المحتويات
جمهورية الجزائر الشعبية: بلدٌ ذو تاريخ غني
تُعدّ جمهورية الجزائر الشعبية أكبر دولة إفريقيّة وعربية من حيث المساحة، وتقع في شمال غرب قارة إفريقيا. تحدّها شمالاً البحر المتوسط، ومن الشرق كلٌّ من ليبيا وتونس، ومن جهة الجنوب النيجر ومالي، أمّا غرباً فتحدّها المملكة المغربية وموريتانيا والجمهورية الصحرواية.
تتركّز أغلب سكان الجزائر في المناطق الشمالية القريبة من الساحل، حيث تتوفر الأراضي الصالحة للزراعة والمناخ المعتدل نسبيًا.
تمتّعت الجزائر بتاريخ طويل وحافل بالأحداث، مما أدّى إلى تشكيلها كدولة ذات هوية فريدة.
فصول من تاريخ الجزائر القديم
تُشير الأدلة الأثرية إلى وجود نشاط بشري في أراضي الجزائر منذ العصور الحجرية، حيث استوطنها الإنسان القديم. لكنّ التاريخ المسجّل يبدأ من فترة النفوذ الفينيقي في القرن التاسع قبل الميلاد. سيطر الفينيقيون على تجارة سواحل البحر المتوسط، وأسّسوا مدناً ساحلية جزائرية مهمّة مثل وهران، وشرشال، وعنابة، وجيجل.
كانت العلاقات بين أهل الجزائر والفينيقيين سلميّة في البداية، رغم كراهية بعض البربر للفينيقيين بسبب استغلالهم لثرواتهم.
في القرن الثالث قبل الميلاد، دخل الرومان شمال إفريقيا من ناحية المغرب، وبدأوا الاحتكاك بالفينيقيين. أدّى الصراع الناشب بينهم إلى تحرير الأمازيغ من النفوذ الفينيقي وتأسيس دولة مستقلة هي مملكة نوميديا في القرن الثاني قبل الميلاد.
دخل الملك مسينيسا في صراع ضدّ الفينيقيين لتحرير بلاده من سطوتهم بمساندة روما، لكنّ الرومان انقلبوا عليه فيما بعد، واستطاعوا احتلال بلاد المغرب واستيطانها في القرن الأول قبل الميلاد.
مع تدهور وضع الحكم الروماني، استطاع الوندال الاستيلاء على الجزائر وبقية الشمال الإفريقي في القرن الخامس الميلادي، تلاهم البيزنطيون في القرن السادس الميلادي. عانى الجزائريون بشدّة من وطأة الحُكمين الوندالي والبيزنطي، حتى الفتح الإسلامي على يد أبو المهاجر دينار في القرن السابع الميلادي.
التاريخ الحديث: تحديات ومقاومة
في مطلع القرن السادس عشر، احتلّ الإسبان مدينة وهران. استنجد الجزائريون بقراصنة عثمانيين هم بارباروس عروج وخير الدين عروج، الذين استطاعوا ضمّ الجزائر إلى السيادة العثمانية في القرن السادس عشر، وجعلا من سواحلها قاعدة لعمليات القرصنة ضدّ السفن المسيحية في البحر المتوسط. ظلت الجزائر تحت السيادة الإسمية العثمانية حتى عام 1830، عندما بدأت فرنسا في احتلال الجزائر.
بدأت المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي منذ وطأت أقدام الفرنسيين أراضي الجزائر، لكنّها لم تستطع منع الاحتلال نظراً للفجوة الشاسعة في القوة العسكرية بين الطرفين. استمرّت المقاومة الشعبية طيلة القرن التاسع عشر، وحتّى الاستقلال بعد استفتاء شعبي في عام 1962م. تمّ اعتبار الخامس من يوليو عيداً للاستقلال في الجزائر.
بعد الاستقلال، انتخب أحمد فرحات أوّل رئيس للجزائر، ومن بعده أحمد بن بلة، الذي أطاح به انقلاب عسكريّ بقيادة الرئيس هواري بومدين في عام 1965م، بعد صراعات على النهج السياسي العام للبلاد. أوكلت وزارةُ الخارجية للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.