فهرس المحتويات
تفسير إشارة الذهاب في عالم الأحلام
الذهاب في الحلم يحمل دلالات متعددة، فكما ذكر الإمام النابلسي، قد يرمز إلى أداء الأمانات، أو شفاء المريض، أو تحرير الأسير. قد يدل أيضاً على لقاء المسافر العائد. و الذهاب في الرؤيا قد يعكس نقصاً في التدين أو فساداً فيه، ويدل على الاهتمام بالدنيا، خاصة إذا صاحبه بكاء وعويل، ما لم يكن هناك دفن. أما إذا كان هناك دفن، فإنه لا يبشر بخير. من رأى أنه ذهب ولم تظهر عليه مظاهر الموت، فقد يدل ذلك على خراب بيته. وقيل أيضاً إنه قد يشير إلى فقدان البصيرة أو طول العمر، وقد يدل على سفر أو فقر. وقيل إن الذهاب بشكل عام يرمز إلى الزواج، لأن الميت يحتاج إلى الطيب والغسل مثل المتزوج. ومن رأى أنه ذهب وحُمل ولم يُدفن، فإنه ينتصر على أعدائه. ومن رأى أنه عاش بعد ذهابه، فإنه يغتني بعد فقر أو يتوب عن ذنب. ومن أخبره ميت بأنه لم يمت فإنه في مقام الشهداء.
ويضيف النابلسي أن الذهاب قد يدل على الانقطاع عن الناس بالرأي أو الزهد. وقد يدل الذهاب المفاجئ على سرعة الغنى للفقير أو الفقر للغني. وذهاب الأنبياء -عليهم السلام- في الحلم يدل على ضعف في الدين، وحياتهم عكس ذلك. وذهاب الملك دليل على ضعف جنده، وذهاب العالم إبطال لحجة الرائي، وقد يدل على ظهور بدعة في الدين. وذهاب العابد موت قلب الرائي عن العبادة، وذهاب الصانع كساد صنعته، وذهاب الوالدين ضيق المعيشة، وذهاب الزوجة دنيا زائلة، وذهاب الولد انقطاع الذكر، وذهاب ما يستعين به على مصالحه دليل على تعطيل سفره أو خسارة مالية.
ويقول ابن شاهين: “من رأى أنّه في غمرات الذهاب ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه، لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ﴾. [الأنعام: 93]” وقيل إن كان عليه دين قضاه الله عنه، وإن كان ينتظر سفراً فإنه يسافر، وقيل يذهب ماله، أو تنهدم داره ويتغير مسكنه. ومن رأى أنه ذهب ورأى الذهاب عياناً وعليه هيئة الأموات فإنه فساد في دينه، ويرجى له الصلاح ما لم يُدفن، فإن دُفن لقي الله على غير توبة، إلا أن يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد ذلك فإنه يتوب ويحسن حاله. ومن رأى أنّه ذهب ولم يرَ نفسه كهيئة الأموات فإن داره تنهدم ويخرج منها، ومن رأى أنه ذهب ثم عاش فإنه يسافر سفراً بعيداً ثم يرجع، لقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾. [البقرة: 243] ومن رأى أنّه قد ذهب وحُمل على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطاناً وينفذ أمره ويكون ارتداعه في سلطان بقدر من قد تبع جنازته ولكن يفسد دينه ويرجى له الصلاح فيما بعد ما لم يُدفن.
تفسير ظهور المتوفين في الحلم
يرى ابن سيرين أن من رأى ميتاً معروفاً ذهب مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة، فإنّه يتزوج من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم. وقيل من رأى ميتاً ذهب موتاً جديداً فهو ذهاب إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتى يصير ذلك الميت كأنه قد ذهب مرة ثانية. وإن رأى كأن ابنه ذهب تخلص من عدوه، وإن رأى كأن ابنته ذهبت أيس من الفرج. وإن رأى كأن رجلاً قال لرجل أن فلاناً ذهب فجأة، فإنه يصيب المنعي غم فجأة، وربما ذهب فيه. وإن رأت حامل إنها ذهبت، وحُملت والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نوح، فإنها تلد ابناً وتسر به. وقيل رؤيا العازب الذهاب دليل على التزويج وذهاب المتزوج دليل على الطلاق، فإن بالذهاب تقع الفرقة، وكذلك رؤيا أحد الشريكين ذهابه دليل فرقة شريكه. ومن رأى كأن الوالي ذهب والناس يذكرونه بخير، فإنه يكون محموداً في ولايته.
يفسّر ابن شاهين رؤية الأموات بالقول: “ومن رأى أنّ ميتاً دخل بيته فرحاً فإنه يدلّ على الثواب والصدقة واستجابة الدعاء في حقّ الميت من أهله، ومن رأى أنّ ميتاً عاش ودخل عليه منزله وخاطبه فإنه يدل على السلامة وصحة الجسم والإقبال ونيل الآمال. ومن رأى أنّ ميتاً من أهل بيته خاصمه فإن صاحبه يرجع عن صحبته، ومن رأى أنّ ميتاً تغيظ فإنه يدل على أنه أوصى بوصية ولم يعمل بوصيته. ومن رأى ميتاً ضاحكاً مستبشراً فإنه يدل على وصول صدقة إليه وهي مقبولة، ومن رأى ميتاً على هيئة حسنة وهو لابس ثياباً حسنة فإنه يدل على حسن عاقبته وذهابه على التوحيد. ومن رأى أنّ ميتاً قد عاش وهو ساجد فإنه في أمن من عذاب الله، ومن رأى أنّه يعاشر الأموات فإنه يسافر سفراً بعيداً، ومن رأى أنّ ميتاً يضحك ثم يبكي فإنه يدل على أنه ذهب على غير ملة الإسلام، ومن رأى أنّ ميتاً قد اسود وجهه فإن يدل على أنه ذهب كافراً. ومن رأى ميتاً قائماً في الصلاة فإنه يدل على أنه كان في حال حياته كثير العبادة ويرجى له المغفرة، وربما كان مقصراً في الطاعة، ومن رأى ميتاً قد عاش وهو يصلي بمكان كان يصلي فيه فإنه يدل على حسن عاقبته، ومن رأى ميتاً قد عاش فإنه صلاح أمر الرائي وحصول سرور من حيث لا يحتسب.”
عندما يعود الراحلون إلى الحياة في المنام
يقول ابن شاهين: “ومن رأى أن نسوة أمواتاً قد عشن وقدمن عليه وهن مزينات فإنه حصول دنيا وخير وافر وتصرف في أموال غزيرة، إن كان لا عقب لذلك وإلا خرجت الدنيا لأعقابهن، ومن رأى أمواتاً عاشوا وهم لابسون ثياباً بيضاء فإنه صلاح في دينه، وإن كانت الثياب حمراء فإنه مشتغل بلهو الدنيا واللذات، وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقة دنسة دلت على أن تلك الموتى كانوا مرتكبين ذنوباً أو هو منهمك في ذلك. ومن رأى أن ميتاً يصلي في موضع لم يصل فيه قط وكان مقصراً في صلاته فإنه يدل على أنه قد كان أوقف في حياته وقفاً وتصدق بصدقة أو حصل منه فعل خير فقد جوزي بذلك، ومن رأى أنّ ميتاً كان والياً قد عاش وولي مكانه فإنه أحداً من عقبه ينال ولاية.”
المصادر
- عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي ، “حرف الميم – الموت”، قاموس تفسير الأحلام للنابلسي.
- عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، بيروت: دار الفكر، صفحة 350.
- خليل بن شاهين الظاهري، “الموت”، تفسير الأحلام لابن شاهين.
- محمد بن سيرين، “الأموات والمقابر والأكفان”، تفسير الأحلام لابن سيرين.
- خليل بن شاهين الظاهري، “الأموات”، تفسير الأحلام لابن شاهين.