تاريخ المغرب قبل الفتح الإسلامي

فصول المقال

البدايات: المغرب قبل الإسلام

سكن الإنسان المغرب منذ العصر الحجري القديم، أي قبل 500,000 إلى 700,000 سنة. شهدت بداية العصر الحجري الحديث تطوّرًا في الزراعة وتربية المواشي، كما تشكلت في تلك الفترة جماعة الأمازيغ، القبائل الأصلية في شمال أفريقيا. وتُعدّ الاكتشافات الأثرية التالية دليلًا على وجود الإنسان في تلك الحقبة: اكتشاف سكين عظمي طوله 13 سم في كهف دار السلطان (يعود تاريخه إلى 90,000 عام)، أصداف مزخرفة مثقبة في شرق المغرب (82,000 عام)، وهيكل عظمي لطفل عمره 7-8 سنوات في تمارة (108,000 عام).

ملامح الحضارات القديمة التي سكنت المغرب

قبل الفتح الإسلامي، مرّ المغرب بمراحل تاريخية غنية، حيث تأثرت بمختلف الحضارات.

الحضارة الإيبيروموريسية: جذور قديمة

نشأت الحضارة الإيبيروموريسية في إيطاليا، ثم انتشرت إلى تونس منذ حوالي 24,000 عام، متجهة غربًا نحو المغرب وشرقًا نحو السودان، مستبدلةً السكان الأصليين الذين كانوا موجودين منذ حوالي 50,000 عام.

العصر الحجري والعصر البرونزي: تحولات ثقافية

شهد العصر الحجري والعصر البرونزي هجرات متتالية من أوروبا، حيث وصل المزارعون الأوائل من الشرق الأدنى، تليهم رعاة العصر البرونزي من سهول بونتيك، مما أحدث تحولات ثقافية عميقة في المغرب.

العصر الكلاسيكي: تأثيرات يونانية

ظهر العصر الكلاسيكي في المغرب خلال القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، تزامنًا مع انتشار الأدب والفنون المعمارية والنحت اليونانية.

الأمازيغ: حضارة عريقة

يُعتبر الأمازيغ من أقدم سكان المغرب، حيث استوطنوا المنطقة منذ حوالي خمسة آلاف عام، امتدادًا من الحدود المصرية الليبية إلى المحيط الأطلسي، ومن سواحل البحر الأبيض المتوسط إلى النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وتتركز تجمعاتهم في شمال المغرب، منطقة الريف، جبال الأطلس، بالإضافة إلى مناطق في الجزائر وتونس ودول أفريقية أخرى.

الفينيقيون: رواد التجارة

كان الفينيقيون أول من أسس مراكز تجارية في المغرب، بدايةً من تيكسوس على الساحل المغربي قبل حوالي 1000 عام قبل الميلاد. لاحقًا، أسس الفينيقيون وأحفادهم القرطاجيون مستوطنات في طنجة والصويرة، كما بنوا مدينة قرطاج، التي دمرها الرومان في عام 146 قبل الميلاد.

الرومان: البصمة الإمبراطورية

بدأ الاستيطان الروماني في المغرب منذ عام 164 قبل الميلاد، مما أدى إلى ازدهار العمران وزيادة عدد السكان. شملت إنجازات الرومان تأسيس مدن جديدة، بناء مرافق عامة دينية وترفيهية وثقافية، وإنشاء موانئ على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

الفتح الإسلامي: مرحلة جديدة

فكر عمرو بن العاص في فتح المغرب عام 22هـ، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يوافق. ثمّ تلتها عدة حملات عسكرية، منها حملات عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ومعاوية بن حديج، وعقبة بن نافع الفهري، التي وسعت رقعة الفتح الإسلامي في المغرب، لكنه مرّ بمرحلة صعبة استغرقت نصف قرن، متأثرة بأحداث الشام.