مقدمة
الدكتور إبراهيم الفقي، خبير التنمية البشرية، ترك لنا إرثًا غنيًا من الأقوال والتأملات التي تلامس جوانب متعددة في حياتنا. إن كلماته بمثابة منارة تضيء لنا الطريق نحو فهم أعمق لأنفسنا وللعالم من حولنا. هذا المقال يستعرض بعضًا من هذه الأقوال، محاولًا الغوص في معانيها واستخلاص الدروس المستفادة منها.
نظرات في قيمة الوقت
أدرك الدكتور الفقي أهمية الوقت في حياة الإنسان، وكيف أنه أثمن ما يملك. الوقت ليس مجرد سلسلة من اللحظات العابرة، بل هو حياتنا بأكملها، حاضرنا ومستقبلنا. لذا، يجب علينا استغلاله بالشكل الأمثل.
كان يقول: “الوقت هو أثمن ما تملك، وأعظم ما يمكنك استثماره، هو حياتك ودنياك، هو حاضرك ومستقبلك.”
كما كان يشدد على أهمية التخطيط للمستقبل، قائلاً: “إنني أهتم بالمستقبل لأنّني سأقضي هناك بقيّة حياتي.”
ويضيف: “هناك أوقات نشعر فيها أنّها النهاية، ثم نكتشف أنّها البداية، وهناك أبواباً نشعر أنّها مغلقة ثم نكتشف أنّها المدخل الحقيقي.” هذه الكلمات تذكرنا بأن الحياة مليئة بالتحولات غير المتوقعة، وأن ما قد يبدو كنهاية قد يكون في الواقع بداية لفرص جديدة.
ويربط الفقي بين أفعالنا في الماضي والحاضر والمستقبل، موضحًا: “ما تراه في حياتك الآن ليس إلا انعكاساً لما فعلته في الماضي، وما ستفعله في المستقبل؛ ليس إلا انعكاساً لما تفعله الآن.”
ويؤكد على أن قيمة الحياة تكمن في اللحظات التي نتذكرها: “ليست الحياة الأيام التي مضت، بل الأيام التي نتذكرها.”
وفي إشارة إلى أهمية التضاد في فهم المعاني، يقول: “لولا وجود عكس المعنى، لما كان للمعنى معنى.”
“إننا نعيش حياة واحدة وبالرغم من أن كلنا يعلم ذلك إلا أن القلة فقط هي من تعمل من أجل ذلك، القلة فقط هي التي تهم في الحال لتؤمن لنفسها أقصى فائدة في تلك الحياة.”
رؤى حول تحقيق النجاح
النجاح، في نظر الدكتور الفقي، ليس مجرد هدف نسعى إليه، بل هو حالة ذهنية وقرار نتخذه. الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات هما أساس النجاح.
“الواثق من نفسه لا يستطيع مخلوق إيقافه أو تحويله عن قبلة النجاح التي شطرها بوصلة طموحه.”
ويؤكد على أن تحديد الهدف هو الخطوة الأولى نحو تحقيقه: “تستطيع أن تكون تستطيع أن تملك وتستطيع القيام بالعمل ما تريده وذلك بمجرد أن تحدد بالضبط ما الذي تريده.”
“لكي ننجح فلا بد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح.”
ويوضح أن التغيير يبدأ من الداخل: “عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولاً في داخلك.”
“الإنسان العظيم هو الذي لا يفقد قلب الطفل.”
تأملات في معاني الحياة
الحياة، كما يراها الدكتور الفقي، مليئة بالتحديات والفرص. يجب علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع الصعاب وأن نستفيد من اللحظات الجميلة.
“عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك، عش بحب لله عز وجل، عش بالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، عش بالأمل، عش بالكفاح، عش بالصبر عش بالحب، وقدر قيمة الحياة.”
ويحثنا على عدم التركيز على ما لا نملك، بل على تقدير ما لدينا: “نرى ما لا نريد، ونريد ما لا نرى؛ فنفقد قيمة ما نرى ونضيع في سراب ما لا نرى، كن حريصاً ألا تفقد قيمة ما ترى.”
اعتبارات حول العقلية
العقلية الإيجابية هي مفتاح السعادة والنجاح. يجب علينا أن نراقب أفكارنا وأن نتخلص من الأفكار السلبية التي تعيق تقدمنا.
“إن ما تضعه في ذهنك سواءً كان سلبياً أم إيجابياً ستجنيه في النهاية.”
وينصحنا بمراقبة ما نقوله لأنفسنا وللآخرين: “ابتداءً من اليوم احذر ما تقوله لنفسك واحذر الذي تقوله للآخرين واحذر ما يقوله الآخرون لك، ولو لاحظت أي رسالة سلبية قم بإلغائها وقم باستبدالها برسالة أخرى إيجابية.”
حكمة في مواجهة الصعاب
الصعاب والتحديات هي جزء لا يتجزأ من الحياة. يجب علينا أن نتعلم كيف نتعامل معها وأن نستفيد منها للنمو والتطور.
“ما كان يبدو مؤلماً وجدته مريحاً، ما كان يبدو محزناً وجدته مفرحاً، ما كان يبدو صعباً وجدته سهلاً، وما كان يبدو فشلاً وجدته نجاحاً، وما كان يبدو مظلماً وجدته مشرقاً، وتعلمت ألا أنظر إلى الأمور من ظواهرها.”
“لا يقلل من صلابة الرخام كونه لامعاً ومصقولاً.”
“لا تجادل أحمق؛ فقد يخطئ المشاهدون التمييز بينكما.”
كان يقول: “إذا آلمك كلام البشر فلا تؤلم نفسك أنت أيضاً بكثرة التفكير لماذا ولماذا فعلوا ذلك، ثق بريك ثم بنفسك طالما هم بشر فليس لديهم سوى ألسنتهم ولا يملكون لك نفعاً ولا ضراً.”