تأثير جائحة كورونا على التحصيل الدراسي: نظرة وتحليل

تحليل لتأثير جائحة كورونا على التحصيل الدراسي، مع التركيز على برامج التعويض التعليمي في الأردن وأهداف وزارة التربية والتعليم الأردنية من هذه البرامج.

مقدمة حول التراجع التعليمي في فترة الجائحة

تسببت جائحة كورونا (كوفيد-19) في اضطرابات واسعة النطاق في جميع جوانب الحياة، وكان قطاع التعليم من بين الأكثر تضررًا. أدى إغلاق المدارس والجامعات إلى توقف التعليم المباشر، مما أثر سلبًا على ما يقرب من 110 ملايين طالب وطالبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا الوضع دفع العديد من الدول، بما في ذلك المملكة الأردنية الهاشمية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعويض هذا التراجع التعليمي. فقد انتقلت المؤسسات التعليمية بشكل فجائي إلى استخدام أساليب التعليم عن بعد، الأمر الذي أدى إلى ظهور فجوة بين ما كان من المفترض أن يحصل عليه الطلاب من معارف ومهارات، وما تمكنوا من تحصيله فعليًا خلال فترة التعليم عن بعد.

خطة التعويض التعليمي في المملكة الأردنية الهاشمية

استجابةً لهذه التحديات، أطلقت وزارة التربية والتعليم في الأردن برنامجًا طموحًا للتعويض التعليمي. بدأ تطبيق هذا البرنامج في 15 آب/أغسطس 2021، وشمل ما يقارب 900 ألف طالب وطالبة. ويهدف البرنامج إلى معالجة الآثار السلبية التي تركتها الجائحة على مستوى الطلاب، خاصة فيما يتعلق بالفجوة التعليمية التي نشأت نتيجة للتعليم عن بعد.

مقاصد وزارة التربية والتعليم الأردنية من الخطة

تسعى وزارة التربية والتعليم الأردنية من خلال برنامج التعويض التعليمي إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها:

  • تهيئة الطلاب نفسيًا وعلميًا للعودة إلى المدارس بشكل سلس وفعال.
  • تعويض النقص في المعارف والمهارات الأساسية التي لم يتمكن الطلاب من اكتسابها بشكل كامل خلال فترة التعليم عن بعد.

المراحل الزمنية لخطة التعويض التعليمي

تم تصميم خطة التعويض التعليمي في الأردن على ثلاث مراحل رئيسية:

  1. المرحلة الأولى: مرحلة قصيرة المدى استمرت حتى 12 أيلول/سبتمبر 2021، وركزت على تقديم دعم فوري للطلاب.
  2. المرحلتان الثانية والثالثة: مرحلتان متوسطة وبعيدة المدى، استمرتا لعدة سنوات. اهتمت المرحلتان بمعالجة الآثار النمائية والنفسية والاجتماعية التي خلفتها الجائحة على الطلاب، بالإضافة إلى تعزيز قدراتهم النفسية والاجتماعية التي تأثرت سلبًا بسبب الظروف التي فرضتها الجائحة. كما تهدف هاتان المرحلتان إلى معالجة المشكلات التي ظهرت نتيجة للتعليم عن بعد.

الإجراءات الوقائية المتبعة خلال الخطة

حرصت وزارة التربية والتعليم على تطبيق إجراءات صحية وقائية صارمة خلال تنفيذ برنامج التعويض التعليمي، وذلك لضمان سلامة الطلاب والمعلمين. شملت هذه الإجراءات ما يلي:

  • إلزام الطلاب بارتداء الكمامات طوال الوقت.
  • الالتزام بالتباعد الجسدي بين الطلاب في الفصول الدراسية والمساحات الأخرى.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام.
  • حث الطلاب على إحضار أدواتهم القرطاسية الخاصة لتجنب مشاركة الأدوات مع الآخرين.
  • توجيه الطلاب لإحضار وجبة الإفطار من المنزل، بالإضافة إلى عبوة ماء للشرب.

المواد الدراسية الأساسية في الخطة

ركز برنامج التعويض التعليمي على المواد الدراسية الأساسية التي تعتبر ضرورية لنجاح الطلاب في المراحل التعليمية اللاحقة. شملت هذه المواد ما يلي:

  • اللغة العربية
  • اللغة الإنجليزية
  • الرياضيات
  • العلوم

تقرير اليونيسيف واليونسكو حول أثر الجائحة على التعليم

أطلقت منظمة اليونيسيف بالتعاون مع اليونسكو مبادرة (المهمة: استعادة التعليم)، وهو برنامج يهدف إلى الخروج من أزمة التعليم العالمية التي حصلت أثناء جائحة كورونا، وكانت أولى أهدافه إعادة فتح المدارس، كما قامت المنظمتان بكتابة تقرير حول الفاقد التعليمي، وقد تضمن ما يلي:

  • استجابة البلدان للعمل معًا على الحد من تأثير جائحة كورونا على التعليم.
  • محاكاة وبيان تأثير جائحة كورونا على نتائج التعلم.
  • تقديم العديد من التوصيات للحد من الفاقد التعليمي، مع ضمان التعلم للجميع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الأطراف المؤثرة في الساحة العالمية

المقال التالي

ما هو الانفتاق؟: الأسباب، الأعراض، وخيارات العلاج

مقالات مشابهة