تُعدّ الحضارة المصرية القديمة من أعظم الحضارات التي ازدهرت في شمال قارة أفريقيا، حيث تركت بصمةً واضحةً في التاريخ تمثلت في الإنجازات المعمارية والفنية المدهشة. يرى الباحثون أن هذه الحضارة استمرت قرابة 3000 عام، وذلك من عام 3100 قبل الميلاد وحتى عام 30 قبل الميلاد، وشهدت حكم ما يقارب 30 أسرة حاكمة. ويمكن تتبع تاريخ مصر القديمة عبر تقسيمها إلى مراحل رئيسية تحدد مسار تطورها.
فترة الحكم الأسري المبكر
تمتد هذه الفترة من عام 3100 إلى 2686 قبل الميلاد، وشهدت حكم الأسرتين الأولى والثانية. من أهم ملامح هذه الفترة:
- تأسيس مدينة منف، عاصمة مصر القديمة، على يد الملك مينا، بالقرب من دلتا النيل.
- تطوير البنية التحتية للمجتمع المصري القديم، بما في ذلك نظام الحكم، المعتقدات الدينية، والكتابة الهيروغليفية.
- اعتماد الاقتصاد بشكل أساسي على الزراعة، خاصة زراعة القمح والشعير.
عصر الدولة القديمة
استمرت هذه الفترة من عام 2686 إلى 2181 قبل الميلاد، وشهدت حكم الأسر من الثالثة وحتى السادسة. أهم سماتها:
- بناء هرم سقارة بالقرب من منف (الجيزة حالياً) بأمر من الملك زوسر من الأسرة الثالثة.
- تشييد الأهرامات المصرية الضخمة في الجيزة، بما فيها أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع.
- تمتع الأسرتان الثالثة والرابعة بفترة سلام وازدهار نسبي، حيث لم تواجه المملكة تهديدات كبيرة.
- استنزاف موارد الدولة بشكل ملحوظ في عهد الأسرتين الخامسة والسادسة نتيجة التركيز على بناء الأهرامات.
- انتهاء عصر الدولة القديمة بحالة من الفوضى بعد وفاة الملك بيبي الثاني من الأسرة السادسة.
زمن الفترة الانتقالية الأولى
امتدت من 2181 إلى 2055 قبل الميلاد، وحكمت خلالها الأسر من السابعة وحتى العاشرة، وجزء من الأسرة الحادية عشرة. تميزت هذه الفترة بما يلي:
- ضعف السلطة المركزية في مصر وسيطرة قادة محليين على مناطق مختلفة.
- انهيار سريع بسبب الجفاف والتغيرات المناخية.
فترة الدولة الوسطى
استمرت من 2055 إلى 1786 قبل الميلاد، وحكمت خلالها جزء من الأسرة الحادية عشرة، وكل من الأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة. أبرز ملامحها:
- استعادة الدولة المصرية القديمة لقوتها وتوحيدها مرة أخرى على يد الحاكم منتوحتب الثاني.
- استئناف بناء الأهرامات والاهتمام بتدوين النصوص الأدبية والعلمية.
- تقديس منتوحتب الثاني بعد وفاته، خاصة في منطقة أسوان.
الفصل الزمني الانتقالي الثاني
امتدت من 1786 إلى 1567 قبل الميلاد، وتُعرف أيضًا بفترة الدولة الوسطى الثانية. حكمت خلالها الأسر من الرابعة عشرة وحتى السابعة عشرة. كانت هذه الفترة تتميز بما يلي:
- انقسام مصر القديمة إلى مناطق نفوذ متعددة ونقل مقر الحكم إلى طيبة.
- غزو الهكسوس لمصر في عام 1670 قبل الميلاد بسبب ضعف الحكام وعدم الاستقرار السياسي.
مرحلة الدولة الحديثة
استمرت من 1567 إلى 1085 قبل الميلاد تقريبًا، وشهدت حكم الأسر الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين. أهم الأحداث التي شهدتها:
- هزيمة الهكسوس على يد الحاكم الفرعوني كامس بعد حرب طويلة.
- ازدهار الدولة وزيادة قوتها وثرواتها، ووصولها إلى أوج عظمتها.
- قيام الملك تحتمس الثالث بحملات عسكرية واسعة النطاق وتأسيس إمبراطورية شملت أراضي فلسطين، العراق، سوريا، الأردن، لبنان، وليبيا.
- احتواء مقابر وادي الملوك على ثروات هائلة لم يشهدها العالم من قبل.
- التعرض لسلسلة من الهجمات الخارجية في نهاية هذه الفترة.
العهد الانتقالي الثالث
استمرت من 1085 إلى 664 قبل الميلاد، وتُعرف أيضًا بالفترة المتوسطة الثالثة. حكمت خلالها الأسر من الحادية والعشرين وحتى الرابعة والعشرين. تميزت بـ:
- ضعف الحكومة المركزية وتدمير العديد من المدن في مصر والشرق الأوسط على يد جماعة أطلق عليها المؤرخون اسم “شعوب البحر”.
العصر الأخير
امتد من 664 إلى 332 قبل الميلاد، وشهد حكم الأسر من الخامسة والعشرين وحتى الثلاثين. خلال هذه الفترة، خضعت البلاد لسيطرة قوى أجنبية مثل الفرس والآشوريين.