مقدمة
الأحلام هي نافذة إلى اللاوعي، وغالباً ما تحمل رموزاً ورسائل تحتاج إلى تفسير. رؤية الزلازل في المنام قد تثير القلق والخوف، ولكنها قد تحمل أيضاً دلالات إيجابية أو تحذيرات يجب الانتباه إليها. هذا المقال يستعرض تفسيرات مختلفة لرؤية الزلازل في المنام، بناءً على آراء كبار مفسري الأحلام.
تفسير ابن سيرين لرؤيا الزلزال
يرى ابن سيرين أن الزلازل والخسف في المنام قد تدل على أحداث جسيمة. إذا رأى شخص أرضاً تزلزلت وخسف جزء منها بينما نجا الجزء الآخر، فقد يشير ذلك إلى أن السلطان سينزل بتلك الأرض ويعذب بعض أهلها. وقد يكون الزلزال دلالة على مرض شديد يصيب أهل المنطقة.
وإذا رأى الشخص جبلاً يرتجف أو يزول ثم يستقر، فقد يشير ذلك إلى أن حاكم تلك المنطقة أو أحد كبار الشخصيات سيواجه صعوبات كبيرة، ولكنه سيتجاوزها. الزلزلة قد تدل على ظلم الحاكم لرعيته، أو وقوع فتنة أو انتشار الأمراض.
ومن يسمع صوت الرعد أو العواصف المصاحبة للزلزال، فقد يدل ذلك على وقوع فتنة وعداوة وخسائر في تلك المنطقة. ويرى ابن سيرين أن الخسوف والزلزال علامة غير محمودة وتنذر بالهلاك للناس وأموالهم. وإذا رأى الإنسان أن الأرض تتحرك، فقد يشير ذلك إلى تغيرات في حياته ومعيشته.
قال بعضهم “الخسوف والزلزال دليل ردئ لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم وإذا رأى الإنسان كأنّ الأرض متحركة فإنّها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه.”[1]
دلالات الزلزال عند ابن غنام
يرى ابن غنام أن الزلزلة في المنام قد تعبر عن الخوف من السلطان. ويرى أن الزلزلة في مكان معين قد تدل على تغيير وتحول، مستنداً إلى قوله تعالى: ﴿وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾.[2] كما يرى أن الزلزلة قد تدل على الخصب والنماء، مستنداً إلى قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾.[3] ويرى أن أثقال الأرض هي خيراتها.
وقال تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾.[3]
رؤية الزلزال من منظور النابلسي
يتفق النابلسي مع ابن غنام في أن الزلزلة في المنام قد تعبر عن الخوف من السلطان. ويرى أن الزلزلة في مكان معين قد تدل على انتقال وتحول. كما يرى أن الزلزلة قد تكون حدثاً من قبل الملك الأعظم، فإن كانت عامة فالحدث عام، وإلا فهو خاص بالمنطقة التي وقعت فيها الزلزلة.
وإذا رأى الشخص جبلاً يتزلزل أو يرتجف ثم يستقر، فقد يشير ذلك إلى أن حاكم تلك المنطقة سيواجه صعوبات كبيرة. وإذا رأى أرضاً تزلزلت وخسفت ببعض أهلها ونجا الآخرون، فقد يدل ذلك على أن السلطان سينزل بتلك الأرض ويعذب أهلها، أو أن مرضاً شديداً سينتشر.
ويرى النابلسي أن الزلزلة إذا نزلت بأرض، فقد يدل ذلك على ظلم الحاكم لرعيته. وإذا رأى الشخص أن الأرض تزلزلت والسماء اضطربت، فقد يدل ذلك على أن أهل تلك البلدة سيعاقبون بالسلطان وسيصابون في أنفسهم وأموالهم بالأمراض.
أما إذا رأى الإنسان الأرض تتحرك في المنام، فقد يشير ذلك إلى حركة في أموره الشخصية ومعيشته. ومن رأى أن الأرض زلزلت، فقد يدل ذلك على بلاء ينزل بتلك الأرض من السلطان أو بسبب الجراد أو البرد أو القحط أو الخوف الشديد.
ويرى النابلسي أن الزلزلة في المنام قد تدل على الفزع والأراجيف والأخبار المزعجة وظهور الأسرار. وإذا رأتها امرأة حامل، فقد تضع حملها. وقد تدل الزلزلة على اضطراب الناس بسبب الأمراض مع السلامة من الموت. وإذا انهدمت الجدران، فقد يدل ذلك على الموت. واهتزاز الأرض المجدبة دليل على نموها بالزرع. وقد تدل على السفر في البحر والميل فيه، أو على الرقص والطرب، أو على تعطيل السفر في البحر. وقد تدل الزلزلة على النكد من الأزواج. وإذا هدمت الدور، فقد يدل ذلك على أرباح صناع العمارة. وإذا كانت الزلزلة في بستان، فقد تدل على كثرة النبات وكثرة ثمار الصيف وعلى فتن أهل القرى.
تفسيرات أخرى حول رؤية الزلزال
تختلف التفسيرات الأخرى لرؤية الزلازل في المنام حسب الشهر الذي يرى فيه الشخص الحلم. فإذا رأى الشخص الزلزال في شهر أيار، فقد يدل ذلك على قتال وفتن بين الناس. وإذا رأى ذلك في شهر حزيران، فقد يدل ذلك على هلاك الأشرار وتجديد المناصب للعلماء. وإذا رأى ذلك في شهر تموز، فقد يدل ذلك على موت رجل عظيم الشأن. وإذا رأى ذلك في شهر آب، فقد يدل ذلك على قدوم عدو إلى تلك الأرض. وإذا رأى ذلك في شهر أيلول، فقد يدل ذلك على قدوم رجل غريب إلى تلك الأرض وأوجاع يعقبها فناء. وإذا رأى ذلك في شهر تشرين الأول، فقد يدل ذلك على المرض وسلامة الحوامل ورخص الأسعار. وإذا رأى ذلك في شهر تشرين الثاني، فقد يدل ذلك على سقوط الحوامل. وإذا رأى ذلك في شهر كانون الأول، فقد يدل ذلك على حدوث مرض شديد وموت مع الأمن من العدو. وإذا رأى ذلك في شهر كانون الثاني، فقد يدل ذلك على موت الشباب. وإذا رأى ذلك في شهر شباط، فقد يدل ذلك على الجوع وسقوط الحوامل. وإذا رأى ذلك في شهر آذار، فقد يدل ذلك على الرخاء.
