات مائية لحل مشكلة نقص المياه في المنطقة.

العصر البيزنطي

تميز هذا العصر بانتشار المسيحية وبناء الكنائس ذات الأرضيات الفسيفسائية. ومع دخول الإسلام، انتهى الحكم البيزنطي في المنطقة.

العصر الإسلامي

بعد معركة اليرموك، أصبحت إربد جزءاً من الدولة الإسلامية. لعبت المدينة دوراً مهماً كمركز لوجستي للجيوش الإسلامية المتجهة إلى الشام والعراق.

العصر الأموي والعباسي

ازدهرت إربد في العصر الأموي كمركز تجاري مهم، لكنها تراجعت في العصر العباسي بسبب انتقال الخلافة إلى بغداد.

العصر العثماني

شهدت إربد في العصر العثماني بناء العديد من المباني الحكومية والمساجد، مثل المسجد الغربي الذي بُني من الحجارة البازلتية السوداء.

المواقع الأثرية والتاريخية في إربد

تضم إربد العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخها العريق، منها:

  • أم قيس: مدينة تاريخية تُطل على وادي الأردن وبحيرة طبريا.
  • طبقة فحل: موقع أثري يضم كنائس ومسارح تعود إلى العصر الروماني.
  • كهف عيسى: يُعتقد أن النبي عيسى مكث فيه لفترة.
  • المزار الشمالي: موقع ديني يُعتقد أنه مزار للنبي داوود.

متاحف مدينة إربد

تضم إربد مجموعة من المتاحف التي تعرض تاريخها الغني، منها:

  • دار السرايا: متحف يضم قطعاً أثرية تعود إلى العصر العثماني.
  • بيت عرار: بيت شعري يضم مخطوطات وصوراً للشاعر عرار.
  • متحف التاريخ الطبيعي: يعرض حيوانات وطيوراً محنطة من المنطقة.
  • متحف التراث الأردني: يكشف عن مراحل التطور التاريخي للأردن.

إربد مدينة غنية بالتاريخ والتراث، حيث تجمع بين الماضي العريق والحاضر المزدهر. إنها وجهة لا تُفوت لكل من يرغب في استكشاف تاريخ الأردن وحضارته.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

مايكل فاراداي: مخترع المولد الكهربائي

المقال التالي

تاريخ مدينة الرياض: من الماضي إلى الحاضر

مقالات مشابهة