تاريخ بناء أول مئذنة إسلامية

نظرة على أول مئذنة، أول مؤذن، وأبرز مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
محتويات
بناء أول مئذنة
أول مؤذن في الإسلام
مؤذنو رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه-
أبو محذورة -رضي الله عنه-
سعد بن قرظ -رضي الله عنه-

بناء أول مئذنة: اختلاف الروايات

في بداية الإسلام، كان الإِذَان يُقام بصوت المؤذن من مكان مرتفع. لكنّ بناء المآذن كبنيةٍ معماريّةٍ ثابتةٍ حدث في العصر الأموي، حسبما ذُكر من قبل الباحثين. أما مكان أول مئذنة، فثمة روايتان رئيسيتان:

يذكر البلاذري في كتابه “فتوح البلدان” أن أول مئذنة أقيمت في البصرة، لجامع البصرة، على يد زياد بن أبيه، والي معاوية، في العام 45 للهجرة.

بينما يُشير المقريزي في كتابه “النجوم الزاهرة” إلى أن أول مئذنة بُنيت في جامع عمرو بن العاص في مصر، خلال العصر الأموي، تحديداً في العام 53 للهجرة، بيد مسلمة بن مخلد، عامل معاوية وابنه وحفيده على مصر.

من أول من رفع صوت الأذان؟

كان الصحابي الجليل بلال بن رباح -رضي الله عنه- أول من رفع الأذان في الإسلام. وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله عند دخوله المدينة، و تجمع المسلمين للصلاة: (أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بالصَّلَاةِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: يا بلالُ قُمْ فَنَادِ بالصَّلَاةِ).[٣]

مؤذنو النبي صلى الله عليه وسلم

لم يكن بلال بن رباح -رضي الله عنه- المؤذن الوحيد للنبي صلى الله عليه وسلم. بل كان هناك العديد من الصحابة الكرام الذين شرفوا بأداء هذه المهمة العظيمة.

عبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه-

عبد الله بن أم مكتوم، كان أعمى، وقد كان يؤذن مع بلال بن رباح -رضي الله عنه-. روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قائلاً: (كانَ لِرَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مُؤَذِّنَانِ بلالٌ، وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأعْمَى).[٦] وكان يؤذن أذان الفجر الثاني، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بشأن الإمساك عن الطعام والشراب في رمضان: (إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى تَسْمَعُوا أذانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ).[٧]

أبو محذورة -رضي الله عنه-

اختُلِف في اسمه، فمنهم من ذَكَرَ أنه سمرة بن معير، وآخرون قالوا معير بن محيريز، وثالثون أشاروا إلى أنه أوس بن معير. وقد كلّفه النبي صلى الله عليه وسلم بالإذان في غزوة حنين، ثمّ صار يؤذن في مكة بعد بلال -رضي الله عنه-. يُروى عنه قوله: “لَوْلا الآذانُ لَهاجَرْتُ”.[٩]

سعد بن قرظ -رضي الله عنه-

سعد بن عائذ، المعروف بسعد القرظ، كان يبيع القرظ (نوع من ورق الشجر يُستخدم في دبغ الجلود). عيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم مؤذناً في مسجد قباء، ثمّ استخلفه بلال -رضي الله عنه- في الأذان بالمدينة في عهد أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وبقي يؤذن حتى وفاته.[١٠]

المراجع:

  1. عبد العزيز الطريفي،التفسير والبيان لأحكام القرآن، صفحة 119. بتصرّف.
  2. عبد اللطيف سلطاني،في سبيل العقيدة الإسلامية، صفحة 140. بتصرّف.
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:604، صحيح.
  4. موسى بن راشد العازمي،اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 212-213. بتصرّف.
  5. السمعاني،الأنساب، صفحة 315. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:380، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1092، صحيح .
  8. التقي الفاسي،العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، صفحة 319. بتصرّف.
  9. البلاذري،أنساب الأشراف، صفحة 267. بتصرّف.
  10. ابن الأثير،أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 440. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تاريخ المآذن: من أول مؤذن إلى أروع نماذجها

المقال التالي

بزوغ فجر الدولة الإسلامية: المدينة المنورة مهد التوحيد

مقالات مشابهة

أحكام لمس الكلاب وتأثيرها على الصلاة

استكشاف الأحكام الشرعية المتعلقة بلمس الكلاب وتأثير ذلك على صحة الصلاة. يشمل ذلك حكم لمس شعر الكلب، لعابه، بوله، وروثه، بالإضافة إلى كيفية التطهير من نجاسة الكلب وفقًا للمذاهب الفقهية المختلفة.
إقرأ المزيد