تأملات في آية (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)

دراسة متعمقة لآية (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) تتضمن سبب نزولها، تفسيرها، والعبر المستفادة منها.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
سياق نزول الآية الكريمةالفقرة الأولى
تفسير الآية الشريفةالفقرة الثانية
الحِكم والعِبر المستفادةالفقرة الثالثة
المصادر والمراجعالفقرة الرابعة

سياق نزول الآية الكريمة: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)

يُعدّ فهم سياق نزول الآيات القرآنية الكريم من أهمّ أساليب استنباط المعاني الدقيقة والكاملة. فهو يُضيء على المقاصد الإلهية ويساعد على تجاوز الاحتمالات التفسيرية المُغلوطة. وفيما يتعلق بآيتنا الكريمة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة: 105]، لم يُحدد النصّ الشرعي سببًا محددًا لنزولها، مما يُشير إلى شموليتها وتطبيقها على العديد من المواقف والسياقات. ويُعدّ هذا الأمر بحد ذاته دليلاً على عمق معانيها وتشعب إشاراتها. كما أنَّ معرفة سبب النزول، كما بيَّنه القشيري في كتابه “البرهان”، تُعتبر طريقًا مُهمًا لفهم معاني القرآن الكريم، وهي معرفة توفرت للصحابة الكرام من خلال القرائن والأحداث المُحيطة بنزول الآيات.

تفسير الآية الشريفة: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)

تُوجّه هذه الآية الكريمة دعوةً مباشرةً من الله -تعالى- إلى رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- وإلى جميع المؤمنين، للتحرّك والعمل الصالح. فالله -سبحانه وتعالى- عليمٌ بكل ما في السرائر والعلانية، وهو البصيرُ على أعمال عباده، سواء أكانت أعمال خيرٍ أم شرٍّ. الآية تُؤكد على أهمية العمل الصالح كركيزة أساسية في الحياة، وأن سعادة الإنسان ونجاحه في الدنيا والآخرة مُرتبطةٌ بعمله واختياراته. وتحمل الآية في طياتها تحذيرًا شديدًا للمُصرّين على الباطل والشرّ، مُبيّنةً أنَّ عاقبة أعمالهم ستكون وخيمة. فالله -تعالى- يرى كل شيء، وسوف يُحاسب كلّ فردٍ على أعماله، سواءً أُعلن عنها أم خُفيت. هذا الحساب الشامل يشمل الله -تعالى- ورسوله الكريم والمؤمنون، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنَّ الجميع سيشهدون على أعمال كلّ فردٍ.

الحِكم والعِبر المستفادة من الآية الكريمة

تُقدم لنا الآية الكريمة العديد من الدروس والعِبر القيّمة، ومن أهمّها: أن الله -سبحانه وتعالى- مطّلعٌ على كلّ شيء، لا يخفى عليه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض. هو عليمٌ بكلّ ما يُفكر به الإنسان، وما يفعله في السرّ والعلن. ثانيًا، إنّ الجزاء من جنس العمل. من عمل صالحًا، جزاه الله خيرًا، ومن عمل شرًا، فجزاؤه شرٌّ، والعقاب سيكون عادلًا وشاملاً. ثالثًا، تحذيرٌ شديدٌ للمُخالفين لأوامر الله -تعالى-، فكلّ عمل سيُعرض على الله -تعالى- ورسوله الكريم والمؤمنين، فيُحاسب كلّ شخص على أعماله في الدنيا وفي الآخرة. رابعًا، يجب على الإنسان أن يُخلص لله -تعالى- في جميع أعماله، وأن يشعر دائمًا بمراقبة الله -تعالى- له، في كلّ زمانٍ ومكانٍ. فالله -سبحانه وتعالى- لا يُغفل عن أيّ شيءٍ، ولا يضيع عنده جهدٌ بذل ابتغاء مرضاته.

المصادر والمراجع

[1] مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1108. بتصرف.
[2] سورة التوبة، آية: 105
[3] شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 252. بتصرف.
[4] أبوهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 30. بتصرف.
[5] وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 31. بتصرف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نزول آية (وعلى الثلاثة الذين خلفوا): قصة التوبة والرحمة

المقال التالي

نزول آية (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا): سياقها وتفاسيرها

مقالات مشابهة