فهرس المحتوى
- تأثير الضرر النفسي من الوالدين
- العلاقة بين صحة الوالدين العقلية وصحة الأطفال
- أشكال العنف النفسي ضد الأطفال
- نسب العنف النفسي ضد الأطفال
- آثار الضرر النفسي على الأطفال
تأثير الضرر النفسي من الوالدين
رغم وجود اتفاقيات دولية تحمي الأطفال من العنف، يشهد العالم سنوياً تعرض مليار طفل لأشكال من العنف، من بينها العنف العاطفي أو البدني أو الجنسي، ويُحزننا أن طفلاً واحداً يلقى حتفه كل خمس دقائق بسبب هذا العنف.
تلعب شخصية الوالدين دوراً مهماً في صحة الأبناء نفسياً، حيث أن سلوكهم مع أطفالهم يؤثر بشكل مباشر على نفسيتهم وشخصياتهم. فالطفل الذي لا يشعر بالحب أو الدفء، بل يتلقى فقط العداوة أو التهديد أو المطالب المستحيلة، قد يعاني من شعور بالكراهية واليأس وعدم الرغبة في الحياة.
العلاقة بين صحة الوالدين العقلية وصحة الأطفال
أكدت مارسي بورستين، عالمة النفس الإكلينيكية، أن هناك علاقة وثيقة بين مشاكل الصحة العقلية لدى الوالدين وتأثيرها على أطفالهم. فالأطفال الذين يعانون آباؤهم من اضطرابات القلق، هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق بأربع إلى ست مرات خلال حياتهم. وبالمثل، فإن الأطفال الذين يعانون آباؤهم من الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بثلاث إلى أربع مرات. وتظهر هذه الاضطرابات عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، لكن أسبابها لا تزال غير مؤكدة.
أشكال العنف النفسي ضد الأطفال
يشمل العنف النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قبل آبائهم أشكالاً متعددة، من أهمها:
* تحقير الطفل والحط من شأنه، مما يؤدي إلى تدمير صورته عن نفسه.
* التضارب في أسلوب التربية، حيث يعاقب الطفل بشكل قاسٍ في بعض الأحيان، ثم يُترك دون عقاب في أحيان أخرى لذات السلوك الخاطئ.
* ترهيب الطفل وخلق جو من الرعب والخوف في نفسه.
* رفض أحد الوالدين لطفله، مما يؤثر على شعوره بالأمان والحب.
* مقارنة الأبناء بالأطفال الآخرين، مما يؤدي إلى شعورهم بالإحباط والحسد.
نسب العنف النفسي ضد الأطفال
أظهرت دراسة أجراها اليونسيف في الأردن أن نسب العنف النفسي ضد الأطفال تتفاوت حسب الفئة العمرية:
| الفئة العمرية | نسبة التعرض للعنف النفسي |
|—|—|
| 8-17 عاماً في العينة الوطنية | 58.3% |
| 8-17 عاماً في عينة المخيمات السورية | 58% |
| 8-17 عاماً من الأطفال ذوي الإعاقة | 51.1% |
تُظهر هذه النسب ارتفاع معدلات العنف النفسي ضد الأطفال، مما يؤكد أهمية الاهتمام بهذه المشكلة وتقديم الدعم للأطفال الذين يعانون منه.
آثار الضرر النفسي على الأطفال
من أبرز الآثار التي يتركها الضرر النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قبل آبائهم:
* **التوتر والقلق المستمر**: يصبح الطفل متوتراً وقلقاً من أشخاص قريبين عليه ويثق بهم كالوالدين، مما يؤدي إلى انعزاله عن العالم الخارجي.
* **انعدام التركيز**: تركيز الطفل على تصرفات وسلوك والديه يؤدي إلى فقدان التركيز في مختلف جوانب حياته.
* **عدوانية الطفل**: نتيجة عدوانية الوالدين، يصبح الطفل أكثر عدوانية أيضاً، حيث يعجز عن التعبير عن غضبه بشكل صحي بسبب ما يتعرض له من صراخ.
* **حالات الكآبة**: البيئة المليئة بالمشاكل والكآبة تجعل الطفل حزيناً وكئيبًا، دون أن يفهم ما يدور حوله، مما ينعكس على شخصيته.
* **انتحار الطفل**: تشير الإحصائيات إلى أن العديد من حالات الانتحار في العالم ناتجة عن الضرر النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قبل آبائهم.
من الضروري التأكيد على أن هذه ليست جميع الآثار، بل تشمل أيضاً تراجع المستوى الدراسي، الشعور بالكره تجاه المعلم، الخجل، كثرة النوم، الشعور بالخوف، الانعزال، قضم الأظافر، الابتعاد عن الأنشطة، والغضب.
يُعد الضرر النفسي من قبل الوالدين خطراً حقيقياً يهدد صحة الأطفال النفسية والعقلية، ويجب على المجتمعات توعية الآباء بأهمية الحفاظ على صحة أطفالهم النفسية والعقلية من خلال توفير برامج دعم ونصائح، كما يجب توفير خطوط ساخنة للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، وتوفير خدمات علاجية لهم.