تأثير الفقر على التعليم

التعليم وأهميته . أثر الفقر على التعليم . الإعداد المدرسي . الحضور في المدارس . التنمّر . التحصيل العلمي والمعرفي . السلوك المدرسي . المراجع التعليم

أهمية التعليم

لا يمكن حصر أهمية التعليم، خاصة في البلدان النامية. فالتعليم هو العنصر الأساسي لإخراج الأفراد والمجتمعات من ظاهرة الفقر. ذلك لأنّ المعرفة المكتسبة من العلم تعمل على منح الأطفال الثّقة اللّازمة لاستكمال العمليّة التعليميّة وبالتالي تحقيق الأحلام بشكل أفضل ومساعدة الأجيال القادمة. كما يساعد في إيجاد تغييرات كبيرة ومختلفة لدى البالغين خاصة في حياتهم اليوميّة، من التغذية، والتعليم، والرعاية الصحيّة والتي تجعل منهم قدوة حسنة لأبنائهم وتشجيعهم على التعليم.[١]

تأثير الفقر على التعليم

يُعرّف الفقر بأنها الحالة التي يفتقر فيها الناس إلى الممتلكات الماديّة؛ مثل المال، والوسائل الضروريّة اللّازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسيّة. ويرتبط الفقر بعدة صفات؛ مثل سوء الحالة الصحيّة، وانخفاض مستويات المهارات والتعليم، وعدم القدرة على العمل، وكذلك بالسلوكيّات السلبيّة غير المنضبطة مثل التخريب،والإسراف، وغير ذلك. كما أنّ للفقر آثار سيئة تعود على الفرد والمجتمع عللى حدّ سواء.[٢]

على الرغم من أهميّة دور التعليم في تحسين حياة الفقراء حول العالم، إلا أنّ الباحثين أكّدوا تأثير الفقر على تعلّم الطفل وتعليمه أيضاً. فقد أكّدت دراسات وجود صلة مباشرة بين تدني الدخل والمشاكل الصحية المزمنة، والاضطرابات النفسية، والوظائف الاجتماعية والأكاديمية. كما قدمت أبحاث إضافية دليلاً على أن الفقر يقلل من استعداد الطفل للمدرسة من خلال عدة عوامل منها: انتشار الفقر وعمقه، ومدته، وتركيزه، والجريمة في مجتمع الطالب وأثر الفقر على الشبكات الاجتماعية.[٣]

عوائق الفقر في التعليم

يعمل الفقر على خلق تحدّيات كبيرة تكون عائقاً في حياة الأطفال خاصة في مجال التعليم. تُنفق الحكومات حصص قليلة من ناتجها المحلّي على التعليم، مما يجعله غير متاح للعائلات الفقيرة وذات جودة أقل. ففي المدارس الفقيرة، نجد صفوف مزدحمة وأجهزة الكمبيوتر المعطّلة وكادر معلّمين غير مؤهل للتدريس. لا تلبي هذه الظروف احتياجات الطلاب. وعلى الرغم من أن المدارس عادة ما تكون مجانيّة، إلا أنّ هناك بعض التكاليف الإضافيّة من توفير زيّ المدرسة، وشراء الكتب، ووسائل النقل التي يحتاجه الطالب للتنقل خاصة في المناطق الريفيّة. عدا عن الأموال التي تخسرها الأسرة الفقيرة من إرسال الأبناء إلى المدارس بدل العمل لجلب لقمة العيش.[١]

تأثير الفقر على مستوى التعليم والنجاح

تُظهر الإحصائيات تأثير الفقر على التعليم. بيّنت إحصائيات المعهد الحضري أن 30% من الأطفال الذين يعانون من الفقر لا يكملون المرحلة الثانويّة من حياتهم الدراسيّة. مما يقلل من نسب النجاح الاقتصادي، وكذلك نسب فرص العمل مما يؤدي إلى فقره كشخص بالغ. كانت هذه الإحصائيات صادمة لأنّها بيّنت تأثير الفقر على قدرة نجاح الطالب وذلك من خلال:[٤]

التأثير على الإعداد المدرسي

يعتمد الإعداد المدرسي على التنميّة المعرفيّة لدى الأطفال. فالأطفال الذين يعانون من الفقر هم أقل استعداداً للدخول لرياض الأطفال والتي تساعد في تنميّة المعرفة لديهم. لا يملك أولياء الأمور من ذوي الدخل المنخفض الوقت الكافي للقراءة لأطفالهم، ولا يملكون المال الكافي لإدخالهم رياض الأطفال. كما أنّ البيئة الأسريّة لديهم غير مستقرّة بشكل عام. بينما تكون العائلات ذات الدخل المرتفع عادة ما تكون قادرة على توفير الأموال اللّازمة لتنمية القدرات المعرفيّة لدى أطفالهم واستعدادهم لدخول مرحلة رياض الأطفال.

التأثير على الحضور في المدارس

يُلاحظ غياب الطلاب عن المدرسة بشكل مزمن بنسبة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف في المناطق الفقيرة. فأغلبيّة الطلّاب الغائبين من الطبقة الفقيرة. وذلك بسبب الظروف المحيطة بهم من الضغوط اليوميّة من تربيّة الأشقّاء، وارتفاع معدّلات الأمراض، وكثرة العنف في مجتمعهم، وأيضاً بسبب التنقّل الدائم للبحث عن فرص العمل.

التأثير على التنمّر

تُؤكد بعض الدراسات أنّ طلّاب الأسر الفقيرة هم أكثر عرضة للتنمّر من غيرهم. كما أنّ المدارس التي تعاني من التفاوت الاقتصادي، حيث يكون هناك فرق كبير بين الأسر، تكون لديها نسبة التنمّر أعلى من غيرها من المدارس. ففي هذه المدارس، نجد بعض الأسر ثريّة والأخرى فقيرة جداً.

التأثير على التحصيل العلمي والمعرفي

إنّ الأطفال الذين يعيشون في بيئة فقيرة غالباً ما يتعرّضون إلى التوتّر والإجهاد بشكل كبير، مما يؤدّي إلى انخفاض نسبة معدلات الذكاء والإدراك، والافتقار إلى المهارات الاجتماعيّة. يؤثر ذلك سلباً على الانتباه والتركيز، مما يُقلل من التحصيل العلمي والمعرفي في المجتمعات الفقيرة. ذلك لأنّهم يسمعون إلى المحادثات المتبادلة ويشاركون فيها بشكل أقل من غيرهم. وبالتالي لا يمتلكون مخزوناً كافياً من المفردات لمواكبة هذه الخصائص. لذلك من المهم خلق بيئة بديلة للأطفال للتقليل من آثار الفقر عليهم. تقع هذه المهمّة على عاتق الوالدين. فالأطفال قادرون على التكيّف مع الظروف التي تخلق لهم بسهولة، والتي ستلعب دوراً مهمّاً في تحسين حياتهم. يكفي خلق نوع من الأمل في حياتهم لجعلهم متعلّقين بالمستقبل. يمكن أيضاً أن تغيّر عقولهم للأفضل.[٥]

التأثير على السلوك المدرسي

إنّ العلاقات القويّة والآمنة في الأسر تساعد في استقرار سلوك الأطفال وتوفير الأساسيّات اللّازمة لبناء المهارات الاجتماعيّة، وتعلّمهم استجابات عاطفيّة صحيّة تناسب المواقف اليوميّة التي يتعرّضون لها. لكنّ أطفال الأسر الفقيرة عادة ما يفشلون في تعلّم هذه الاستجابات، وذلك لافتقارهم إلى هذه العلاقات. كل ذلك على حساب أدائهم المرسي.[٤]

إنّ الضغوطات التي يعيشها الطفل من بيئة منزليّة مضطّربة بسبب الفقر وظروف المعيشة يؤثر سلباً على تعلّم الطفل وسلوكه. فيُميل إلى توجيه هذا الضغط إلى سلوك سلبي في المدرسة. ويكون ذا قدرة اجتماعيّة وأكاديميّة وصحيّة مضطّربة، مما يجعله مشتّت الانتباه والتركيز وضعيف الذاكرة. كما أنّ نسبة الاكتئاب لديه عاليّة. ويُقلل من مهاراته الاجتماعيّة والإبداعيّة.[٦]

المراجع

  1. ADAM HICKS (14/4/2019),”Poverty and Education”.
  2. Adam Augustyn (14/4/2019),”Poverty”.
  3. Ashley Leon (14/4/2019),”HOW POVERTY AFFECTS LEARNING “.
  4. “Long-Term Impact of Poverty on Children: Health and Education”,OPERATION warm,12-6-2018، Retrieved 25-8-2022. Edited.
  5. Eric Jensen (14/4/2019),”How Poverty Affects Education & Our Children”.
  6. Eric Jensen (14/4/2019),”Chapter 2. How Poverty Affects Behavior and Academic Performance”.
Total
0
Shares
المقال السابق

تأثير الغياب على التحصيل الدراسي

المقال التالي

تأثير القرآن على النفس

مقالات مشابهة