تأويلات متنوعة لرؤية الرحلة في الأحلام

تفسير ابن سيرين لرؤيا الارتحال في المنام

يشير الارتحال في الأحلام، وفقًا لابن سيرين، إلى التحول والتغير في حياة الشخص، سواء كان ذلك انتقالًا جغرافيًا أو تحولًا في الظروف والأحوال. كما يرمز إلى استكشاف آفاق جديدة. فمن رأى نفسه في المنام وكأنه يقوم برحلة، فقد يدل ذلك على أنه سيقوم باستكشاف أماكن جديدة. ويرى البعض أن الطيران في المنام هو أيضًا دلالة على السفر. فإذا طار الشخص من سطح إلى سطح آخر، فقد يشير ذلك إلى تغيير في العلاقات الشخصية. أما إذا حلق من مكان منخفض إلى مكان مرتفع بدون جناح، فإنه سينال ما يتمناه ويرتفع شأنه بقدر ارتفاعه. ولكن إذا رأى الشخص نفسه يطير حتى يختفي في السماء ولا يعود، فذلك قد يعني دنو أجله. وإذا طار من بيته إلى بيت مجهول، فقد ينتقل من بيته إلى قبره.

رأي النابلسي في رؤية السفر خلال النوم

يرى النابلسي أن السفر في الحلم يكشف عن طبيعة وأخلاق الناس. وإذا كان الرائي فقيرًا، فقد يدل ذلك على الغنى واليسر. وإذا رأى أن مسافرين قدموا إليه في المنام، فقد يشير ذلك إلى أخبار قادمة من جهتهم. وقد يكون السفر في المنام سفرًا حقيقيًا، والعودة منه توبة ورجوع عن المعاصي. كما تدل العودة من السفر على قضاء الحاجات وتحقيق المراد. ومن رأى أنه سافر، فإنه ينتقل من حال إلى حال. وإذا رأى أنه سافر على قدميه، فذلك يشير إلى ديون تثقل كاهله. وإذا انتقل من دار إلى دار مجهولة، فإنه سيسافر. وإذا كان الرائي مريضًا ورأى أنه يسافر إلى أرض بعيدة أو ينتقل إلى دار مجهولة، فقد يكون ذلك إشارة إلى الموت. أما إذا رأى أنه أخذ زاد السفر، فإنه سيقدم خيرًا.

تحليل ابن شاهين لمعنى الرحلة في الحلم

يقول ابن شاهين أن السفر والانتقال في المنام له أوجه متعددة. فإذا رأى الشخص أنه يسافر ويعلم أن المكان الذي يتوجه إليه أفضل من المكان الذي هو فيه، فإن ذلك يدل على تحسن حاله ونيل مراده. وإذا علم أن المكان الذي هو فيه أفضل من المكان الذي يقصده، فالتعبير عكس ذلك. وإذا لم يعلم أيهما أفضل، فإنه يدل على تشتته وابتعاده عن وطنه وأقاربه. وقد ينتقل من دار إلى دار، أو يودع أحدًا أو يودعه أحد، مما يشير إلى تغيرات في حياته، ثم يستقيم حاله بعد ذلك. ومن رأى أنه يسافر راكبًا ومؤوناته كاملة، فإن ذلك يدل على انتظام أحواله وتحقيق أمانيه. وإذا كان الأمر بخلاف ذلك، فالتعبير عكسه. وإذا كان الرائي مريضًا ورأى أنه يسافر، فإنه يموت. ومن رأى أنه أخذ زاد السفر، فإنه قد قدم خيرًا، لقوله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ﴾ [البقرة: 197]. وأفضل السفر ما كان إلى جهة القبلة. ويرى بعض المفسرين أن رؤيا السفر لأهل الصلاح تدل على الغنيمة، ولأهل الفساد تدل على العذاب، لقوله عليه السلام: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ».

دلالات السفر حسب تفسير ابن غنام

يرى ابن غنام أن السفر في المنام يدل على التحول والتغيير. وقد يكون السفر سفرًا حقيقيًا، والرجوع منه توبة ورجوع عن المعاصي، لقوله تعالى: ﴿فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾ [آل عمران: 174]. ويدل الرجوع من السفر على قضاء الواجب. ومن سافر على قدميه، فذلك يدل على دين غالب يعجز عن وفائه. وإذا سافر إلى مكان لا يعرفه وهو بعيد ولا يعرف متى يصل، فذلك قد يكون إشارة إلى الموت. والطيران في الرؤيا سفر، ولغير المسافر بطالة. ومن طار من دار يعرفها إلى دار لا يعرفها بعيدة عن الجدار، فإنه يموت. والمسجون إذا طار في منامه، فإنه يخرج من السجن. وإذا رأى المملوك كأنه طار، فإنه يعتق. والغريب إذا رأى أنه طائر، فإنه يرجع إلى بلده. وقيل إنه يكون كثير الأسفار. ومن كان يطير في منامه، فإنه يصحب الغرباء. ومن كان صاحب غرور وأماني ورأى كأنه يطير، فإن رؤياه باطلة. ولا يحمد الطيران إلى السماء صعودًا. ومن كان له عدو يخافه ورأى كأنه طار وتركه، فإنه ينجو وينتصر. ومن سابق إنسان أو طار وسبقه، فإنه يقهره ويرتفع شأن السابق لطيرانه.

المصادر

1. محمد بن سيرين (1940)، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، .: مكتبة وطبعة مصطفى البايي الحلبي وأولاده، صفحة 323-325، جزء 2.
2. أبعبد الغني بن إسماعيل النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، بيروت: دار الفكر، صفحة 178.
3. أبخليل بن شاهين، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 794،795.
4. سورة البقرة، آية: 197.
5. رواه أبو هريرة، في الاستذكار، عن ابن عبدالبر، الصفحة أو الرقم: 7/547، صحيح.
6. سورة آل عمران، آية: 174.
7. أبيحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط)، مكتبة الجامعة الأردنية: صورة مخطوطة، صفحة 123، 194. بتصرّف.