فهرس المحتويات
- نشوء الأحزاب السياسية في الأردن
- سنوات التأسيس الأولى (1919-1921)
- ظهور الأحزاب في إمارة شرق الأردن (1927-1929)
- التوجه نحو الاستقلال (1930-1940)
- بعد الاستقلال (1943-1956)
- توقف النشاط الحزبي (1957-1989)
- عودة الحياة الحزبية (1992)
- النشاط الحزبي في عهد الملك عبدالله الثاني
- تصنيف الأحزاب السياسية الأردنية
- خاتمة
نشوء الأحزاب السياسية في الأردن
كانت بداية ظهور الأحزاب السياسية في الأردن متزامنة مع نشوء الدولة وتشكيل كيانها السياسي. وقد نشأت بعض الأحزاب في وقت سابق على نشوء الدولة الأردنية، مثل حزب الاستقلال العربي الذي تأسس عام 1919 في سوريا. ارتبطت مسيرة الأحزاب الأردنية بالتطورات والأحداث التي مر بها الأردن بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام.
سنوات التأسيس الأولى (1919-1921)
رغم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي واجهتها المنطقة العربية في أواخر القرن التاسع عشر، شهد الأردن حراكًا سياسيًا مبكرًا. خلال هذه الفترة، عانت المنطقة من الإهمال وسوء الإدارة تحت الحكم العثماني. بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، أصبحت الأردن جزءًا من الدولة السورية التي شكّلها الأمير فيصل بن الحسين.
مع انهيار هذا الحكم واحتلال فرنسا لسوريا عام 1920، خضعت الأردن للنفوذ البريطاني بموجب قرار سان ريمو، مما أدى إلى حالة فراغ سياسي. تم تشكيل حكومة من قبل الأمير فيصل عام 1921.
نظرًا لحاجة الأمير إلى قيادات سياسية لبناء الدولة الناشئة، طلب من رشيد طليع، أحد قيادات حزب الاستقلال السوري الذي تأسس في دمشق عام 1919، القدوم إلى الأردن لتأسيس حزب مستقل. حضر طليع إلى الأردن عام 1921 واجتمع بالاستقلالين الموجودين في العاصمة الأردنية عمان وأبلغهم برغبة الأمير بتشكيل حزب سياسي. نتيجة لذلك، تم تأسيس حزب الاستقلال العربي في الأردن.
ظهور الأحزاب في إمارة شرق الأردن (1927-1929)
مع بداية تأسيس إمارة شرق الأردن في العشرينيات من القرن العشرين، شهد البلد نوعًا من التنمية السياسية على جميع الصعد، بما في ذلك السياسية والاجتماعية والاقتصادية. نتيجة لذلك، تم تأسيس العديد من الأحزاب السياسية ومنحها الترخيص القانوني لممارسة العمل السياسي منذ تأسيس الإمارة عام 1928. تم ذلك بموجب أحكام قانون الجمعيات العثمانية الصادر في آب عام 1909. بعد إصدار القانون الأساسي (الدستور) عام 1928، أصبح ترخيص الأحزاب السياسية للعمل في الشأن السياسي كجمعيات وليس كأحزاب.
كان أول رئيس وزراء لإمارة شرق الأردن من حزب الاستقلال العربي رشيد طليع. ظهرت العديد من الأحزاب السياسية في هذه الفترة، بما في ذلك:
* حزب العهد الأردني
* حزب اللجة التنفيذية
* جمعية الشرق العربي
* حزب الشعب الأردني
* عصبة الشباب المثقف
* حزب التضامن العربي
* حزب اللجنة التنفيذية
* الحزب الوطني الأردني
* حزب الإخاء الأردني
* جماعة الشباب الأحرار الأردنيين
التوجه نحو الاستقلال (1930-1940)
ركزت الأحزاب السياسية في هذه الفترة على مقاومة الانتداب البريطاني والسعي لنيل الاستقلال الكامل للبلاد. طالبت هذه الأحزاب بالحريات الشخصية، وإطلاق حرية الرأي والتعبير، والمشاركة السياسية، وإصلاح الجهاز الحكومي والإداري، وبناء المؤسسات التشريعية. كانت الأحزاب السياسية في هذه المرحلة عبارة عن تجمعات لبعض رؤساء العشائر والوجهاء، وكانت تنظيمات قصيرة العمر تسودها ظاهرة تنقل الأعضاء من حزب لآخر.
بعد الاستقلال (1943-1956)
شهدت هذه الفترة من التاريخ تباينًا في مكان عمل الأحزاب السياسية، حيث شهدت بعض الفترات نشاطًا كبيرًا، بينما عانت فترات أخرى من التوقف والمراجعة. مرّت هذه المرحلة بالعديد من الأحداث السياسية على المستوى الإقليمي والمحلي، بما في ذلك استقلال الأردن واحتلال فلسطين عام 1948. أثرت هذه الأحداث على التركيبة السكانية في الأردن من جهة، وغيّرت من الحياة السياسية فيه من جهة أخرى، مما أدى إلى نشوء العديد من الأحزاب التي ركزت بشكل أساسي على القضية الفلسطينية.
صدر دستور عام 1952 وقانون الأحزاب السياسية، مما أدى إلى تقسيم البلاد بين العديد من التيارات السياسية السائدة في ذلك الوقت، مثل التيارات القومية كالبعثية والناصرية، والتيارات الإسلامية والشيوعية. شهد الأردن نشوء العديد من الأحزاب التي ارتبطت بتلك التيارات السياسية، بما في ذلك:
* **الأحزاب الدينية**: تمثلت في جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1945.
* **الأحزاب القومية**: تمثلت في العديد من الأحزاب، منها: حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب القوميين العرب.
* **الأحزاب اليسارية**: تمثلت في الأحزاب الشيوعية، مثل: الحزب الشيوعي الأردني وحزب الجبهة الوطنية.
* **الأحزاب الوسطية**: تمثلت في الأحزاب المعتدلة، منها: حزب الأمة والحزب العربي الدستوري.
توقف النشاط الحزبي (1957-1989)
بعد إجراء انتخابات نيابية عام 1956 على أساس حزبي، تم تشكيل حكومة ائتلافية من أحزاب المعارضة عملت على إطلاق الحريات العامة للأحزاب السياسية. أدى ذلك إلى زيادة فاعليتها، وبدأت تمارس تلك السلطة في المعارضة لسلطة الملك. شعر الملك أنّ هذه الأحزاب أصبحت تعمل على دفع الأردن إلى غير طريق الاعتدال، وأنّ هذه الاستقلالية تُهدّد أمن ونظام البلد. لهذا السبب، طالب الملك بتاريخ 10 نيسان لعام 1957م باستقالة الحكومة.
تمت استقالة الحكومة على إثر تلك المطالبة الملكية، وتبعها صدور قرار بحل جميع الأحزاب السياسية العاملة في البلاد. تم اعتبار كل حزب يعمل في تلك الفترة خارجًا عن شرعية النظام السياسي في الأردن. بعد قرار الحظر، مرّت الأحزاب السياسية بالعديد من المنعطفات؛ إذ قامت الأحزاب غير اليسارية بحل نفسها، بينما واصلت الأحزاب اليسارية العمل سريًا، مما عرضها لخطر المتابعة من قبل السلطة المختصة. انضم أعضاء الأحزاب المختلفة للعمل تحت مظلة النقابات المهنية.
عودة الحياة الحزبية (1992)
تم إقرار قانون الأحزاب السياسية رقم 32 لسنة 1992 الخاص بتنظيم العمل السياسي في المملكة الأردنية. كانت هذه خطوة كبيرة على هذا الطريق بعد فترة الحظر الطويلة التي شهدها العمل الحزبي في المملكة الأردنية. اشتراط هذا القانون ما يلي:
* يحترم أعضاء الحزب قواعد الدستور والقانون ولا يسعون إلى خرقها في أي حال من الأحوال.
* يحترم أعضاء الأحزاب التعددية الحزبية في الفكر والتنظيم والرأي.
* تلتزم الأحزاب بالمحافظة على أمن الوطن وسلامة أراضيه وصون الوحدة الوطنية.
* يلتزم أعضاء الحزب بنبذ العنف وعدم التفرقة بين المواطنين.
* تلتزم الأحزاب بعد الارتباط المالي أو التنظيمي بأي جهة غير أردنية أو العمل بموجب توجيهات جهات خارجية.
النشاط الحزبي في عهد الملك عبدالله الثاني
أصبحت الأحزاب السياسية جزءًا أساسيًا من حياة المجتمع الأردني، كونها الوسيلة الأفضل لتنظيم الحياة السياسية وتنظيم جماهير الشعب سياسيًا. تُتيح مشاركة الأحزاب المختلفة في المجلس التشريعي ممارسة دورها الرقابي على تصرفات السلطة التنفيذية. هذا يجعل من الأحزاب أداة ضبط ورقابة على أداء الحكومة وتصرفات أجهزتها. لضبط تنظيم هذه الأمور وغيرها، كان لا بد من صدور قانون خاص بالأحزاب السياسية لتنظيم عملها، وبالفعل صدر قانون الأحزاب السياسية لعام 1992.
جاءت توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بضرورة إجراء بعض الإصلاحات الدستورية. تزامنت تلك الإصلاحات مع صدور قرار مجلس الوزراء في 14 مارس لعام 2011 بالموافقة على تشكيل لجنة للحوار الوطني تتألف من 52 شخصية سياسية بارزة وبرئاسة رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري. هدفت تلك اللجنة إلى العمل على إيجاد حياة حزبية وديمقراطية متطورة وتشكيل حكومات برلمانية عمادها الأحزاب السياسية المختلفة التوجهات، لما تشكله تلك الأحزاب من أهمية في تطوير الحياة السياسية في الأردن.
تُعدّ هذه الأحزاب جزءًا أساسيًا من الحياة السياسية في الأردن:
* **الحزب الوطني الدستوري**: يتكون من تسعة أحزاب سياسية متنوعة.
* **حزب جبهة العمل الإسلامي**.
* **أحزاب اليسار**: يشمل الشيوعيين والاشتراكيين والقوميين العرب.
* **بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى**.
تصنيف الأحزاب السياسية الأردنية
يوجد في المملكة الأردنية الهاشمية خمسة وثلاثون حزبًا سياسيًا، تتنوع هذه الأحزاب في خمسة تيارات أساسية:
**1. تيار الأحزاب الإسلامية**: يضم ثلاثة أحزاب سياسية تأخذ من الدين الإسلامي أساسًا لممارسة العمل السياسي. تلك الأحزاب هي:
* حزب جبهة العمل الإسلامي
* حزب الحركة العربية الإسلامية الديمقراطية
* حزب الوسط الإسلامي
**2. تيار الأحزاب اليسارية**: تدعو هذه الأحزاب غالبًا إلى سيادة الحرية وإقامة نظام ديمقراطي. تتكون من ستة أحزاب:
* الحزب الشيوعي الأردني
* حزب الشغيلة الشيوعي الأردني
* حزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد)
* حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
* حزب اليسار الديمقراطي الأردني
* الحزب التقدمي
**3. تيار الأحزاب القومية**: تُركز هذه الأحزاب بشكل أساسي على إقامة نظام ديمقراطي برلماني وإجراء انتخابات حرة. تتكون من سبعة أحزاب:
* حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني
* حزب البعث العربي التقدمي
* حزب الأرض العربية
* حزب الأنصار العربي الأردني
* حزب الجبهة الأردنية العربية الدستورية
* حزب الحركة القومية الديمقراطية الشعبية
* حزب العمل القومي (حق)
**4. تيار الأحزاب الوسطية**: تؤيّد هذه الأحزاب النظام الملكي الدستوري النيابي القائم على الفصل بين السلطات. تتكون من ستة عشر حزبًا:
* حزب الوطن الدستوري
* حزب النهضة الدستوري
* حزب المستقبل
* حزب العمل الأردني
* حزب الأحرار
* حزب الأمة الأردني
* حزب السلام
* حزب الرفاه الأردني
* حزب العدالة والتنمية
* حزب الفجر الجديد العربي الأردني
* حزب حركة لجان الشعب الأردني
* حزب الرسالة
* حزب العهد
* حزب الحرية والمساواة
* حزب الأجيال الأردني
* الحزب العربي الأردني
**5. تيار أحزاب المصالح**: تتكوّن من حزبين فقط:
* حزب حركة حقوق المواطن
* حزب الخضر الأردني
خاتمة
بدأت الحياة الحزبية في الأردن في وقت مبكر، عام 1919. منذ تأسيس إمارة شرق الأردن، توقف نشاطها بين عامي 1957 و 1989. في عام 1992، تم إقرار قانون الأحزاب السياسية رقم 32، وهو ما اعتبر خطوة كبيرة في الحياة الحزبية الأردنية. ثم في عهد الملك عبدالله الثاني، ازداد النشاط الحزبي في الأردن حتى بلغ عدد الأحزاب في الوقت الحالي 35 حزبًا.