مقدمة
تشير الدراسات والأدلة العلمية إلى أن العديد من المنتجات التي نستخدمها بشكل يومي تحتوي على مواد كيميائية قد تشكل تهديدًا لصحة الإنسان والبيئة. هذه المواد قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان، وتسبب تشوهات خلقية، وتؤثر على الخصوبة. بالإضافة إلى ذلك، لها تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة بنا. لذلك، من الضروري التعرف على هذه المنتجات والمواد، والبحث عن طرق لحماية أنفسنا من أضرارها المحتملة.
أدوات المطبخ وتأثيرها
كثيرًا ما نتجاهل تأثير أدوات المطبخ على صحتنا وصحة عائلاتنا. المواد المستخدمة في صناعة هذه الأدوات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على جودة الطعام، وبالتالي على صحة المستهلك. فيما يلي بعض الأمثلة على الأدوات التي قد تكون ضارة:
الأوعية البلاستيكية
تكمن خطورة الأواني البلاستيكية في تحللها التدريجي، مما قد يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية خطيرة وسامة إلى الطعام، مثل مادة الفثالات. الفثالات هي مركبات كيميائية تعطل وظائف الغدد الصماء في الجسم. يُنصح باستبدال الأوعية البلاستيكية بأخرى زجاجية، وتجنب وضع الأطعمة والمشروبات الساخنة في الأوعية البلاستيكية لتقليل خطر تسرب الفثالات.
المواد البلاستيكية تشكل أيضًا خطرًا على البيئة، حيث تبتلعها الحيوانات والأسماك والطيور عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى موتها وانقراض أنواع نادرة. قال تعالى في سورة الروم: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
الأواني غير اللاصقة
تستخدم العديد من الأسر الأواني غير اللاصقة في الطهي. ومع ذلك، تحتوي الطبقة المانعة للالتصاق على كميات صغيرة من مادة كيميائية تسمى حمض البيرفلوروكتانويك، وهي مادة مسرطنة. يمكن أن يتسرب هذا الحمض إلى الطعام إذا تعرضت الطبقة المانعة للالتصاق للخدش أو التشقق. لذا، يُفضل استخدام أواني مصنوعة من الحديد أو الفولاذ المقاوم للصدأ.
العطور وبخاخات الجو: آثارها المحتملة
تساهم العطور وبخاخات الجو في تلوث الهواء وتؤثر سلبًا على صحة الإنسان. فيما يلي تفصيل لكل منهما:
العطور
قد يؤدي التعرض المتكرر للمواد الكيميائية العطرية إلى الصداع، وتهيج العينين والأنف والحنجرة، وفقدان التركيز، والغثيان، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالجهاز التنفسي أو الاضطرابات العصبية. تحتوي العطور على مهيجات للجهاز التنفسي يمكن أن تسبب نوبات الربو أو تفاقم حالات الجيوب الأنفية. العطور الاصطناعية تشترك في خصائص مع روائح الديزل أكثر من العطور الطبيعية، وتحتوي على ملوثات عضوية ثابتة تتراكم في الهواء ولا تتحلل بسهولة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود.” (رواه الترمذي).
بخاخات الجو
تساهم بخاخات الجو المستخدمة بكثرة في المنازل في تلوث الهواء الداخلي، مما يشكل خطرًا على صحة السكان. تختلف تأثيرات بخاخات الجو حسب تركيبتها ونوعها. الكميات الصغيرة قد تكون منخفضة الخطورة، ولكن ابتلاع الأطفال لرذاذ هذه المعطرات يمكن أن يكون ضارًا. لذلك، يُنصح بتجنب التعرض المتكرر لبخاخات الجو.
تأثيرات مواد التنظيف المنزلية
تحتوي مواد التنظيف المستخدمة في المنازل على العديد من المواد الكيميائية الخطيرة التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية قصيرة وطويلة الأمد. قد تشمل الأعراض قصيرة الأمد تهيج العين والحلق والصداع، بينما قد تشمل المشاكل طويلة الأمد أنواعًا معينة من السرطان.
تحتوي المنظفات على مركبات عضوية متطايرة ومواد كيميائية أخرى مثل الأمونيا والمبيض. عند إطلاق هذه المواد في الهواء أثناء التنظيف، يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة لصحة الإنسان. أظهرت الدراسات أن التعرض المباشر للمواد الكيميائية في المنظفات مرتبط بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والصداع المزمن وردود الفعل التحسسية.
غالبًا ما يتم تعبئة مواد التنظيف في عبوات بلاستيكية، مما يزيد العبء البيئي. ومع ذلك، يأتي الضرر الأكبر من المواد الكيميائية الموجودة فيها. من الأمثلة على مواد التنظيف الضارة بخاخات حماية النسيج والأثاث التي تشكل طبقة بلاستيكية رقيقة وغير مرئية فوق الأثاث، تتلاشى مع مرور الوقت وتطلق في بيئة المنزل. لتجنب هذا الضرر، يُنصح بتنظيف البقع حسب الحاجة بدلاً من استخدام هذه البخاخات.
المنتجات الشخصية: نظرة على المخاطر
الاستخدام اليومي لبعض المنتجات الشخصية والصحية، التي من المفترض أن تعتني بصحتنا وجسدنا، قد يكون ضارًا وله نتائج عكسية في كثير من الأحيان. فيما يلي بعض الأمثلة:
مستحضرات التجميل
يمكن أن تسبب مستحضرات التجميل بأنواعها المختلفة مشاكل صحية مثل تهيج الجلد أو العيون أو الحساسية. عادةً ما تكون هذه المشاكل قصيرة الأمد وتتوقف عند التوقف عن استخدام المنتج.
مزيلات العرق
تتكون مزيلات العرق بشكل أساسي من مركبات كيميائية تعتمد على الألومنيوم، والتي تسد مسام العرق مؤقتًا. قد تكون هذه المركبات الكيميائية ضارة بالبيئة والصحة إذا استخدمت بكثرة.
واقيات الشمس
تشير بعض الأبحاث إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في بعض واقيات الشمس قد تسبب مشاكل صحية إذا اخترقت الجلد. تحتوي بعض واقيات الشمس على مركب الأوكسي بنزون، وهو مادة كيميائية تسبب اضطرابات هرمونية تؤثر على الغدد الصماء أو العمليات البيولوجية في الجسم مثل النمو والتكاثر ووظائف الغدة الدرقية. يُنصح باستخدام واقيات الشمس الأكثر أمانًا التي تحتوي على معادن مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم، على الرغم من أنها قد تكون أغلى.
فيديو: أخطار إعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية
شاهد الفيديو التالي لفهم أكبر لمخاطر إعادة تعبئة الزجاجات البلاستيكية: