تأملات في عجائب الشمس وأسرارها

الشمس هي نبض الحياة على الأرض، ومصدر الضياء والبهجة. كل يوم، ترسل أشعتها الذهبية لتعلن عن فجر جديد، وتوقظ الكائنات.

مدخل إلى عالم الشمس

تعتبر الشمس جوهر الوجود على كوكبنا، ومنبع النور والإشراق. فكل صباح، تبعث بأشعتها الذهبية، لتعلن بداية يوم جديد، وتوقظ الطيور من سباتها، وتنشر ذلك النور الرباني العظيم، الذي يلامس أعماق الروح قبل أن ينتشر في الأرض والسماء. الشمس لا تخلف وعدها أبدًا.

جماليات شروق الشمس

في طلوع الشمس أعظم صور الجمال. فما إن تبدأ أشعتها بالتسلل تدريجيًا، حتى تضيء وجه الحياة، فتتلون الأرض بكل ألوانها الزاهية، فتظهر الأشجار والأزهار والطيور والفراشات، بعد أن كان الظلام يخفيها ويغطيها بسواده. تأتي الشمس لتزيل كل ذلك الظلام بأشعتها الذهبية الرائعة، وكأنها تطبع على جبين الكون قبلة الحياة.

علاقة الشمس بالقمر

لا تكتفي الشمس بأن تضيء النهار، بل تمنح من أشعتها ونورها لغيرها، فتعكس هذا النور على القمر. فالقمر رفيق الشمس وهي صديقته المخلصة، التي تعطيه من أسرار نورها ليضيء ظلمة الليل الطويل، فيا له من تناغم بديع، لا يطغى أحد فيه على الآخر، ولا تتأخر فيه الشمس عن موعدها، وكذلك القمر.

الشمس خلف الغيوم

عندما تختفي الشمس خلف غيوم السماء تبدو كفتاة خجولة ترفض أن تظهر للناس، لكنها رغم ذلك تختفي وراء الغيم لتأتي بالخير الكثير، وهي السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله تعالى في كل الفصول، فلولا وجودها لما كان للفصول أي معنى، فهي موجودة في الكون لتكون دليلًا واضحًا على عظمة الله الذي أذن لها أن تتحكم في النور والظلام، وأن تتحكم بموعد الفصول، وأن يكون انتهاء الكون كله معلقًا بانتهاء وجودها، وتغيير مسار شروقها من الشرق إلى الغرب، وهذا دليل على أن الشمس من معجزات الإله العظيم.

الشمس في القرآن الكريم

لقد ورد ذكر الشمس في القرآن الكريم مرات عديدة، كما أن في القرآن سورة سميت بسورة الشمس، وأقسم الله سبحانه وتعالى في أول آية بالشمس وضحاها، حيث يقول تبارك وتعالى:

(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)

فهي في جميع لحظاتها، من شروقها إلى ضحاها إلى استوائها في كبد السماء وإلى غروبها، ترسم أجمل اللوحات، وتحدد أوقات أعظم عبادة عند الله، وهي الصلاة، وترسم في الأفق لوحة مبهرة لا يمكن أن تُنسى.

روعة الغروب

من أراد أن يملأ قلبه بالجمال الرباني الأخاذ، ما عليه إلا أن يتمعن في منظر الغروب؛ فالصورة التي ترسمها خطوط الشفق الأحمر لحظة الغروب، لا يمكن أن يرسمها أي فنان بارع بجمالها الطبيعي.

ثبات الشمس

الشمس لا تخلف موعدها أبدًا، بل تسير وفق نظام دقيق وثابت، ولا يمكن أبدًا أن يزيد أو ينقص، فرحلتها في الكون هي الأساس الذي تنمو به الحياة.

Total
0
Shares
المقال السابق

المركبة و أهميتها في حياتنا – نظرة شاملة

المقال التالي

الشمس والقمر: آيات كونية

مقالات مشابهة