فهرس المحتويات
مقدمة عن شخصيته
تاج الدين السبكي، وهو عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، ينتسب إلى سُبك، وهي قرية تابعة لمحافظة المنوفية في جمهورية مصر العربية. يُعرف بأنه فقيه شافعي متميز، وعالم أصولي بارع، ومؤرخ مُتبحّر. يُضاف إلى ذلك أنه كان الشقيق الأصغر لبهاء الدين السبكي، وقد حظي بلقب قاضي القضاة تاج الدين، ممّا يدل على مكانته الرفيعة في عصره.
مولده ونشأته
وُلد تاج الدين السبكي في القاهرة. تلقى تعليمه الأولي على يد علماءها المرموقين، ثم انتقل برفقة والده، الذي كان عالمًا جليلاً، إلى دمشق الشام. هناك، نهل من علم كبار علماء دمشق واستفاد من خبراتهم.
تحصيله العلمي وأساتذته
من بين أبرز الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم الإمام السبكي، والده علي بن عبد الكافي، والحافظ المزي، والذهبي. وقد أجازه شمس الدين بن النقيب بالإفتاء وهو في سن الثامنة عشرة، ممّا يبرز نبوغه المبكر وتفوقه العلمي. وأصبح مرجعا للفتوى وهو شاب يافع.
توليه منصب القضاء
ارتقى تاج الدين السبكي حتى وصل إلى أعلى المناصب القضائية في الشام، وأصبح مرجعًا للقضاة والمفتين في المنطقة. تبوأ مكانة مرموقة بفضل علمه الغزير وقدرته الفائقة على استنباط الأحكام الشرعية.
مؤلفاته وإسهاماته العلمية
ترك السبكي رصيدًا ضخمًا من المؤلفات في مختلف العلوم الشرعية والقضائية، من بينها:
- شرح مختصر ابن الحاجب.
- شرح منهاج البيضاوي في أصول الفقه المسمى الإبهاج شرح المنهاج.
- القواعد المشتملة على الأشباه والنظائر.
- طبقات الشافعية الكبرى والوسطى والصغرى.
- الترشيح في اختيارات والده.
- جمع الجوامع في أصول الفقه؛ وشرحه المسمى منع الموانع.
تُعد هذه المؤلفات مرجعًا هامًا للباحثين والدارسين في الفقه والأصول والتاريخ، وتُظهر مدى إسهام السبكي في إثراء المكتبة الإسلامية.
وقد ذكر المؤرخون أنه ولد في ثالث صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وقد تفقه منذ صغره على يد والده، واشتهر باجتهاده الكبير في طلب العلم، حيث كان يقضي معظم ليله ونهاره في الدراسة والبحث. وبعد أن أصبح عالمًا متمكنًا، قدم إلى القاهرة وتفقه على يد الفقيه نجم الدين ابن الرفعة، الذي كان يُعد شافعي زمانه. كما درس علم الأصول وسائر المعقولات على يد الإمام النظار علاء الدين الباجي، والمنطق والخلاف على يد سيف الدين البغدادي، والتفسير على يد الشيخ علم الدين العراقي، والقراءات على يد الشيخ تقي الدين ابن الصائغ، والفرائض على يد الشيخ عبد الله الغماري المالكي، وأخذ الحديث عن الحافظ شرف الدين الدمياطي ولازمه كثيرا، ثم لازم بعده وهو كبير إمام الفن الحافظ سعد الدين الحارثي، وأخذ النحو عن الشيخ ابن حيان، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله، وسمع بالإسكندرية من أبي الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواب وعبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة ويحيى بن محمد بن عبد السلام، وبالقاهرة من علي بن نصر بن الصواف وعلي بن عيسى بن القيم وعلي بن محمد بن هارون الثعلبي والحافظ أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي…وأجاز له من بغداد الرشيد بن أبي القاسم وإسماعيل بن الطبالوغيرهما، وجمع معجمه الجم الغفير والعدد الكثير، وكتب بخطه وقرأ الكثير بنفسه وحصل الأجزاء الأصول والفروع، وسمع الكتب والمسانيد وخرج وانتقى على كثير من شيوخه، وحدث بالقاهرة ودمشق سمع منه الحفاظ أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي وأبو محمد البرزاليوغيرهم.
وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص فقال: القاضي الإمام العلامة الفقيه المحدث الحافظ فخر العلماء تقي الدين أبو الحسن السبكي ثم المصري الشافعي. اهـ
وفاته
توفي تاج الدين السبكي في دمشق، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من العلم والمعرفة، وذكرى طيبة في قلوب معاصريه وتلاميذه.
معتقداته
كان السبكي رحمه الله أشعريا في اعتقاده. ويمكنك أن تراجع المزيد عن ترجمته في كتاب: طبقات الشافعية الكبرى. كما يمكنك أن تراجع عن العقيدة الأشعرية فتاوى سابقة تحت الأرقام التالية : 27552 ،5719 ، 4118 ، 10400 .